الميثاق نت -

الإثنين, 25-سبتمبر-2023
أحمد‮ ‬الزبيري‬ -
السلام بالنسبة لليمن وتاريخه الحضاري طبيعة اكتسبها من تراكم وعيه، وهو لم يُعرف عبر تاريخه أنه اعتدى على أحد من جيرانه ومحيطة الإقليمي، لكنه في نفس الوقت لا يقبل العدوان والاحتلال لأرضه التي لطالما عُرفت بأنها مقبرة الغزاة.
منذُ بداية عدوان التحالف السعودي الأمريكي والبريطاني الإماراتي ظل يعمل جاهداً لوقفه ولكن مساعيه جُوبهت بالتعنت والغطرسة والتآمر لأن من يشنون عليه هذه الحرب العدوانية الإجرامية اعتقدوا أن مشاريع أطماعهم ستتحقق بسهولة وكان تركيزهم في السيطرة على سواحل وجزر اليمن‮ ‬ومناطق‮ ‬الثروات‮ ‬لما‮ ‬لذلك‮ ‬من‮ ‬أهمية‮ ‬استراتيجية‮ ‬في‮ ‬الصراع‮ ‬الجيوسياسي‮ ‬الإقليمي‮ ‬والدولي‮.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
ذهبنا إلى جنيف وفاوضنا لأشهر في الكويت ولسنوات في عُمان ولكن كل هذا كان يندرج في البداية في جس النبض والتعمية على المجتمع الدولي والرأي العام العالمي، في الوقت الذي كان قصف الطيران الأمريكي والبريطاني والغربي لا يتوقف ليل نهار ويقتل أبناء هذا الشعب المستضعف -أطفالاً ونساءً وشيوخاً- في كل مكان، لكنه لم يستسلم وخاض معارك ملحمية أقرب إلى الأساطير، وصولاً إلى تحقيقه توازن الردع عبر ضرب المنشآت العسكرية والحيوية في عمق دول العدوان ليدرك هذا التحالف أن استمرار عدوانه سوف يدفعه أثمان غالية، وهنا بدأ المسار الجدي وبدأت‮ ‬الوساطات‮ ‬والألاعيب‮ ‬التي‮ ‬لم‮ ‬تُخدع‮ ‬بها‮ ‬القيادة‮ ‬في‮ ‬صنعاء‮ ‬ولا‮ ‬الوفد‮ ‬المفاوض‮.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
اليوم يذهب الوفد المفاوض برفقة الوسطاء العمانيين إلى الرياض ومع ذلك لم يتخلَّ النظام السعودي عن غطرسته والذي نشرت وكالة أنبائه خبراً مختصراً بأن دعوة وفد صنعاء إلى الرياض تأتي وفقاً للمبادرة السعودية عام 2021م، والمعنى أنه يريد أن يقدم نفسه ليس كمعتدٍ بل كوسيط،‮ ‬وهذا‮ ‬يجعل‮ ‬الشعب‮ ‬اليمني‮ ‬لا‮ ‬يثق‮ ‬بالنظام‮ ‬السعودي‮ ‬ولا‮ ‬الإماراتي‮ ‬ولا‮ ‬بحلفائهم‮ ‬الدوليين،‮ ‬وإنما‮ ‬باتفاقات‮ ‬مكتوبة‮ ‬وموقعة‮ ‬وتطبق‮ ‬على‮ ‬الأرض‮..‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
وبدون ذلك، نكون قد أقمنا الحجة على نظام العدوان السعودي وحليفه الإماراتي ومن يقف وراءهم من الأمريكان والانجليز والصهاينة، وما نعرضه اليوم لن يكون متوفراً غداً وقد صبرنا أكثر مما ينبغي، وأي مكر أو خداع مردود على من يقومون به.
اليوم نبدأ بالملف الإنساني الذي هو رفع الحصار عن المطارات والموانئ وخاصةً مطار صنعاء وميناء الحديدة، وصرف المرتبات الذي هو حق للموظفين اليمنيين الذين حُرموا منها لما يقارب الثمان سنوات، وتبادل الأسرى على قاعدة الكل مقابل الكل، وفتح الطرقات بين المحافظات اليمنية، وإذا تحقق هذا سيكون خطوةً حقيقية باتجاه بناء الثقة التي ستسهل الملف السياسي والاقتصادي المتمثل في خروج القوات الأجنبية وإعادة إعمار ما دمره العدوان، ودفع التعويضات لأبناء اليمن المتضررين من الحرب العدوانية الإجرامية عليهم، وهذا هو الحد الأدنى والذي لا يمكن أن يندرج في إطار الشروط بل الاستحقاقات، وبهذا يتحقق السلام الذي إذا لم يُستجب له في هذه الفرصة التي تعد الأخيرة فسوف يُفرض كما يجب وكما لا يرغب المعتدون، وسنرى قادم الأيام إلى أين ستتجه الأمور.. ولن يكون أمامنا إلا النصر بإذن الله.

تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 10:57 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-64838.htm