الميثاق نت -

الأربعاء, 18-أكتوبر-2023
الميثاق نت - قسم التحقيقات: -
إن ثورة أكتوبر تمثل امتداداً طبيعياً لثورة سبتمبر وأهدافها، فارهاصاتهما واهدافهما واحداثها تقريباً كانت واحدة، ومثلت أهمية بالغة فى تحديد ملامح الدولة اليمنية الحديثة بهويتها الموحدة.

لا يمكن لأحد ان يقفزعلى حقائق التاريخ الثابتة ،وان يجادل فى وقائع مازال بعض أبطالها حاضرين بيننا ،شاهدين على تلك الحقبة يرون أحداثها ويتذكرون حتى ادق تفاصيلها ، يستعطف البعض اليوم حبر التدوين لاثبات سردية مغايرة ،ويتم حرف بوصلة العقل نحو هاوية سحيقة من الاكاذيب، التى تطعم بخطاب إعلامي يرمي في مجمله لصياغة رؤية اخرى بعيداً عن الحقيقة...

والشعب اليمني يحتفل هذة الأيام بثورة 14 أكتوبر المجيدة وقبلها كان قد احتفل بثورة 26سبتمبر وما صاحبه من زخم وطنى كبير ، يكون الشعب اليمنى قد اعطى صورة واضحة عن تلك الملحمة البطولية شمالا وجنوبا وجسد قولا وفعلا مدى ذلك التلاحم بين الثورتين الخالدتين واخرس كل الألسن التي تحاول التى ان تشكك او تنال من التوأم الثوري اليمني الواحد قدراً ومصيراً ونضالاً..  الصحفى عبدالعالم بجاش فى هذا الصدد يستذكر مرحلة نضالية لمدينتى تعز وعدن واللتين شكلتا محطتين مهمتين فى مسيرة النضالال الوطنى. والذي يؤكد واحديةالنضال وهو غيض من فيض نضالى فى اطار المشروع الوطنى فيقول: "كانت عدن وتعز نواة مشروع وطني منذ وقت مبكر، مشروع حمل روحاً يمنية واحدة، وتجسد في تبادل أدوار غيرت مصير شطري البلاد جذرياً وانتزعت الشعب اليمني في شمال اليمن وجنوبه من براثن امامة غاشمة كهنوتية واستعمار بريطاني مستبد.

 

عظمة الثورة

بجاش يشير الى ان النهضة العمرانية التى شهدتها عدن لا تساوي شيء أمام مفردة عظيمة كالحرية حيث يقول " حتى وان بدت معه بوادر نهضة عمرانية نهضة لا تمثل شيئاً بالنسبة لشعب حريته مسلوبة تحت نير الاحتلال وعصاه الغليظة.. ويضيف: " على التوالي اندلعت اعظم ثورتين في البلاد ضد الحكم الإمامي العنصري في الشمال، والاستعمار البريطاني المستبد في الجنوب كانت عدن تحت حكم الاستعمار البريطاني، ملاذاً للثوار القادمين من تعز، ومحافظات الشمال وكانت منطلقاًً للإعداد والتخطيط للثورة التي أطاحت بالنظام الإمامي في شمال البلاد، صبيحة الـ26 من سبتمبر المجيدة.

 

التنسيق الثوري

خلال اربعينيات وخمسينيات وستينيات القرن الماضي كان الزخم الثوري اليمني في أوجه، سادت روح التعاون الوثيق بتلقائية بين الثوار في شمال البلاد وجنوبها، كما لعبت الحغرافيا دوراً تبادلياً في احتضان اوائل الثوار والتشكيلات الثورية.. كانت عدن وتعز الابرز على هذا الصعيد، ففي المدينة الاولى عدن تشكلت النواة ومرحلة الاعداد لثورة سبتمبر وفي المدينة الثانية تعز كانت الحاضن الطبيعي الاكبر لثورة اكتوبر وثوارها الاوائل.. واردف بجاش قائلاً: "كانت تشكيلات من أبطال الجنوب، تتدرب في تعز ومناطق أخرى، أبرزها مجموعة الشهيد الرمز غالب راجح لبوزة، مفجر ثورة الـ14 من أكتوبر المجيدة، من جبال ردفان.

 

حافز ثوري

بإسناد من جمهورية مصر العربية، تكللت الثورتان بإسقاط أحد أعتى الأنظمة الامامية الاستبدادية في الشمال ورحيل اعتى احتلال هيمن على جنوب اليمن منذ 19 يناير 1839م.. كان نجاح ثورة سبتمبر في الشمال اول اساس وحافز لثورة اكتوبر، وعلى الفور تقلدت نخبة من ثوار الجنوب مناصب رفيعة في حكومة الجمهورية العربية اليمنية شمال البلاد وبدأت مرحلة من التنسيق الثوري المشترك بين أبطال الجنوب والشمال كان المناضل قحطان الشعبي أحد رموز الثورة في جنوب الوطن، يشغل منصب مستشار الرئيس عبدالله السلال، أول رئيس للجمهورية العربية اليمنية، عقب ثورة الـ26 من سبتمبر.

