استطلاع/ صفوان القرشي: -
لم يعد هنالك أي مبرر لاستمرار بعض الأنظمة العربية اللهث وراء التطبيع مع العدو الصهيوني بعدما تكشف للعالم أجمع زيفه ووهم جيشه الذي لا يُقهر وبعدما رأى العالم أجمع وحشيته وبشاعة جرائمه التي يرتكبها في قطاع غزة والضفة الغربية وغيرها من الأراضي العربية المحتلة والتي راح ضحيتها خلال شهر اكثر من ثمانية آلاف شهيد معظمهم من الأطفال والنساء، وبعدما عرف الجميع أن غايته من التطبيع هو استمالة الأنظمة العربية لتنفيذ مخططه المدعوم من قبل الإدارة الأمريكية لتهجير سكان غزة والضفة إلى مصر والأردن ووأد القضية الفلسطينية واعادة رسم خارطة الشرق الأوسط الجديد بما يتلاءم والأهداف الاستعمارية لأمريكا وحلفائها من الغرب وتحقيق الحلم الصهيوني في اقامة هيكلهم المزعوم على أنقاض المسجد الأقصى قبلة المسلمين الأولى ومسرى رسولهم الأعظم صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله.
وهذا ما خلص إليه أكاديميون عرب في قراءتهم للمتغيرات التي تشهدها المنطقة منذ معركة طوفان الأقصى المباركة.
* التطبيع جريمة في حق الدين والعروبة
الدكتور سامي الصياد - براغ - تحدث قائلاً:
حقيقة مؤلمة يصعب تصديقها فما يحصل من مذابح في قطاع غزة يتجاوز حدود الدفاع عن النفس كما تحاول أمريكا تبريره وإقناع العالم بذلك وباعتقادي هذا سقوط مريع للدول التي تدعي الدفاع عن الحقوق وحماية القانون الدولي الإنساني.
مئات الأطفال والنساء يقتلون كل يوم.. تدمر المنازل على رؤوس سكانها تقصف المستشفيات والمساجد والكنائس بكل وحشية وأمام المجتمع الدولي الذي يرى مصالح اسرائيل ولا يرى غير ذلك وهذا السقوط القيمي والاخلاقي للإدارة الأمريكية والدول الأوروبية لن يمر وسيبقى في ذاكرة الشعوب التي خرجت في كل دول العالم دعماً لفلسطين وتنديداً بجرائم اسرائيل والصمت الدولي.
وقد كشفت الاحداث التي تشهدها فلسطين أن إسرائيل دولة إرهابية ومجرمة حرب بامتياز وهذه المجازر الوحشية هي العنوان الأبرز لهذا المحتل الغاصب الذي يقتل مئات الأطفال والنساء دون أي رادع من دين أو ضمير , والمؤسف أن تعلن أمريكا دعمها المطلق لإسرائيل وتعتبر كل هذه المجازر وتدمير المنازل والمساجد والمستشفيات والكنائس من حق إسرائيل للدفاع عن نفسها فيما مجلس الأمن والأمم المتحدة يقفان موقف المتفرج أمام هذه الابادة التي يتعرض لها ملايين البشر فقط من أجل إرضاء غرور وغطرسة إسرائيل التي هُزمت شر هزيمة على يد المقاومة الفلسطينية التي تحاول أمريكا وفرنسا وغيرها شيطنتها وتصنيفها منظمات إرهابية.
نحن اليوم كشعوب عربية واسلامية أمام اختبار حقيقي وعلينا الضغط بكل قوة على الأنظمة لاتخاذ مواقف صارمة تجاه هذه الوحشية التي لم يشهد التاريخ مثلها من قبل , من أجل حماية حقوق الشعب الفلسطيني وحقوق الشعوب العربية المستهدفة هي الاخرى , وبكل تأكيد على الدول المطبعة مع دولة الكيان أن تعيد النظر لأن التطبيع جريمة في حق الدين والعروبة ووصمة عار في جبين كل خائن ومتواطئ على قتل آلاف الابرياء من الاطفال والنساء والشيوخ في فلسطين.
