الميثاق نت -

الأحد, 12-نوفمبر-2023
تقرير‮/ ‬بليغ‮ ‬الحطابي -
يعيش‮ ‬اليمن‮ ‬حالة‮ ‬استنفار‮ ‬غير‮ ‬مسبوق‮ ‬على‮ ‬المستويَين‮ ‬الرسمي‮ ‬والشعبي،‮ ‬لمواكبة‮ ‬التطوّرات‮ ‬الميدانية‮ ‬في‮ ‬قطاع‮ ‬غزة،‮ ‬فيما‮ ‬يتهيّأ‮ ‬لتفعيل‮ ‬دوره‮ ‬المحوري‮ ‬نصرةً‮ ‬للقضية‮ ‬الفلسطينية‮.‬
وأجرت صنعاء وفقاً للناطق القوات المسلحة العميد يحيى سريع، الترتيبات العسكرية اللازمة، فيما بات الجيش اليمني جاهزاً للسيناريوهات كافة، بما فيها المشاركة في ما هو أبعد من المناوشات الجارية حالياً، والتي كان آخرها إرسال مسيّرة للتحليق فوق »إيلات«.
وتبدي‮ ‬صنعاء‮ ‬التزاماً‮ ‬بتوجّهات‮ »‬محور‮ ‬المقاومة‮«‬،‮ ‬أكد‮ ‬رئيس‮ »‬المجلس‮ ‬السياسي‮ ‬الأعلى‮«‬،‮ ‬مهدي‮ ‬المشاط،‮ ‬أن‮ »‬هناك‮ ‬غرف‮ ‬عمليات‮ ‬مشتركة،‮ ‬وجهوداً‮ ‬تراقب‮ ‬وتعمل‮ ‬لمواجهة‮ ‬أيّ‮ ‬حماقة‮ ‬صهيونية‮ ‬باقتحام‮ ‬غزة‮«.‬
حيث‮ ‬أعلن‮ ‬متحدث‮ ‬قوات‮ ‬صنعاء،‮ ‬العميد‮ ‬يحيى‮ ‬سريع،‮ ‬عن‮ ‬تنفيذهم‮ ‬ثلاث‮ ‬عمليات‮ ‬هجومية‮ ‬وصفها‮ ‬بالـ‮"‬الكبرى‮" ‬بالصواريخ‮ ‬الباليستية‮ ‬والطائرات‮ ‬المسيرة‮ ‬مستهدفة‮ ‬الأراضي‮ ‬الفلسطينية‮ ‬المحتلة‮ (‬الكيان‮ ‬الإسرائيلي‮).‬
وقال‮ ‬سريع‮ ‬في‮ ‬بيان‮ ‬عسكري‮: "‬أمام‮ ‬ما‮ ‬يتعرض‮ ‬له‮ ‬قطاع‮ ‬غزة‮ ‬من‮ ‬عدوان‮ ‬أمريكي‮ ‬إسرائيلي‮ ‬غاشم‮ ‬كان‮ ‬لا‮ ‬بد‮ ‬أن‮ ‬نقوم‮ ‬بواجبنا‮ ‬بالتوكلِ‮ ‬على‮ ‬اللهِ‮ ‬وانتصاراً‮ ‬لمظلومية‮ ‬الشعب‮ ‬الفلسطيني‮ ‬العزيز‮".‬
واضاف :أطلقنا "دفعة كبيرة من الصواريخ الباليستية والمجنحة وعدد كبير من الطائرات المسيرة على أهداف مختلفة للعدو في الأراضي المحتلة"، موضحا أن "هذه العملية هي العمليةُ الثالثةُ نصرة لإخواننا المظلومين في فلسطين".
القوة‮ ‬الثالثة
وإذا كانت الحرب في فلسطين حتى الأمس مقتصرةً على المعركة بين قوات الاحتلال الصهيوني وقوات حماس في قطاع غزة، شهدت المعركة الفلسطينية في الأيام القليلة الماضية قدوما فاعل جديد دخل ساحة المعركة جدياً كقوة مقاومة ثالثة.