 

دور مهم

وتطرق بجاش للدور الذي قام به ابناء الجنوب فى دعمهم لثورة سبتمبر قائلاً:  "كان لأبناء الجنوب اليمني، اسهام فاعل في الذود عن ثورة الـ26 من سبتمبر، خلال سنواتها الأولى، وقبل انطلاق ثورة الـ14 من أكتوبر المجيدة وتوثق المصادر التاريخية دوراً عظيماً للجنوبيين في المساعدة على القضاء على تمردات الإمامة وجيوبها التي حاولت الانقضاض على الثورة الوليدة في الشمال من ضمن ذلك معركة خاضها البطل الجنوبي لبوزة مع 50 من الجنوب تدربوا في الشمال واسهموا في فك حصار عن مجموعة من ثوار سبتمبر حاصرتهم فلول امامية في احدى المناطق الشمالية وكانت تعز المنطلق الرئيسي لاستقبال وتدريب الكثير من أبطال ثورة الـ14 من أكتوبر وعلى اعلى المستويات جرى التنسيق بين قيادة الجمهورية العربية اليمنية والقيادة المصرية والتشكيلات الثورية الجنوبية للتهيئة لثورة اكتوبر المجيدة بعد عام واحد فقط على اندلاع ثورة سبتمبر.

 

واحدية الثورة

مصادر تاريخية متعددة تتفق حول واحدية الثورتين ، تقول تلك المصادر إن نجاح ثورة سبتمبر ساعد في تسريع الخطى نحو استقلال الجنوب من الاستعمار البريطاني.

شهادات عدد من اوائل الثوار التي تم توثيقها تشير الى أن عدن استضافت لعقود الأحرار المناهضين للحكم الإمامي، وان ثورة الـ26 من سبتمبر مثلت الحاضن الكبير لانطلاق ثورة الـ14 من أكتوبر، وينقل بجاش عن الثوار شهاداتهم   فى خضم حديثه حيث يقول "يروي بعض الثوار الأوائل أن ثورة 26 سبتمبر 1962، خلقت في عدن وفي كل مناطق الجنوب مناخاً ملائماً لقيام ثورة 14 أكتوبر المجيدة.

وسرعان ما أصبحت مقارعة جنود الاحتلال البريطاني نشاطاً جذب مئات الشباب من الجنوب ومن الشمال.

ومن جبال ردفان، مع مغيب شمس الـ14 من أكتوبر 1963، كان لبوزة ومجموعته الثورية ممن تدربوا في الشمال،  ساندوا ثورة سبتمبر، يفجرون شرارة ثورة الـ14 من أكتوبر المجيدة سبق ذلك سنوات من الكفاح والمناوشات بين الثوار وجنود الاحتلال البريطاني في عدن، عبر كوكبة من أبطال الجنوب والشمال معاً وهكذا تكللت نضالات اليمنيين في شطري البلاد بالنجاح.

 

نضال مشترك

الكاتب السياسي فؤاد حسين يشير إلى ان واحدية الثورتين كانت متجسدة فى النضال المشترك بين الثوار فى الشمال والجنوب حينها مظيفا ان " قبل قيام ثورة 26سبتمبر 1962في شمال اليمن كانت الحركة الوطنية وهروباً من بطش الامام تلجأ الى عدن وتمارس نشاطها السياسي من خلال اقامة الجمعيات والاندية الثقافية والرياضية والتجمعات الفئويه وقيادة الحركة العمالية في الجنوب والاشتراك في المسيرات والمظاهرات ضد الاستعمار البريطاني.. وأردف: "في 24سبتمبر 1962م اقيمت في عدن مسيرة الزحف الكبير الى المجلس التشريعي في عدن شارك فيها جموع ابناء الشعب اليمني للمطالبة بالاستقلال ورحيل المستعمر، ثم بعد يومين في 26سبتمبر 1962 حدثت الثورة في شمال اليمن واعلن الاطاحة بالحكم الامامي وقيام الجمهورية العربية اليمنية واعلان اهداف الثورة السبتمبرية. ومن بينها تحرير جنوب اليمن المحتل وتشكيل اول حكومة للرئيس المشير عبدالله السلال وتعيين الرئيس قحطان محمد الشعبي وزيراً لشئون الجنوب.

