المستشار/ أحمد علي محمد جحاف - من العنوان تدرك انك أمام موضوع مهم بحكم قدرة ذلك الكيان على التأثير الكبير على مستقبل اليمن والمنطقة بشكل عام وبالتالي عالمياً.
في ضوء ذلك أقول باختصار:
المحور الأول:
للمؤتمر خصائص أساسية قد لا توجد في حزب آخر محلياً أو عربياً وهي مكامن قوته وتميزه وهي :
انه ابن بيئته اليمنية بكل خصائصها العربية والإسلامية والإنسانية والحضارية، وليس منتج نتيجة (فعل ورد الفعل) نتيجة انعكاس الصراع الدولي بين الشرق الاشتراكي والغرب الرأس مالي على المنطقة، وهي الصفة المشتركة لأغلب الأحزاب في المنطقة..
أسس منهجه الفكري هي القواسم المشتركة للمجتمع اليمني والعربي والإنساني بمختلف التنوعات الفكرية والدينية والايديولوجية والإنسانية ذلك جعله يمثل ويحمل مشروعاً وطنياً إنسانياً شاملاً وحضارياً.
تلك الأسس جعلت قدرته الاستيعابية لا حد لها، كل التوجهات مهما تنوعت تجد في المؤتمر جزءاً من خصائصها مما يجعله كياناً جاذباً للائتلاف معه او الاندماج فيه وليس التصادم معه.. منطلقاته الفكرية منحته القدرة على التجدد والتطور والمعاصرة، والقدرة العالية على التكيف والتفاعل مهما تغيرت معطيات الواقع المحلي والمحيط الإقليمي والدولي، والقدرة على التعامل وتجاوز الأزمات والنقلبات مهما كان حجمها ومهما اتسع إطارها..
الخلاصة :
تلك المعالم جعلت منه مشروعاً وطنياً إنسانياً شاملاً وهي معالم المشاريع العظيمة القادرة على الخلود والاستمرارية وصنع التحولات الكبيرة في حياة الشعوب والأمم..
المحور الثاني:
تاريخ طويل حافل بكم كبير من المنجزات في كل المجالات وعلى كل المستويات المقام لا يناسب سردها ثم أنها مشهودة ومعيشة في كل تفاصيل حياتنا.. جعل حضور اليمن الإقليمي والدولي فاعلاً مؤثراً مثمراً ولعب دوراً رائداً في استقرار المنطقة ودوراً داعماً مبادراً لكل القضايا العربية والإسلامية والإنسانية.. الاندماج والتعاون والتنسيق مع المحيط الإقليمي والدولي بما يحقق مصلحة اليمن ارضاً وانساناً وفي كل المجالات ومصلحة القضايا القومية والإنسانية.
انتهج سياسات عقلانية واقعية ذكية بعيدة عن الانفعالات والتهور جنبت اليمن التصادم مع العالم اقليمياً ودولياً ومكنته من تجاوز الكثير من المحن الكبرى وجنى اليمن أعظم الفوائد والمردودات الإيجابية.
نسج علاقات دبلوماسية وعلاقات تعاون مع كل الدول بما يحقق مصالح اليمن في كل المجلات.
حققت اليمن في ظل قيادته مشاريع كبرى في مجال الطاقة (الغاز والنفط) والتعدين والزراعة والسدود والخدمات الصحية والنهضة التعليمية بكل مستوياتها والبعثات التعليمية إلى أغلب جامعات بلدان العالم.
مجالات الاستثمار المحلي والخارجي والبنية التحتية وتطويرالدولة شكلا ومضمونا ومهام وبنية قانونية وتطور دستوري وقدر كبير من التحولات إلى النظام المؤسسي.
اكتفي بذلك على سبيل المثال لا الحصر بحكم ضوابط المقام واختصار المقال.
المراجعة والتقييم هما فعل إيجابي الزامي حتمي من أجل الاستمرار والتطور والتطوير سواء أكنت قوياً أو ضعيفاً ويجب أن:
- تتم بآلية مؤسساتية وليس عبر افراد او جماعات وإنما عبر دوائره الرسمية المختلفة والاعتماد على الكوادر ذات الخبرة والتجربة والعالية المستوى علميا وثقافيا ومعرفيا ومن مختلف التخصصات مع خصوصية التخصص في ذلك المجال.