والفاعل الجديد بحسب ما يراه مراقبون ومحاولة قوة المقاومة الثالثة دخول الحرب في غزة من جنوب الجزيرة العربية ومن اليمن، حيث أعلن العميد يحيى سريع المتحدث باسم الجيش اليمني، في اجتماع رسمي، الاربعاء استهداف أهداف للكيان الصهيوني بالصواريخ والطائرات المسيرة، وأنهم‮ ‬استهدفوا‮ ‬مواقع‮ ‬الكيان‮ ‬ثلاث‮ ‬مرات‮ ‬على‮ ‬الأقل‮ ‬خلال‮ ‬الأسبوع‮ ‬الماضي،‮ ‬وقال‮ ‬يحيى‮ ‬سريع‮ ‬بوضوح‮ ‬إن‮ ‬اليمن‮ ‬بدأ‮ ‬حرباً‮ ‬ضد‮ ‬الكيان‮ ‬الصهيوني‮.‬
وبعد‮ ‬المتحدث‮ ‬باسم‮ ‬الجيش‮ ‬اليمني،‮ ‬أكد‮ ‬رئيس‮ ‬وزراء‮ ‬المكلف‮ ‬عبدالعزيز‮ ‬بن‮ ‬حبتور‮ ‬أيضاً‮ ‬أن‮ ‬البعد‮ ‬الجغرافي‮ ‬لا‮ ‬يشكل‮ ‬عائقاً‮ ‬أمام‮ ‬مساعدة‮ ‬اليمن‮ ‬لفلسطين‮.‬
وقد‮ ‬استهدف‮ ‬الجيش‮ ‬اليمني‮ ‬مواقع‮ ‬للكيان‮ ‬الصهيوني‮ ‬ثلاث‮ ‬مرات‮ ‬على‮ ‬الأقل‮ ‬خلال‮ ‬الأسبوع‮ ‬الماضي،‮ ‬فقد‮ ‬تأكد‮ ‬إطلاق‮ ‬صاروخ‮ ‬آخر‮ ‬على‮ ‬ميناء‮ ‬إيلات‮ ‬في‮ ‬أقصى‮ ‬جنوب‮ ‬الكيان‮ ‬الصهيوني‮.‬
الوصول‮ ‬إلى‮ ‬ايلات‮ ‬وديمونة
وحتى الآن ظلت إيلات بعيدةً عن جبهة الحرب في غزة وعن حدود لبنان شمالاً وتتمتع بأمن نسبي، لكن دخول اليمن في حرب غزة جعل وضع ميناء إيلات غير مستقر وغير آمن. وتعتبر إيلات مركز السياحة والميناء الرئيسي لدخول البضائع إلى الكيان الصهيوني، ولا شك أن انعدام الأمن في‮ ‬هذا‮ ‬الميناء‮ ‬سيكون‮ ‬له‮ ‬آثار‮ ‬اقتصادية‮ ‬كبيرة‮ ‬على‮ ‬الاحتلال‮ ‬الصهيوني‮.‬
ومن ناحية أخرى،تشير وسائل اعلام الى ان تهديد القوات اليمنية لإيلات لم يكن تهديداً فحسب، بل منشآت ديمونة النووية أيضًا، وفي هذه الحالة سيكون هناك خوف وقلق على أمن منشآت ديمونة النووية لدى الصهاينة بالتزامن مع الحرب العسكرية في الميدان.. كما اشارت بعض المصادر‮ ‬الى‮ ‬تهديد‮ ‬اليمن‮ ‬بقصف‮ ‬واستهداف‮ ‬منشآت‮ ‬ديمونة‮ ‬النووية،‮ ‬ولا‮ ‬شك‮ ‬أن‮ ‬هذه‮ ‬التهديدات‮ ‬ستؤدي‮ ‬إلى‮ ‬زعزعة‮ ‬استقرار‮ ‬الوضع‮ ‬النووي‮ ‬للكيان‮ ‬الصهيوني‮.‬
أهمية‮ ‬دخول‮ ‬اليمن
