م. عباد محمد العنسي - مشروع الشرق الأوسط الجديد يقوم على فكرة إحلال الهوية الإبراهيمية كهوية للشرق الأوسط .
تقوم هذه الهوية على الثالوث الديني الإبراهيمي بين أطرافها: إسرائيل (اليهودية)، والولايات المتحدة الأميريكية (المسيحية)، والدول العربية (الإسلامية).
وبذلك تمّ تسييس الإبراهيمية ليتمّ استخدامها في الهندسة الجيوستراتيجية والرؤى الجيوبوليتيكية في الشرق الأوسط.
ولتحقيق هذه الغاية تمّ إقامة مراكز ومؤسَّسات وبرامج "الدبلوماسية الروحية"، ومنها الجمعيتَان اللتِان يقودهما توني بلير، رئيس الوزراء البريطاني الأسبق المعروف بولائه لـ"إسرائيل"، الأولى في أفريقيا والأخرى في الشرق الأوسط. وهاتان الجمعيتان تدربان الكوادر الشبابية للترويج لهذا المشروع.
على المستوى الحكومي أسَّست الإدارة الأميركية الديمقراطية في 2013م إدارة خاصة في وزارة الخارجية للحوار الاستراتيجي مع المجتمع المدني"، تحت رعاية هيلاري كلينتون وتضم هذه الإدارة مائة شخصية، منها 50 دبلوماسياً و50 من الرؤساء الروحيين المؤثرين، المسلمين والمسيحيين واليهود، لتقديم المشورة للدبلوماسيين لتحقيق أهداف مشروع الدبلوماسية الروحية.
ومن المتوقّع أن ينتج عن "الدبلوماسية الروحية الإبراهيمية" منهج الصهيونية الإسلامية، على غرار الصهيونية المسيحية، حيث تدافع عن العلاقات الروحية الدبلوماسية مع إسرائيل، ويبرّر وجودها ويشرّع مشاركتها الحياة، خاصة في الدول التي عقدت الاتفاقيات الإبراهيمية معها.
هذا ما سيغيّر ثقافة المنطقة ويُعيد الزمن الاجتماعي فيها إلى الإبراهيمية التي لها الأسبقية على الأديان السماوية الثلاثة، حيث لا يوجد فيها إلا اليهودية.. بمعنى آخر تهدف الاتفاقيات الإبراهيمية إلى تهويد الثقافة والأيديولوجيا وإلغاء خصوصية الأديان، وبالتالي تكريس قوة وسيطرة إسرائيل على المنطقة وتزايد نفوذها في العالم.
الدول العربية التي وقعت على الاتفاقية الإبراهيمية هي الإمارات والبحرين والمغرب..
|