- تتم بطريقة منهجية علمية ولا مكان للارتجالية والاجتهادات الفردية بل تخضع للدراسة والتقييم لتحديد الصلاحية او العكس وقد تعدل او تطور، يكون ذلك مبنياً على قاعدة معلوماتية حقيقية دقيقة يحكم كل ذلك العقل والمنطق..
-يحدد بدقة الإيجابيات ليتم البناء عليها وتطورها، وتحدد السلبيات راته وخططه وهياكله التنظيمية وتحري الدقة والتزام المعايير في تصعيد قياداته والتدرج القيادي وعضويته.
رسم استراتيجياته وفق المعطيات الجديدة في الواقع المحلي والدولي مع الاهتمام الخاص والتركيز على معطيات الاقتصاد العالمي لأن كل الأفعال السياسية والعسكرية هي نتيجة لمصالح اقتصادية وليس العكس {انتهى عصر صراع الايديولوجيات}، اشتراكية ورأس مالية، العالم كله شرقا وغربا متجانس اقتصاديا، قائم على اقتصاد السوق، ولهذا اكرر يجب إعادة رسم الاستراتيجيات وفق تلك المعطيات.
التوقف باهتمام أمام ما يلي:
أن المؤتمر سابقا كان حاكماً وتحت إمرته الجزء الأكبر من مؤسسة الجيش والكثير من مقدرات البلد.. الآن هو مجرد شريك اسمي بل مجرد ديكور او شريك حاضر في السلبيات، غائب في الإيجابيات إن وُجدت، وليس شريكاً فعلياً سواء في سلطة الأمر الواقع أو سلطة الشرعية، حتى التمثيل في اللقاءات مع المبعوث الأممي والمنظمات او ما يدور خلف الكواليس من لقاءات مع أطراف من التحالف او وسطاء دوليين او إقليميين، باختصار شريك في الوزر والغرم، غائب الشراكة في الفعل والفائدة.
وبنفس الاهتمام يجب التوقف أمام طبيعة المرحلة الحالية والقادمة فلا مكان للارتجالية والعشوائية وهيمنة الوصوليين والكذابين وتهميش القدرات والكفاءات والعناصر المميزة والتي أعطت واجتهدت وبذلت وعملت بصدق مع المؤتمر.
خاتمة وخلاصة :
يجب إحداث حالة تحديث (Update) على كل الأبعاد والمستويات، وفق المعطيات والتغيرات الجديدة محليا وإقليميا ودوليا {عالم اليوم غير الأمس تماما}، وما كان ممكناً في ذلك الزمان، صار غير ممكن الآن، إلا إذا تجددت في الآليات والأدوات، والخطط وأسلوب العطاء، مع العلم اليقين أن البيئة الآن التي أفرزتها الصراعات مهيأة بشكل خاص للمؤتمر ليحقق أعلى مستويات النجاح ويكون هو العمود الفقري والفيصل والخيار الأفضل للغالبية، وذلك أكثر من غيره..
المؤتمر في أسسه النظرية، والأدبية، وطبيعة تكوينه ونظامه وخبراته وتجاربه الطويلة قادر على التجدد والحضور مجددا بقوة شرط الأخذ بما ذكرته في بنود مقالي أعلاه والا فالسقوط وارد .
خاتمة الخاتمة وهي مهمة جداً:
بعد العجز الكلي، والفشل الكامل، لكل السلطات شمالا وجنوب في تقديم نموذج الدولة وما آلت إليه الأوضاع من تردًّ على الأبعاد، والحالة الكارثية بكل المعايير، خلق للمؤتمر حضوراً في الوعي الجمعي لم يسبق له مثيل حتى في أزهى عصور المؤتمر، وجعله منفرداً في وعي المجتمع اليمني والدولي، بأنه الاختيار الوحيد والأمثل والأكفأ لإنقاذ اليمن، وقيادة السفينة الى بر الأمان والنجاح، وإنتاج دولة المؤسسات الحديثة بمشاركة الجميع طبعاً، وإنتاج يمن ديمقراطي اتحادي جديد وعظيم قادر على الائتلاف مع محيطه الإقليمي والعالمي، وانتظامه في إطار العصر، والسير في ركب الحداثة والحضارة، والاندماج والتناغم في الاقتصاد العالمي بما يحقق المصلحة المشتركة، وبضوابط أولوية مصلحة الوطن.
الله ولي الهداية والتوفيق بشرط العمل..
|