* عملياً سقط الهدف من التطبيع بطوفان الاقصى
*الدكتور نبراس طه -وارسو- قال: عملياً سقط الهدف من التطبيع مع أول طلقة في معركة طوفان الأقصى , وعلى الدول المطبعة أن تعيد النظر وبالذات بعد كل الدمار والمجازر الوحشية التي ترتكبها إسرائيل في إسرائيل.. والاستمرار في التطبيع يجعل من هذه الأنظمة شريكة في كل قطرة دم أريقت على أرض فلسطين ولبنان وسوريا، ومن يعتقد أن هدف إسرائيل وأمريكا هو فلسطين فقط فهو واهم ولا يدرك الواقع من حوله.
مخطط تهجير الفلسطينيين إلى سيناء والأردن مخطط قديم تبنته أمريكا وبريطانيا من أجل أمن اسرائيل , وما روج له نتنياهو في الأمم المتحدة وعرضه لخريطة الشرق الأوسط بدون فلسطين كان من باب الترويج وجس نبض للدول العربية التي سعت أمريكا بكل الوسائل للضغط عليها لقبول هذا المشروع للقضاء على القضية الفلسطينية برمتها وهذا هو الهدف من وراء التطبيع.
طبعاً المخطط اكبر من اجتياح غزة وعلى الدول العربية والاسلامية أن ترتقي بمواقفها ليتناسب مع حجم الحدث وتخرج من مواقفها المعهودة وتتجاوز حدود الادانة والاستنكار , وأن تدرك أن صمتها سيكون ثمنه باهظاً ولن تكون دولها وشعوبها بمعزل عن تبعاته.
المظاهرات والاحتجاجات تجتاح دول العالم بما فيها الداعمة لإسرائيل والمشاركة في جرائمها , تغيرت المواقف وبدأت الحقائق تتكشف ولم يعد التضليل الإعلامي قادراً على إقناع الشعوب بمشروعية الجرائم الإسرائيلية وهذا ما جسده الأمين العام للأمم المتحدة الذي كان أكثر جرأة في ادانة اسرائيل وتبرير ما قامت به حماس المقاومة واعتبار إسرائيل دولة محتلة ومن حق الفلسطينيين مقاومتها.
أما بالنسبة لأمريكا فهي شريك فعلي في الحرب التي تشنها إسرائيل على الشعب الفلسطيني وبدون تهديد المصالح الأمريكية في المنطقة العربية ستبقى أمريكا تمارس كل الضغوطات من أجل اسرائيل على حساب أمن المنطقة بأسرها.
* التطبيع تفريط متعمد بالقضية الفلسطينية
* الدكتور أنيس المحيا - دبلن - تحدث قائلاً: التطبيع مع إسرائيل تفريط متعمد بالقضية الفلسطينية وحقوق الشعب العربي ومقدساته، وعلى الشعوب العربية أن تستمر في ممارسة أقصى درجات الضغط على الأنظمة المطبعة أو تلك التي تسعى للتطبيع , ولن يغفر التاريخ لكل من يمارس لعبة الصمت على تلك المجازر التي ترتكبها إسرائيل في غزة والضفة وجنوب لبنان وكل أرض عربية.
نحن أمام منعطف تاريخي سيسقط جميع الاقنعة ويكشف المتعاونين مع هذا العدو المجرم الذي يرتكب أبشع المجازر الوحشية وبدعم مطلق من أمريكا والدول الغربية وهذا الاصطفاف هو إعلان حرب على كل الشعوب العربية في المنطقة، ويبقى خيار المقاومة هو السبيل الوحيد لانتزاع الحقوق واستعادة الوطن المغتصب.