 

فدائيو الجنوب

كانت الثورة السبتمبرية قد  واجهت منذ اليوم الاول حرباً شعواءمن قبل فلول الملكيين بدعم من السعودية فهب ابناء الجنوب يتقا طرون الى الشمال للدفاع عن الثورة والجمهوريه وانخرطوا في صفوف الحرس الوطني وقاتلوا الى جانب اخوانهم والي جانب القوات المصرية. واستبسلوا في الدفاع عن الثورة اليمنية في حصار السبعين يوما وبقيام ثورة 26سبتمبر ووجود الفدائيين من ابناءالجنوب في الشمال والتدرب علي العمل الفدائي في المعسكرات ومدهم بالسلاح لتفجير الثورة في الجنوب ضد المستعمر البريطاني. حيث تهيأت الظروف بتسيير قافلة مسلحة بقيادة الشهيد راجح بن غالب لبوزة متجهة الى الجنوب.

 

تضحيات كبيرة

لقد انطلقت اول شراره من اعالي قمم جبال ردفان الشماء واستشهاد القائد راجح بن غالب لبوزه ومن شمال الوطن اعلن قيام الثورة المسلحة في الرابع عشر من اكتوبر 1963.بقيادة تنظيم الجبهة القوميه لتحرير جنوب اليمن المحتل. ورفع العلم في وجه بريطانيا. وهو علم الوحدة الحالي. وكانت تتمركز قيادة التنظيم في الشمال الذي قدم السلاح والرجال والدعم المادي للكفاح ضد الاستمعار ورحيله من الجنوب.. واكد حسين" ان الجميع شمالا وجنوبا  شارك في الثورة المسلحة وتقديم التضحيات والشهداء من اجل تحرير الجنوب.. واضاف: "انه وعند اعلان الاسقلال في جنوب الوطن ولتأكيد واحدية ثورتي سبتمبر واكتوبر وبرحيل المستعمر البريطاني ونيل الاستقلال الوطني تم الاعلان عن قيام جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية وتشكلت اول حكومة في الجنوب من جميع ابناء اليمن..

 

مفاهيم مغلوطة

بدوره يقول سمير المسنى: انه كثر اللغط  ومحاولات شق الصف الوطني اليمني (في الفترة الاخيرة) من خلال اطروحات وزرع فكر جديد لا ينتمي للواقع ومغاير للاحداث والمنعطفات التاريخية التي مر بها شعبنا اليمني التي تتمثل في فصل تجارب ثورتي الرابع عشر من اكتوبر والسادس والعشرين من سبتمبر وتلاحمها وواحدية الفكر النضالي والثوري.. مشيراً الى ان" هذا الامر فرض وعي وفكراً جديداً يصل الى حد نسف النسيج المجتمعي والوحدة الوطنية واعادتنا الى مربع التشطير والتناحرات البينية الداخلية وإثارة النعرات المناطقية.. وأضاف: " لقد ادرك شعبنا اليمني خطورة تلك السيناريوهات والمخططات للقوى الاستعمارية واجهضها من خلال وعي وفكر متجددين ولم تنطل عليه تلك الاجندة الخارجية واثبت بما لا يدع مجالاً للشك واحدية الانتماء لليمن والهوية اليمنية وان كل تلك المخططات  الرامية للعودة الى ماقبل الثاني والعشرين من مايو 1990م لن يكتب لها النجاح  وستظل وحدتنا باقية ونضالنا وتثبيت مداميك الوحدة والنهوض بعملنا الثوري وتجديد ملامح وآفاق الوحدة  مستمراً من خلال نبذ الثقافة المغلوطة المتمثلة بثقافة الكراهية والغاء المفاهيم الانفصالية وتبيث مبدأ الشراكة الوطنية  .

 

مشاريع عبثية

ودعا المسني الى" قراءة التاريخ واستخلاص العبر منه حيث قال" نطالب الجميع بقراءة التاريخ بتمعن ووعي فنجاح ثورة اكتوبر يعود لتلاحم القوى الوطنية الثورية شمالا وجنوبا حيث عملت تلك القوى الوطنية على تنظيم عملها السياسي والثوري من خلال قيادة موحدة تدير العمليات العسكرية والفدائية من داخل محافظة تعز وهذا دليل واضح على وحدة اليمنيين من جهة وعلى توحيد الرؤى والفكر الذي كان سائد انذاك ، ونؤكد لجماهير شعبنا اليمني أن تلك المشاريع العبثية التي تحاول قوى العمالة في المناطق المحتلة فرضها علينا كمشروع ( الجنوب العربي) لن تمرر وسيبقى شعبنا موحد? وستتحطم كل تلك المخططات على صخرة صمود وثبات كل جماهير الشعب اليمني وبالتالي تقع علينا مسؤولية كبيرة في تطوير منهجية عملنا الثوري للوصول الى استقلالنا الجديد وتحرير اراضينا المحتلة لاسيما  اننا اصبحنا قاب قوسين او ادنى من النصر.

