يحيى علي نوري - الرائعون يرحلون عن عالمنا سريعاً واحداً بعد الآخر، ويتركون غصص من الحزن والأسى من المستحيل تجاوزها بنفس سرعة رحيلهم..
كما أن مناقبهم ومآثرهم ستظل منارة ومرشدة لنا علّنا نستوعب من خلالها مثل وقيم العلاقات الاجتماعية ومتطلباتها الحتمية من أجل حياة لاتخلو من الفعل الإنساني والإصرار والمثابرة لفعل كل ما هو جميل ويخدم المهنة والمجتمع وتخلو فيها العراكات والبغضاء والكراهية، وتلك قيم نفتقدها اليوم بالرحيل المفاجئ والصاعق لأستاذنا عبدالله الحضرمي رئيس تحرير صحيفة "اليمن اليوم" الرئيس الأسبق ل"الميثاق" والذي كان لنا ان تعاملنا معه عبر مختلف محطات حياته العملية التي شغرها بكفاءة وقدرة ومهنية يشهد الجميع بعظمة وتيرتها الانتاجية والابداعية..
تعلم منه الكثير من الراغبين بتطوير مهاراتهم ومعارفهم الصحفية من عشاق صاحبة الجلالة السلطة الرابعة ونهلوا من تعليماته وتوجيهاته ونصائحه دروساً في العمل الصحفي الملتهب بحرارة المهنية وفي القدرة على التقاط الموضوعات والقضايا وفي اتباع افضل السبل والوسائل الاكثر قدرة على ايصال المعلومة بقوالب صحفية عدة لاتخلو من التشويق والاثارة وإحداث التفاعل المنشود مع كل مايكتب ويعرض له..
وكان لدور فقيد الصحافة اليمنية في ادارته لصحيفة اليمن اليوم أثر كبير في افراغ طاقاته الصحفية خاصة وان الاصدار اليومي للصحيفة قد ترك مساحة غير عادية لهذا الفراغ الابداعي والذي تجلى بصورة رائعة في كل ماكان تعرض له له الصحيفة من اخبار وتقارير وكتابات تحليلية واخبار نوعية جميعها واكبت باقتدار المتغيرات والتحولات التي تشهدها الساحة اليمنية..
وكان رحمه الله يعبر دوماً عن امنية طالما راودته راودتنا ايضا والمتمثلة في ضرورة استكمال البنية التحتية لصحافة الموتمر الشعبي العام من خلال انشاء دار الميثاق للطباعة والنشر باعتبار هذا الدار الضامن الوحيد لتحقيق بيئة صحفية تساعد على تحقيق الابداع والتألق المنشود للصحافة المؤتمرية وتؤمّن حياة الصحفيين وتمدهم بمقومات العطاء والابداع وتحسين ظروفهم المعيشية والقضاء على كافة مظاهر الارتجالية التي مازالت تعتور نشاطهم..
آمال وتطلعات وذكريات عدة في حياة الفقيد لن ننساها وستظل بالنسبة لنا دافعاً قوياً نحو مستقبل افضل للمهنة..
رحم الله استاذنا عبدالله الحضرمي واسكنه فسيح جناته وألهمنا جميعاً الصبر والسلوان..
"إنا لله وإنا إليه راجعون"
|