أحمد صالح العباهي - الأهداف والقيم والمثل العظيمة التي حملتها الثورة اليمنية الخالدة سبتمبر واكتوبر ستظل المعيار الحقيقي الذي يحكم مسار اليمنيين مهما كانت المؤامرات والتحديات التي تواجهها ويواجهها شعبنا وتطلعاته نحو ما ينشده من يمن جديد زاخر بالعطاء والممارسة الديمقراطية..
فأهداف الثورة اليمنية شاملة جامعة محددة بدقة الطريق نحو المستقبل المنشود وهو طريق بات واضحا وجليا بالرغم من محاولات اخفائه من خلال الاستغلال الرخيص لأعداء اليمن كل مايعتري اليمنيين اليوم من خلافات وتباينات، يحرصون على جعل هذا الواقع المؤسف قاعدة لانطلاق مشروعهم التمزيقي واخراج اليمنيين عن دائرة اهتماماتهم الهادفة دوما الى تعزيز مسيرة ايلول وتشرين واخراجهم الى دائرة الضياع والفراغ الكبير وغياهب الخلافات التي لن تكون إلا على حساب حاضرهم ومستقبلهم..
ولاريب ان كل ذكرى للثورة الام تطل على اليمنيين نجدها وبالرغم من كل الجراحات تحظى بالتفاعل الشعبي العارم وهو تفاعل من العظمة نجده يضرب بعرض الحائط بكل ما هيئ لليمن من سيناريوهات اعتقد معدوها وممولوها أنها باتت كفيلة بالقيام بطمس ذاكرة اليمنيين بل وعزلهم تماما عن ثورتهم واهدافها ونضالاتهم التي تحثهم دوما على السير باتجاه المستقبل لاستعادة تراثهم الحضاري والانساني..
وما نلاحظه اليوم من اهتمامات بذكرى الثورة إلا واحدة من الاشراقات الحقيقية الباعثة للطمأنينة في وجدان كل يمني ثائر على التخلف وكل الموروثات المسيئة لشعبنا..
وهاهى الثورة اليوم في ذكراها تمثل محطة للتقييم بروح وعقلية وطنية عميقة في استشعار مسئوليتها الوطنية تحاول استلهام التجارب الناجحة في مسيرة الثورة وتحديد جوانب السلب التي شابت مسيرتها ليتم احتواء ذلك في اطار تهيئة مناخات مواتية لانطلاقة اكبر لليمن الجديد الديمقراطي الموحد..
ولاريب ان ما نسمعه ونلمسه اليوم من مشاريع انفصالية ومن تخل فاضح عن الثورة اليمنية ومن ممارسات تجسد امراض المناطقية والمذهبية والطائفية وكذا محاولات تحويل الارض اليمنية الى بؤرة مستمرة للصراع والتطاحن وجر الشعب اليمني الى دوائر الارتهان للمشاريع التآمرية الخارجية سنجدها جميعا تتلاشى وتتبخر باعتبار كل هذه المشاريع لاتؤسس لمستقبل افضل وآمن للجميع فجميعها مفخخة وبصورة كارثية وبات كل يمني حر يدرك تماما ان لا أمن ولا استقرار ولا سلام اجتماعي ولا تنمية ولا دوله يمنية حديثة في ظل هذه المشاريع وأن الطريق الاسلم والاضمن لكل اليمنيين هو التوحد والاصطفاف للانتصار لقضيتهم المصيرية المتمثلة في الثورة والجمهورية والوحدة وفي مواصلة نضال آبائهم واجدادهم من اجل اليمن الكبير ليستعيدوا تحت رايته مجدهم الحضاري التليد..
وبهذا ستظل اهداف الثورة اليمنية هي دليل كل اليمنيين نحو مستقبلهم المنشود، دليل شكلته نضالات حركتهم الوطنية وتضحيات اجيالهم المتعاقبة والتي باتت تمثل اتجاها اجباريا لابد لكل اليمنيين من خوضه مهما حاولت القوى المعادية بالداخل والخارج اعاقة سيرهم في هذا السبيل المخلص لهم من كل المعاناة الناتجة بفعل الصراع والتطاحن غير المبرر..
خلاصة..اننا على ثقة بأن الثورة اليمنية وهى تدخل اليوم عقدها السابع سيتعاظم وهجها الثوري ليتحول الى سلوك انقاذي لليمن وشعبه وبأن عظمة تضحيات اليمنيين لن تذهب سدى..
والله المعين
وكل عام وشعبنا في أمن وخير وسلام
|