حسن الصادر - اعصار "تيج" لكن يكون الأخير في سلسلة الأعاصير الذي تتعرض لها محافظات شرق اليمن وتعرضت المهرة وحضرموت و قبلهما سقطرى من 20 اكتوبر الحالي لتأثيرات الاعصار تيج وسجلت اليمن أعلى معدلات خسائر بشرية ومادية منذ اعصار تشابلا في العام 2015م حيث لقي المئات حتفهم وفاقت الاضرار ملياري دولار خلال الثمان سنوات الماضية .
اليمن سوف تشهد حالة من عدم الاستقرار المناخي تضيف عبئاً الى جانب عدم الاستقرار السياسي الذي تمر به البلاد.. وتشير التقديرات الى تنامي وارتفاع في معدل الأعاصير الذي تتعرض لها المناطق الشرقية من اليمن حضرموت والمهرة وسقطرى ، ولها تأثيرات في مناطق الداخل اليمني، مثال على ذلك فيضانات العام 1996م التي شملت معظم الاراضي اليمنية..
وتمضي معدلات الارتفاع بشكل لافت وكان معدل هذه الاعاصير لا يتجاوز العشرات في القرن التاسع عشر والثامن عشر، قفزت المعدلات في القرن العشرين الى 60 اعصاراً وقفزت في العشرية الثانية في القرن 21فقط الى 12 إعصاراً.
تشير بعض الدراسات المناخية الى ان اليمن سوف تتأثر بالتغيرات المناخية المحتملة، التي ستشكل عبئاً إضافياً على الاقتصاد الضعيف والتنمية المتعثرة.
مثال على ذلك تحتاج المناطق التي تكون في دائرة التأثير المباشر الى تخطيط دقيق فيما يتعلق بالتخطيط الحضري للسكان في الارياف والمدن، وكذلك مواصفات المباني . ويشمل ذلك كل البنية التحتية الأساسية بحيث تكون بنية مقاومة للتأثيرات المناخية المحتملة، وستكلف مثل هذه البنية عشرات المليارات من الدولارات على خزينة عامة مفلسة هي الاخرى.
لكن حجم التأثير لن يتوقف هنا بل سيكون له تأثير على الموارد الطبيعة مثل الاحياء البحرية والغطاء النباتي والانتاج الزراعي والمياهو وفي جانب المياه سيضيف معضلة اخرى الى جانب شحة المياه في بلد يبلغ نصيب الفرد فيه 86متراً مكعباً في العام وهو واحد من أقل المعدلات في العالم..
وبالنسبة للتغيرات المناخية ومنها زيادة معدلات الاعاصير لايعرف بالضبط أسبابها بشكل دقيق، وهناك وجهات نظر مختلفة منها ارتفاع درجة الحرارة والتي ينسبها البعض الى زيادة استهلاك كميات الوقود الأحفوري ( نفط، غاز، فحم).
وان هذا الاستهلاك المفرط ادى الى ما يعرف بظاهرة الاحتباس الحراري.. ومع ذلك ظل الخلاف على أشده فيما يتعلق بنظرية الاحتباس الحراري ونسبتها الى كميات الطاقة المستهلكة في بلدان ما تقدمه معرفياً ، وهناك توظيف سياسي لمثل هذه النظريات، وبعيداً عن السياسة هناك تغييرات مناخية ملموسة.
تحتاج بلادنا الى تقييم علمي وشفاف للتأثيرات المناخية المحتملة، حيث تشير بعض التقارير الى أن اليمن سوف تكون احد البلدان الأكثر تأثراً بتقلبات المناخ.
وفي حالة بلادنا التي تمر بظروف سياسية وأمنية بالغة الصعوبة ستضيف التقلبات المناخية عبئاً آخر.
وتحتاج اليمن الى بلورة وجهة نظرها بالتنسيق والتعاون " فيما يتعلق بالحوارات والنقاشات الدولية حول المناخ والأضرار المحتملة.. وحجم التأثيرات على الدول النامية والفقيرة في إطار الجهود الدولية المشتركة للتأثيرات المناخية.
ويلعب الإعلام دوراً حيوياً في ابراز القضايا الحيوية ، والإعلام اليمني استهلك بشكل كبير اثناء الصراع ومانتج عنه من انقسامات، علاوة على افتقاره الى قدرات نوعية فيما يتعلق بالبيئة والمناخ حيث يحتاج هذا النوع من الإعلام الى متخصصين لصيقين بالامور العلمية في هذا الجانب، لكن بالامكان ان يعتمد على الخبراء والمتخصصين .. |