الميثاق نت -

الإثنين, 25-سبتمبر-2023
غازي‮ ‬أحمد‮ ‬علي‮ ‬محسن‬‬‬‬‬‬- الأمين‮ ‬العام‮ ‬للمؤتمر‮ ‬الشعبي‮ ‬العام‬‬‬‬‬‬‬‬ -
تأتي احتفالات شعبنا في الذكرى الواحدة والستين لقيام ثورة الـ26 من سبتمبر 1962م في ظل متغيرات وتبدلات ومؤامرات وتدخلات وحروب عدوانية وفتن داخلية واجهت هذه الثورة من يومها الأول، واستمرت خلال عقودها الستة وحتى اليوم..
ويبقى‮ ‬الأهم‮ ‬في‮ ‬احتفالاتنا‮ ‬بهذه‮ ‬المناسبة،‮ ‬النظر‮ ‬في‮ ‬هذه‮ ‬الثورة‮ ‬انطلاقاً‮ ‬من‮ ‬الظروف‮ ‬الأوضاع‮ ‬والمكانية‮ ‬والزمانية‮ ‬التي‮ ‬أوجبت‮ ‬قيامها‮ ‬،‮ ‬ومن‮ ‬الآمال‮ ‬والتطلعات‮ ‬التي‮ ‬حملها‮ ‬من‮ ‬فجَّروها‮..‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
آخذين في الاعتبار ما كان يشهده العالم من تحولات وتبدلات ارتبطت بالظهور المتصاعد في حركات التحرر الوطني ضد الاستعمار الذي كان يحتل جزءاً كبيرا من الأرض اليمنية، وهذه الإشارة لتبيان أهمية قيام هذه الثورة، ليس فقط للخلاص من الأوضاع البائسة التي كان يعيشها اليمن ، بل وتحرير الأرض اليمنية وطرد المستعمر الذي تجسد بعد قيامها بعام من خلال تفجير ثورة 14 أكتوبر 1963م ليتجسد في الثورتين تلازم معركة الدفاع عن 26 سبتمبر بمعركة التحرر الوطني على طريق إعادة الوحدة اليمنية..
ممكن أن نجادل بعض من يقرأون التاريخ برؤية قاصرة أنها تحرك عسكري أو انقلاب ، وهذا الكلام كان يمكن الأخذ به لو توقفت الأمور عند هذا الحد ولم يتحرك الشعب اليمني من أقصاه إلى أقصاه للوقوف إلى جانب الثوار والانخراط في معركة الدفاع عنها لتصبح ثورة شعبية وطنية تحررية‮..‬‬‬
‮ ‬وأي‮ ‬فهم‮ ‬خارج‮ ‬هذا‮ ‬السياق‮ ‬إما‮ ‬ينمُّ‮ ‬عن‮ ‬جهل‮ ‬تاريخي‮ ‬واجتماعي‮ ‬وسياسي‮ ‬أو‮ ‬أنه‮ ‬مشبوه‮..‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
ولإثبات‮ ‬هذه‮ ‬الحقيقة‮ ‬نجد‮ ‬الثورة‮ ‬اليمنية‮ ‬26‮ ‬سبتمبر‮ ‬ظلت‮ ‬ومازالت‮ ‬قاسماً‮ ‬مشتركاً‮ ‬بين‮ ‬غالبية‮ ‬اليمنيين‮ ‬الذين‮ ‬يعتبرونها‮ ‬الحدث‮ ‬التاريخي‮ ‬الأكبر‮ ‬في‮ ‬تاريخهم‮ ‬المعاصر‮..‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
وفي هذا المنحى لابد من الإشارة إلى أن هذه الثورة حركت أعداء اليمن منذ اليوم الأول، وأن وقوف مصر عبدالناصر معها عبر الوجود العسكري كان تالياً للتدخل السعودي ومعه -كما هو اليوم- القوى الرجعية في المنطقة والاستعمارية في العالم وعلى رأسها بريطانيا وأمريكا..
إن‮ ‬تاريخ‮ ‬الشعوب‮ ‬بأحداثه‮ ‬الكبرى‮ ‬في‮ ‬المدى‮ ‬القريب‮ ‬أو‮ ‬المتوسط‮ ‬وحتى‮ ‬البعيد‮ ‬هو‮ ‬حلقات‮ ‬مترابطة،‮ ‬وعزل‮ ‬أي‮ ‬حلقة‮ ‬فيه‮ ‬عما‮ ‬مرّ‮ ‬به‮ ‬يُعد‮ ‬عملية‮ ‬قطع،‮ ‬وبالتالي‮ ‬بناء‮ ‬في‮ ‬الفراغ‮..‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
وهذا يجعلنا نخلص إلى أن عملية الفصل بين ثورة سبتمبر وما تعرض له اليمن من أحداث لعبت فيه القوى الخارجية دوراً رئيسياً يؤكد الترابط التاريخي بين ما تعرض له اليمن وثورته الوطنية التحررية سبتمبر وأكتوبر، وما يتعرض له اليوم من عدوان ومؤامرات لاحتلاله والسيطرة على ثرواته وموقعه الاستراتيجي وهو ذات الهدف الذي دفع في القرن التاسع عشر بريطانيا لاحتلال عدن والمحافظات الجنوبية والشرقية، وفهم هذه الحقيقة يكفي لمعرفة أن الثورات تراكم واستمرارية، وبهذا المعنى والمضمون ستظل ثورة سبتمبر وأكتوبر مصدر وهج لأي توجه نحو المستقبل،‮ ‬وأي‮ ‬محاولة‮ ‬لإطفاء‮ ‬شعلتها‮ ‬هو‮ ‬سير‮ ‬في‮ ‬الظلام،‮ ‬ولهذا‮ ‬ستظل‮ ‬الثورة‮ ‬اليمنية‮ ‬سبتمبر‮ ‬وأكتوبر‮ ‬علامة‮ ‬فارقة‮ ‬ومشرقة‮ ‬في‮ ‬تاريخنا‮ ‬الوطني‮.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
تمت طباعة الخبر في: السبت, 27-يوليو-2024 الساعة: 04:14 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-64847.htm