تهجير الفلسطينيين لم يعد قائماً وهو مسألة أمن قومي لمصر والأردن وتمرير هذا المشروع سيكون بمثابة الرصاصة الاخيرة للقضاء على القضية الفلسطينية وتمكين إسرائيل من بسط نفوذها على كامل الأرض الفلسطينية بما فيها القدس وهذا ما كانت تخطط له هي وحليفتها أمريكا التي تستغل كل نفوذها لتغطية كل جرائم اسرائيل التي لا تنتهي.
كما قلت التطبيع أصبح جزءاً من الماضي ولا يمكن أن يتم على خلاف رغبة الشعوب التي قالت كلمتها وأكدت أن تدجينها لم يؤتِ أُكله.. اختلف أو اتفق مع حماس وحزب ومحور المقاومة إلا أن موقفهم هو الموقف الذي يتناسب مع الواقع ويكشف حقيقة المجتمع الدولي المنافق.
آلاف الشهداء من اطفال ونساء وشيوخ وحصار خانق وقصف متواصل يدمر كل شيء بينما المجتمع الدولي يحاول جاهداً أو بالأصح جزء من المجتمع الدولي وفي مقدمته روسيا والصين تعمل من أجل رفع المظلومية عن الشعب الفلسطيني الذي يواجه حرب إبادة جماعية الا أن كل هذه الجهود تصطدم بموقف أمريكي أوروبي متصلب يرفض أي سماح بوقف النار وبدخول المساعدات الانسانية إلى ملايين الناس في القطاع المحاصر والمحروم من أبسط حقوق في الحياة.
* الشعوب رافضة للتطبيع وقرار الأنظمة لا يمثلها
*الدكتورة ليلى فرجاني -بني غازي - ليبيا، تحدثت قائلة التطبيع مع دولة محتلة وقاتلة للأطفال والنساء وبهذه الوحشية التي نراها اليوم في غزة خطيئة كبرى ونكبة تضاف إلى سجل النكبات العربية ومؤامرة للقضاء على القضية الفلسطينية واسقاطها من المحافل الدولية وحرمان الشعب الفلسطيني من كافة حقوقه المشروعة بما في ذلك حقه في العودة واقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
الانظمة العربية والإسلامية لا تمثل شعوبها من خلال مواقفها من إسرائيل والتي لا ترتقي لطموح شعوبها الرافضة لأي تقارب مع الصهاينة , وكل هذا نتيجة الضغوط والهيمنة الأمريكية التي تمارسها عليها , من أجل ربيبتها في الإرهاب , أمريكا أعلنت وقوفها غير المشروط إلى جانب إسرائيل ودون أي محاذير في تحد واضح للقانون الدولي وبكل الحقوق والشرائع الإنسانية وتحدٍ للدول العربية والإسلامية التي مازالت غير قادرة على مواجهة الهيمنة الأمريكية التي تجاوزت كل الخطوط الحمر.
أمريكا هي صاحبة الحق في تصنيف الشعوب والانظمة وفق رؤيتها القائمة على حماية إسرائيل والدفاع عنها وتغطية كل جرائمها المشهودة وانتهاكاتها المتكررة للقانون الدولي لأن أمريكا ومعها دول الغرب تعتبر إسرائيل هي يدها الاستعمارية في المنطقة والحامية لمصالحها , ونحن في ليبيا مع القضية العادلة للشعب الفلسطيني لأننا نعاني أيضاً من مؤامرة نحاول تجوزها , الدول العربية والاسلامية تمتلك وسائل ضغط كبيرة يمكن استخدامها للضغط على أمريكا ومن ورائها إسرائيل بما في ذلك النفط والغاز واعادة النظر في التطبيع مع إسرائيل.
ستبقى تلك الدماء والأشلاء وكل الجرائم التي ترتكب في حق الشعب الفلسطيني على يد الصهاينة والامريكان وصمة عار في جبين المجتمع الدولي الصامت والمتخاذل تجاه جرائم إسرائيل.