 

وحدوية الهدف

 لم يقف حلم وطموح الشعب اليمني عند ذلك النصر العظيم المتمثل  بثورة 26سبتمبر 1962م الذي تحقق في الشطر الشمالي من الوطن بالتحرر من الاستبداد الإمامي وإعلان النظام الجمهوري للجمهورية العربية اليمنية آنذاك

هكذا استهل الكاتب توفيق عبدالله حديثة مشيراً إلى انه لم يتحقق الهدف الأول للثورة الا بالتحرر من الاستبداد والاستعمار ومخلفاتهما لان الشطر الجنوبي مازال تحت الاحتلال الأجنبي البريطاني إمبراطورية وأسطورة العالم التي لا تغيب عنها الشمس مُنذ 138 عاما.. مؤكداً أنه " ان متى ما وجدت الإرادة فلابد ان تتحطم الأسطورة على يد شعب حضارته ضاربة جذورها في أعماق التاريخ الذي دون في صفحاته هذه الأرض أنها مقبرة للغزاة.

 

حضن وطنى

واشار الى " ان  ثورة شمال الوطن في 26 سبتمبر 1962م مثلت انتصارا كبيرا لثورة أكتوبر ويقول "ان بعد سقوط حكم الإمامة البائد تحولت المحافظات اليمنية في الشمال وخصوصا محافظات تعز وإب وصنعاء إلى محاضن للحركة الوطنية في الجنوب والتي عملت على تنظيم نفسها في إطار سياسي يمثل أبناء الجنوب في صنعاء عرفت حينها بحركة تحرير الجنوب اليمني المحتل بمساندة الأحرار والثوار والشرفاء من محافظات شمال الوطن ولابد للاحتلال أن يدرك أنه قرب موعد رحيله من أرض الأحرار طالما وقد تم القضاء على  النظام الأمامي الذي ساهم في بقاء المحتل في جنوب الوطن  وبداء العد التنازلي لـ383 يوماً فقط لرحيل الاستعمار  وتحرير جنوب الوطن من الاحتلال الأجنبي وهذا ما يؤكد أن ثورة أكتوبر تمثل امتداداً طبيعياً لثورة سبتمبر وأهدافها ويمكن القول إنها لا تختلف عن أهداف الثورة الأم سبتمبر وهنا مثلت هذه الاحداث لثورتي سبتمبر وأكتوبر أهمية بالغة في  تحديد ملامح الدولة اليمنية الحديثة بهويتها الموحدة حيث لم يكن نجاح ثورة اكتوبر ممكناً لولا نجاح ثورة سبتمبر في شمال الوطن اولاً وثانياً لولا إرادة وصلابة الثوار الأحرار في مواجهة كل الأساليب الهمجية التي اتبعتها القوات البريطانية في هجماتها وغاراتها على بعض المناطق الجنوبية وخصوصا مناطق ردفان بما سمي سياسة الأرض المحروقة والتي خلفت كارثة إنسانية فظيعة

 

فرّق تسد

فثورة أكتوبر كما يصفها البعض تعتبر حدثاً مفصلياً في التاريخ اليمني حيث واجهت قوة استعمارية كما ذكرنا سابقا تمثل إمبراطورية سيطرت على أجزاء واسعة من العالم ولكن استطاع الثوار من أبناء الجنوب ادراك ما سعت إليه بريطانيا إلى دعم الملكيين والقبائل التي تساندهم للحيلولة دون نجاح ثورة سبتمبر وضربها مبكرا مجسدين في ذلك سياسة الاحتلال المتمثلة بسياسة فرّق تسد  الا ان ذلك جسد الوحدة الوطنية بين أبناء اليمن شمالا وجنوبا فهب عدد كبير من أبناء الجنوب لدعمها والدفاع عنها فعادوا إلى الجنوب حاملين في أفئدتهم شرارة الثورة والخبرة والتجربة والعلوم العسكرية التي تعلموها ليكونوا وقوداً لثورة 14 أكتوبر إضافة إلى امتلاكهم الحس الوطني والوعي الثوري استطاعوا أن يحققوا أهم وابرز أهداف الثورة برحيل المستعمر وإعلان الاستقلال الوطني.
تمت طباعة الخبر في: الأحد, 24-نوفمبر-2024 الساعة: 04:57 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-64915.htm