الميثاق نت -

الإثنين, 11-سبتمبر-2023
عبدالسلام‮ ‬الدباء -
ان التواجد العسكري الغربي الذي نشهده اليوم من خلال القوات العسكرية الأجنبية في اليمن او من خلال ادواتها وعلى وجه الخصوص في محافظتي المهرة وحضرموت، يعد من ابرز المخاطر التي تهدد اليمن في الوقت الراهن نظرا لتأثير ذلك على امن وسيادة واستقلال ووحدة اليمن وتأثيره‮ ‬ايضا‮ ‬على‮ ‬انتهاكال‮ ‬سيادة‮ ‬في‮ ‬الجزر‮ ‬والموانئ‮ ‬اليمنية‮ ‬ونهب‮ ‬ثروات‮ ‬اليمن‮ ‬النفطية‮ ‬والغازية‮ ‬والعبث‮ ‬بآثارة‮ ‬وتغيير‮ ‬واقعه‮ ‬البيئي‮ ‬وجغرافيته‮ ‬السياسية‮ ‬والسكانية‮ ‬ولاهداف‮ ‬واطماع‮ ‬لم‮ ‬تعد‮ ‬خافية‮.‬
وعندما نقول بان هذا التواجد العسكري الاجنبي يعد من أبرز المخاطر التي تهدد الأمن والسيادة والاستقلال في اليمن وتهدد الوحدة اليمنية، فهذا بلا ادنى شك يستند إلى العديد من الاعتبارات الموضوعية ومن ابرزها:
أولاً‮.. ‬انتهاك‮ ‬سيادة‮ ‬اليمن‮: ‬يعتبر‮ ‬التواجد‮ ‬العسكري‮ ‬الأجنبي‮ ‬باليمن‮ ‬انتهاكًا‮ ‬صارخًا‮ ‬للسيادة‮ ‬الوطنية‮ ‬لليمن‮ ‬وحقه‮ ‬في‮ ‬تحقيق‮ ‬استقلاله‮ ‬وتقرير‮ ‬مصيره‮ ‬بناءً‮ ‬على‮ ‬قراراته‮ ‬الوطنية‮ ‬الداخلية‮ ‬والدبلوماسية‮.‬
ثانياً.. النزاع الإقليمي والعربي: يعزز حضور القوات الأجنبية في اليمن من حدة التوترات الإقليمية والعربية، حيث إنه يؤدي إلى تصعيد التوترات والاحتكاكات بين الأطراف المختلفة على الساحة اليمنية وعلى الجوار الاقليمي وهذا الامر قد يجعل الموقف في المنطقة أكثر عنفًا‮ ‬وتعقيدًا‮.‬
ثالثاً.. تهديد الوحدة اليمنية: يمكن أن يؤدي حضور القوات العسكرية الأجنبية إلى تفاقم الخلافات داخل اليمن وتعزيز عمليات التجزئة والانقسام، مما يهدد الوحدة الوطنية اليمنية ويضعف اية فرص للمصالحة والسلام وتوحيد الحكومة المركزية ويمنح قوى أخرى فرصة للتدخل في الشؤون‮ ‬الداخلية‮ ‬لليمن‮.‬
رابعاً.. انتهاك السيادة على الجزر والموانئ: يعمل التواجد العسكري الأجنبي في اليمن على تنفيذ العديد من الانتهاكات المتعددة للسيادة اليمنية في شتى المجالات وعلى وجه التحديد على الجزر والموانئ، ومن ابرز تلك الانتهاكات ما يجري اليوم من تواجد عسكري واستخباراتي صهيوني مفضوح في جزيرة سقطرى، وما يجري من نهب لثروات اليمن في اماكن متعددة، حيث تُستخدم هذه الموارد الاستراتيجية لمصلحة القوات الأجنبية ولوكلائها في المنطقة بينما يمنع اليمن من استغلالها بما يناسبه وبما يلبي الاحتياجات الضرورية للمواطن اليمني سواء في جانب الغذاء‮ ‬او‮ ‬الدواء‮ ‬او‮ ‬في‮ ‬جوانب‮ ‬المرتبات‮ ‬والخدمات‮ ‬الاساسية‮ ‬المفقودة‮ ‬مند‮ ‬عدة‮ ‬سنوات‮.‬
خامساً.. الأمن الدولي: سوف يتسبب التواجد العسكري الأجنبي في اليمن في زعزعة الاستقرار والأمن الدولي، وفي ظهور التنظيمات المتطرفة والحركات المناهضة لهذا التواجد، مما يعني ارتفاع وتصاعد حالة عدم الاستقرار في اليمن الى جانب زيادة الاحتمالات بنشوب صراعات إقليمية‮ ‬جديدة‮ ‬وفرض‮ ‬العديد‮ ‬من‮ ‬القيود‮ ‬والعقوبات‮ ‬السياسية‮ ‬والاقتصادية‮ ‬والعسكرية‮ ‬على‮ ‬اليمن‮ ‬من‮ ‬قبل‮ ‬المجتمع‮ ‬الدولى‮ ‬من‮ ‬قبل‮ ‬الدول‮ ‬الأخرى‮ ‬ذات‮ ‬العلاقة‮ ‬بالصراع‮.‬
لكن وعلى الرغم من أن القضية المتعلقة بالتواجد العسكري الأجنبي في اليمن هي قضية حساسة ومعقدة وتتطلب تحليًا بالحكمة والدبلوماسية، إلا أن هذه المخاطر والتأثيرات تجعل من الضروري المضي قدمًا في سبيل إيجاد حل سريع وفاعل للنزاع باليمن وبما يضمن اعادة الأمان والاستقرار للبلاد ويحفظ لها وحدتها وسيادتها على كامل ترابها الوطني وعلى موانئها وجزرها واجوائها، باعتبار ذلك ضرورة انسانية أولاً ومصلحة اقليمية وعربية ودولية ثانياً ورابعاً وعاشراً، نظراً للاهمية البالغة لأمن واستقرار اليمن ولاهمية موقعها الجغرافي في الحفاظ على‮ ‬الامن‮ ‬الاقليمي‮ ‬والعربي‮ ‬والدولي‮.‬
تمت طباعة الخبر في: الأحد, 01-سبتمبر-2024 الساعة: 04:10 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-64787.htm