* التطبيع هو الخطر الداهم ولا يخدم مصالح الدول المطبعة
*الدكتورة سلمى المصري -القاهرة- قالت: سقطت هيبة إسرائيل وجيشها الذي لا يقهر على يد أبطال المقاومة الفلسطينية الذين اعادوا للشعب العربي عزته وفرحة انتصاراته على هذا العدو الغاشم المغتصب لأرض فلسطين.. نحن كشعب عربي مصري يعتبر القضية الفلسطينية قضية أمة ومصير لا يمكن التنازل عنها , نقف بكل قوة خلف القيادة المصرية التي ترفض تهجير أبناء غزة وهذه مسألة أمن قومي لا يمكن التهاون فيها.
الشعب العربي قال كلمته وخرج بكل المدن لدعم الحق للشعب الفلسطيني في تقرير مصيره واقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس كحق تاريخي مشروع تقره كل القوانين والأعراف , كما أن مقاومة المحتل مكفول حتى نيل كل حقوقه التي يطالب بها , لا يحق لأي دولة أن تقرر مصير شعب نيابة عنه وهذا ينطبق على الشعب الفلسطيني الذي يناضل ويقاوم المحتل الغاصب الذي استباح الأرض والإنسان ودنس المقدسات.
إسرائيل ترى نفسها في القانون وهي صاحبة الحق المطلق ولا يجوز محاسبتها ولا مساءلتها ولا حتى ادانتها وهذا بفضل الدعم الأمريكي الذي وصل حد ارسال حاملة طائراتها واقامة جسر جوي لمد اسرائيل بالسلاح الفتاك لقتل اطفال غزة وتدميرها وإجبار سكانها على النزوح إلى سيناء وبذلك تحقق هدفها بالسيطرة على غزة.
التطبيع لم يعد يخدم المصالح العربية بل على العكس هو الخطر الداهم الذي سيكون له انعكاسات على الدول المطبعة نفسها لأن هذا التطبيع يخالف ارادة الشعوب الرافضة لأي تقارب مع إسرائيل صاحبة المصلحة الأولى لأي تقارب مع الدول العربية وبالذات السعودية حتى تتفرغ لتصفية القضية الفلسطينية.
* التطبيع مع إسرائيل امتداد للمؤامرة على القضية الفلسطينية
*الدكتور سليم عبدالباري -عدن- قال: لا مبرر لتلك المجازر الوحشية التي ترتكبها إسرائيل في غزة والضفة وغيرها والتي وصلت إلى حد استهداف المستشفيات والكنائس والمدارس واماكن النازحين والمنازل في واحدة من اكبر جرائم الابادة في حق ملايين من البشر على مرأى ومسمع من المجتمع الدولي الذي يجرم المقتول ويكافئ القاتل.
إن الدعم الأمريكي المطلق هو ما منح إسرائيل الضوء الأخضر لإبادة الشعب الفلسطيني المدافع عن أرضه ومقدساته , هذه الجرائم التي راح ضحيتها الآلاف اغلبهم من الاطفال والنساء في انتهاك صارخ وفاضح لكل القوانين الانسانية ولا يمكن القبول بالمبرر الأمريكي الذي يزعم أن كل هذه الجرائم والعقاب الجماعي هو حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، والمؤسف أن الموقف العربي والإسلامي لم يكن عند مستوى المسؤولية ولا يخدم القضية الفلسطينية التي تتعرض لأخطر مؤامرة تهدف إلى تصفيتها.
التطبيع مع إسرائيل هو امتداد للمؤامرة على القضية الفلسطينية ودعم المخطط الذي يهدف الى تهجير سكان غزة وتوطينهم في سيناء المصرية واعادة رسم خارطة الشرق الاوسط وفق الرؤية الامريكية الإسرائيلية والمصالح الاستعمارية.
من حق المقاومة الفلسطينية ومحور المقاومة أن يدافع بكل الوسائل المشروعة بما في ذلك الكفاح المسلح وفق القانون الدولي الذي يجيز مقاومة المحتل ونيل الاستقلال واقامة دولتهم المستقلة , الشعوب والأنظمة العربية أمام مسؤولية كبرى ستحدد مستقبلهم في المنطقة.
|