محمد الديلمي - على عكس ما كان يأمله البعض من أن تحالف العدوان بعد أن وصل إلى طريق مسدود وفشل في الخيار العسكري، لربما أكرهه الفشل المرير، وضرورات المرحلة اقتصادياً واستثمارياً، وطبيعة المتغيّرات الدولية، وفرضت عليه مقاربات جديدة تفضي إلى إحلال السلام في اليمن، لكنّ شيئاً من ذلك لم يتحقّق حتى اللحظة. فلا الثروة سخّرت لصالح المرتبات والخدمات، ولا ملف الأسرى تمّ حلّه، ولا دول العدوان أعادت الإعمار ورفعت الحصار، ولا القوات الأجنبية انسحبت من اليمن.
وتتنامى المخاوف من عدم جدية تحالف العدوان في حل هذه الملفات في الأمد المنظور، لأننا أمام عدو يريد أن يكسب بالدبلوماسية ما فشل في تحقيقه بالحرب المدمّرة، ويشجّعه على تجميد الملف اليمني وتجميد الحلول، جمود العمليات العسكرية الاستراتيجية باتجاه العمق الاستراتيجي والحيوي وعصب اقتصاده.
إذا لم يكتب للجولة المرتقبة النجاح، وبقيت المرحلة الراهنة على حالها من دون أي خطوات إيجابية، فمن المتوقّع، بل من المحسوم، أن القيادة وصلت إلى قناعة تامة بإنهاء مرحلة خفض التصعيد كخيار ضرورة. والسيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي سبق وحسم الموقف، وقالها بكل وضوح في خطاب الخامس والعشرين من محرّم بذكرى استشهاد الإمام زيد، بأنه لا يمكن السكوت والقبول ببقاء المرحلة وتفعيل الخطة "باء"، في إشارة إلى استراتيجية التحالف الهادفة لـ "تفجير الوضع من الداخل"، في ظل انقطاع المرتبات، وتفاقم الوضع الإنساني والاقتصادي.
أما في حال أصرّ العدوان على هذه الاستراتيجية وفشلت الجهود مجدداً، أعتقد بأن السيد القائد سيحسم الموقف في ذكرى المولد النبوي خلال الأيام المقبلة، وربما يكون له موقف مختلف وأبعد مما جاء في خطاب محرّم، خصوصاً أن الوسيط العماني مُنح من الوقت ما فيه الكفاية، ودول العدوان هي الأخرى منحت من الوقت ما فيه الكفاية، والقادم مبشّر إن شاء الله بإنهاء وتبديد كل آمال تحالف العدوان ورهاناته على إسقاط اليمن من الداخل.
ونحن هناك لسنا من عشّاق الحرب ودعاتها، لكن لسنا من أنصار الانتظار السلبي إلى أن يحل الفأس في الرأس، ويجني العدوان ما يريده من بقاء هذه المرحلة الخطرة، ونحن في حالة علّ وعسى، وسوف وربما، فالحكمة ليست في الصمت ولا في الانتظار، بل في انتزاع حقوق الشعب واستحقاقاته بكل ما هو ممكن ومتاح من قوة، وما هو متاح وممكن فيه الكفاية لإعادة الأمور إلى نصابها.
وإذا أراد اليمنيون أن يسلموا من شر دول العدوان فعليهم العمل بالمثل الأميركي القائل: إذا أردت السلام فاحمل السلاح، إذا كنت تريد السلام فاحمل السلاح، إذا كان اليمنيون يريدون السلام فليتحدَّوا أميركا، وليرفعوا السلاح بوجهها ووجه أدواتها، ساعتئذ ستعدّل ومعها أدواتها في الإقليم مقارباتها ومنطقها من اليمن ومع اليمن.
|