ويرى خبراء عسكريون أن دخول اليمن كقوة مقاومة ثالثة في مشهد الحرب الفلسطينية، سيكون له أهمية حاسمة في مصير هذه الحرب..حيث تمتلك القوات اليمنية معدات وصواريخ وطائرات مسيرة متطورة، وفي وقت سابق، أثناء العدوان السعودي، نجحوا في استهداف أهداف نفطية في السعودية،‮ ‬وحتى‮ ‬بعض‮ ‬الأهداف‮ ‬في‮ ‬الإمارات‮ ‬على‮ ‬مسافة‮ ‬تصل‮ ‬إلى‮ ‬ألف‮ ‬كيلومتر‮.‬
وكانت المفاجأة الكبرى لاستعراض الجيش اليمني قبل شهرين، هي الكشف عن صاروخ يختلف في الأبعاد عن الصواريخ اليمنية الأخرى يسمى صاروخ "طوفان".. وقيل إن مدى صاروخ طوفان يزيد على 2000 كيلومتر، وبالنظر إلى مدى الصاروخ، فمن المحتمل أن تكون سرعة ارتطامه في المرحلة النهائية‮ ‬أكثر‮ ‬من‮ ‬10‮ ‬ماخ،‮ ‬وهو‮ ‬ما‮ ‬سيزيل‮ ‬العديد‮ ‬من‮ ‬أنظمة‮ ‬الدفاع‮ ‬مثل‮ ‬باتريوت‮.‬
مخاوف‮ ‬غربية
ومن جهتها، تُدرك الولايات المتحدة خطورة مشاركة اليمن في أيّ حرب إقليمية مقبلة، إذ يشكّل موقع هذا البلد تحدّياً استراتيجيّاً للحضور الأجنبي في المنطقة، في حال فعّلت صنعاء أصولها العسكرية كافة، واستثمرت في موقعها الجغرافي (وقدراتها). حيث بدأ الأميركي يتحسّس خطورة‮ ‬دخول‮ ‬صنعاء‮ ‬على‮ ‬خطّ‮ ‬المواجهة،‮ ‬لِما‮ ‬في‮ ‬ذلك‮ ‬من‮ ‬تهديدات‮ ‬كارثية‮ ‬للأمن‮ ‬وسلامة‮ ‬المرور،‮ ‬ولا‮ ‬سيما‮ ‬لإمدادات‮ ‬الطاقة‮.‬بحسب‮ ‬ما‮ ‬يراه‮ ‬مراقبون‮ ‬للوضع‮ ‬والاحداث‮.‬
ويطلّ‮ ‬اليمن‮ ‬على‮ ‬بحرَي‮ ‬الأحمر‮ ‬والعرب‮ ‬وخليج‮ ‬عدن،‮ ‬وعلى‮ ‬أهم‮ ‬ممرّ‮ ‬يَربط‮ ‬بحر‮ ‬العرب‮ ‬بالبحر‮ ‬الأحمر،‮ ‬هو‮ ‬مضيق‮ ‬باب‮ ‬المندب‮ ‬الذي‮ ‬يُشرف‮ ‬بدوره‮ ‬على‮ ‬أهمّ‮ ‬الطرق‮ ‬الدولية‮ ‬الواصلة‮ ‬بين‮ ‬الشرق‮ ‬والغرب‮.‬
تغطية‮ ‬مساحة‮ ‬البحر‮ ‬الأحمر‮ ‬عسكرياً
وكانت قد أعلنت قيادة صنعاء، أكثر من مرّة، أن قدراتها العسكرية تغطّي كامل مساحة البحر الأحمر، كما أنها أجرت، في الأشهر الماضية، أكثر من مناورة عسكرية استَخدمت فيها معدّات وأسلحة حديثة، منها ما هو معلن، ومنها ما لم يُكشف عنه بعد، علماً أن البحرية الأميركية راقبت‮ ‬تلك‮ ‬المناورات‮.‬
تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 02:13 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-65023.htm