مدين ياسين - * ما أروع بعض المحطات الحياتية في حياة كل إنسان ، وما أجمل ذكريات الطفولة ، سيما إذا كانت مرتبطة بأشخاص لهم مكانة عظمى في القلب ..
*حينما أفرغ الى نفسي في أحايين عدة أجدني أستجر الماضي فأستعيد شريط ذكرياتي مع والدي الحبيب - رحمة الله عليه - ثم أجد نفسي مضطراً لمقارنة الماضي بالحاضر وربط الأحداث ماضيها وحاضرها على الرغم مني .. من ذلك حينما كنت اسأل والدي -الذي كنت أرافقه دوما- عن السبيل الذي يمكن ان يقودني لدخول الجنة وضمان امتلاك مفاتيح بواباتها المتعددة .. وكان رحمه الله يقول لي دوماً ان ذلك ليس صعباً وأن من السهولة بمكان ضمان ذلك حيث وكل ما عليَّ ان افعله هو الآتي :
- أن اتقرب الى الله بالعبادات
- أن لا أظلم احداً
- أن أحرص على فعل الخير
- أن أحرص على تعمير المساجد
- أن لا أكل مال يتيم وأكفله
- أن لا أقهر ضعيفاً
- أن لا أحقد على أحد
- أن أساعد المحتاجين
- أن لا أستقوي بالمال والسلطة على المسكين
- ان أتصدق
بالإضافة الى سلسلة طويلة من الأفعال الطيبة ، جميعها تكفل لي دخول الجنة .. وحينها كنت طفلاً صغيراً.. كنت أظل طوال الليل واثناء النهار بعد ان أستمع الى محاضرات الوالد التوعوية التثقيفية أظل أتخيل الجنة التي لا تحتاج لأعمال خارقة على الإطلاق .. وبدأت أحث الخُطى لتنفيذ ما نصحني به والدي (قدوتي ومَثَلي الأعلى) وهو أيضاً ماحرصتُ على نقله الى اولادي فيما بعد ومنذ نعومة أظفارهم ..
* واليوم ها أنا استعيد تلك الذكريات وأجدني مضطراً الى ربطها بالواقع الراهن وأحداثه المستجدة ، وأجد ان ثمة تغييراً ساد على بعض المفاهيم الحياتية .. حيث أصبح ضمان دخول الجنة ومعاقرة الـ70 حورية لايحتاج الى كل تلك القائمة الطويلة من الأعمال الخيرية وإنما ارتداء حزام ناسف والاتجاه صوب بيت من بيوت الله لتفجيره أو الانغماس في وسط رتل من الأبرياء وبضغطة زر أنطلق صوب الرحاب الأبدية فترفرف روحي في سماء الجنة وأتنعم بكل مافي الجنة من نعيم أبدي ومغريات لا حصر لها ..
لا حول ولا قوة إلا بالله .. وحسبي الله ونعم الوكيل .. ورحمة الله عليك يا أبي فلو كنت مازلت حياً ورأيت المفهوم قد تغير على هذا النحو .. فبماذا كنت ستنصح الداعيين لدخول الجنة عبر الأحزمة الناسفة..؟!
|