أحمد الزبيري - البوارج والسفن والفرقاطات الأمريكية والبريطانية والفرنسية والأطلسية عموماً تمخر عباب مياه البحر الأحمر والعربي وخليج عدن وصولاً إلى سواحل سقطرى على المحيط الهندي في ظل حضور أمريكي وبريطاني معلن في المحافظات الجنوبية المحتلة.. والمارينز يتمخطرون في شوارع حضرموت الساحل والوادي والصحراء ويزورون المدارس دون حتى أن يرافقهم ما تُسمى بحكومة المرتزقة المحلية في تلك المحافظات والمديريات، ومطار الريان والغيضة تحول إلى قاعدتين منذ سنوات.
كل هذا ما كان للقيادة الوطنية المعنية بمواجهة هذا العدوان وتحرير الأرض أن تصمت، وتحذيراتها تتوالى طوال فترة العدوان وبصفة خاصة بالآونة الأخيرة، بعد أن أظهر الأمريكي وقاحته في السعي لتحقيق ما عجز عنه وأدواته وأتباعه الإقليميون في العدوان والحرب، وخفض التصعيد أو ما تُسمى بالهدنة، يريد هذا التحالف الإجرامي البغيض توسيعها لتحقيق الأهداف الاحتلالية على موقع اليمن الاستراتيجي ومناطق الثروات.
المراقبون للتصعيد الأمريكي والبريطاني وتفاعلاته ينظرون إلى رسائل صنعاء أنها بدأت تأخذ مساراً جدياً وهذا على ما يبدو من تحركات تحالف العدوان والخطاب الأمريكي أنها قد وصلت مع وصول ما يسمى بأمين عام مجلس التعاون الخليجي إلى عدن ويقال أيضاً أن السفير الأمريكي ستيفن فاجن متواجد في المحافظات المحتلة، ولا يخرج هذا التواجد عن احتمالين، الأول، تعزيز التموضع الأمريكي البري والبحري فيها وخاصةً النفطية وكذلك في السواحل والمياه الإقليمية اليمنية ذات الموقع الاستراتيجي.
وسائل إعلام وقنوات تحالف العدوان والتابعة له في منطقة الخليج تغرد بذات الاتجاه وتستضيف محللين سياسيين ومسئولين أمريكيين وآخرهم ما يسمى بمبعوث واشنطن لليمن تيم ليندركينغ، الذي بدأ هادئاً في استضافة الجزيرة له كثيراً مقارنةً بتصريحاته السابقة دون أن يتخلى عن الأهداف الأمريكية الحقيقية والتي تريد أن تحصر ما تعرض له اليمن على أنه صراع بين أطراف يمنية داخلية لتبرئة أمريكا وتحالفها الغربي وأدواتها الإقليميين من الجرائم الوحشية التي ارتكبوها في اليمن طوال أكثر من 8 سنوات، وهو يريد وبلغة هادئة توسيع ما أسماها بالهدنة وفتح الطريق لمفاوضات يمنية - يمنية مع إضافة بعض التوابل في حديثه عن الوضع الإنساني بعيداً عن عنترياته السابقة واعتبار فتح مطار صنعاء لثلاث رحلات إلى وجهة واحدة ودخول بعض السفن إلى ميناء الحديدة انجازاً كبيراً يمكن البناء عليه.
وعلى الطريقة الأمريكية في التلاعب بالكلمات والعبارات والألفاظ والخداع والكذب والتعمية لم يتحدث كثيراً عن التعزيزات البحرية، إضافة للتواجد السابق في مياه اليمن والمنطقة، بل واصل دجله بأن الإدارة الأمريكية مع خروج كل القوات الأجنبية من اليمن، مشترطاً قبول اليمنيين -ولا ندري أي يمنيين يقصد- بالحل الذي يقترحه كممثل للبيت الأبيض، ومن يقرأ ما وراء السطور يدرك أن تحذيرات صنعاء الأخيرة قد وصلت وأن تفاعلها يتمظهر في هذه التحركات التي بالخبرة والتجربة والقراءة العميقة ظاهرها يؤكد أن أمريكا وتحالف العدوان يبطنون شيئاً آخر، ومازالوا يعملون على تقطيع الوقت، والشعب اليمني وقيادته لا يفهمون إلا الوقائع على الأرض، وعلى الأمريكي والبريطاني والسعودي والإماراتي سحب قواتهم من الأرض اليمنية وعليهم أن يفهموا مضامين ما قاله الرئيس المشاط أن اليمن خط أحمر، وأن ليندركينغ وما فوقه وما تحته من الأدوات التنفيذية والتمويلية الإقليمية لهذا العدوان، يلعبون في الوقت الضائع الذي لم يعد هناك الكثير منه ليواصلوا عبثيتهم العسكرية والسياسية والدبلوماسية والإعلامية، ويد السلام اليمنية الممدودة سوف تُرفع وبدون إنذار مسبق، فزمن العبث قد ولَّى.
|