الميثاق نت -

الإثنين, 11-سبتمبر-2023
أحمد‮ ‬الزبيري -
الأمريكان في اليمن والمنطقة لديهم استراتيجية ويحاولون رغم الهزائم والفشل المتكرر تحقيقها، ودعواتهم للسلام تعني كسب الوقت لتثبيت هيمنتهم التي تتجلى على أرض الواقع بتواجدهم العسكري المكشوف في المحافظات المحتلة مع العرَّاب الحقيقي لمخطط العدوان والهيمنة بريطانيا‮ ‬وفرنسا‮.‬
الأمم المتحدة منذُ بداية العدوان مثلت غطاء للمخططات الغربية وعلى ما تنفذه الأدوات الإقليمية من جرائم، وهي اليوم تلعب لصالح ما يريده الأمريكان والإنجليز والفرنسيون وبقية التحالف الغربي، وزيارة المبعوث الأممي المتعددة الواجهات يمكن القول عنها أنها تتكامل مع ما‮ ‬يقوم‮ ‬به‮ ‬المسئولون‮ ‬الأمريكيون،‮ ‬ولقاء‮ ‬هانس‮ ‬غروندبرغ‮ ‬بمحمد‮ ‬بن‮ ‬زايد‮ ‬والصور‮ ‬المرحة‮ ‬تعطي‮ ‬تعبيراً‮ ‬أن‮ ‬الأمم‮ ‬المتحدة‮ ‬تؤدي‮ ‬الدور‮ ‬الذي‮ ‬ترسمه‮ ‬لها‮ ‬أمريكا‮.‬
ما يُستغرب له حقاً هي زيارات المسئولين الأمريكيين إلى الرياض وفي أجندتهم قضية التطبيع مع كيان العدو الإسرائيلي وكما يقولون السلام في اليمن، وهذا الربط ربما يأتي في سياق إحدى أوراق الضغط على النظام السعودي من أجل التطبيع، إما في اتجاه جعلها تخرج بماء الوجه من‮ ‬اليمن‮ ‬أو‮ ‬تحقيق‮ ‬بعض‮ ‬أطماعها‮ ‬التي‮ ‬هي‮ ‬في‮ ‬الأساس‮ ‬أطماع‮ ‬أمريكية‮ ‬صهيونية‮.‬
وهنا لا ينبغي أن يفوتنا الترتيبات المتسارعة لما يريدونه في اليمن وتحديداً في المحافظات المحتلة عبر توقيع اتفاقات مع شرعيتهم المخترعة لهذه الغاية، وزيارات الخائن رشاد العليمي المشبوهة للمهرة وحضرموت ووقاحة الخائن معين عبدالملك وهو يتحدث عن عقد الاتصالات وبيع‮ ‬حقول‮ ‬النفط‮ ‬والموانئ‮ ‬ومكامن‮ ‬الثروات،‮ ‬تؤكد‮ ‬أن‮ ‬الأمريكان‮ ‬والبريطانيين‮ ‬والفرنسيين‮ ‬مع‮ ‬أدواتهم‮ ‬الإقليمية‮ ‬مستعجلون‮ ‬على‮ ‬بلوغ‮ ‬ما‮ ‬استطاعوه‮ ‬في‮ ‬حربهم‮ ‬العدوانية‮ ‬على‮ ‬الشعب‮ ‬اليمني‮ ‬أو‮ ‬كما‮ ‬يعتقدون‮ ‬ذلك‮.‬
القيادة‮ ‬في‮ ‬صنعاء‮ ‬ليست‮ ‬غافلة‮ ‬عما‮ ‬يجري‮ ‬من‮ ‬مخططات‮ ‬لليمن‮ ‬والمحافظات‮ ‬المحتلة،‮ ‬وتحذيراتها‮ ‬وإنذاراتها‮ ‬تدخل‮ ‬مرحلة‮ ‬الجد‮ ‬إن‮ ‬لم‮ ‬يكن‮ ‬هناك‮ ‬نجاح‮ ‬للوساطة‮ ‬العمانية‮ ‬بعد‮ ‬ذهاب‮ ‬وفدها‮ ‬للرياض‮.‬
بطبيعة الحال السلام العادل والذي يحفظ لليمن وحدته وسيادته واستقلاله هو ما يريده الشعب اليمني وقيادته في صنعاء، والصبر حتى الآن هدفه إتاحة الفرصة أمام الأخوة العمانيين لعلهم ينجحون، وإذا لم يتحقق ذلك نكون قد أقمنا الحجة على نظام العدو السعودي الذي وضع نفسه كرأس حربة في هذا العدوان على الشعب اليمني، وإذا انتهت الهدنة أو خفض التصعيد ونشبت المعركة فلن تتوقف عند ضرب المنشآت العسكرية والاقتصادية الحيوية للنظام السعودي ولا عند الرسائل التحذيرية لدويلة الإمارات بل سوف تتسع لتأخذ مدايات لن يتحملها تحالف العدوان وسوف‮ ‬تنقلب‮ ‬المعادلات‮ ‬خاصةً‮ ‬وأن‮ ‬النظام‮ ‬السعودي‮ ‬بدفع‮ ‬أمريكي‮ ‬يمضي‮ ‬متسارعاً‮ ‬نحو‮ ‬التطبيع‮ ‬مع‮ ‬الكيان‮ ‬الصهيوني‮.‬
ولن يقبل اليمن والعرب والمسلمون بأن يستبيح الكيان الصهيوني مقدساتهم، وسيكتب نظام بني سعود نهايتهُ بعد أن أصبحت خيانتهُ لله ولرسوله وللأمة أكبر من أن تُحتمل.. والمنقذ الوحيد لهذا النظام الوظيفي الجنوح إلى السلام البعيد عما تريده أمريكا وبريطانيا وكيان العدو‮ ‬الصهيوني‮.‬
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 10:50 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-64790.htm