الميثاق نت -

السبت, 11-نوفمبر-2023
أحمد‮ ‬الزبيري -
قادة الكيان الصهيوني المجرمون يذرفون الدموع على جنودهم الغاصبين لأرض فلسطين في عدوانهم الوحشي على غزة.. نتنياهو هذا القاتل الفاشي الذي لم يرتوِ بعد من دماء الأبرياء، يعتبر أن ما يقوم به من إبادة جماعية هي حرب ظالمة على كيانه، وغانتس رئيس هيئة الأركان ووزير الدفاع السابق وعضو حكومة العدوان على غزة تتساقط دموعه على جنود وضباط نخبة جيشه، وجميع هؤلاء يصرون على استمرار الدمار وقتل الفلسطينيين دون تمييز والذين بلغوا حتى اليوم 2 نوفمبر ما يزيد عن عشرة آلاف شهيد منهم أكثر من 4000 طفل، وهذا منطق يفسر لنا مدى عنصرية هذا الكيان وتوحشه ونظرته إلى أبناء فلسطين الصامدين المدافعين عن أرضهم وشعبهم بأنهم كما قال وزير دفاعهم غالانت: "بأنهم ليسوا إلا حيوانات، ينبغي إبادتهم أو إخراجهم من وطنهم"، كما حصل في نكبة 1948م، والواجهة هذه المرة صحراء سيناء المصرية، ولم يخف المسئولون المصريون‮ ‬أن‮ ‬هناك‮ ‬عروضاً‮ ‬قُدمت‮ ‬لهم‮ ‬لتنفيذ‮ ‬هذا‮ ‬المخطط‮ ‬والذي‮ ‬تحدث‮ ‬عنه‮ ‬الرئيس‮ ‬السابق‮ ‬مبارك‮ ‬والرئيس‮ ‬الحالي‮ ‬السيسي‮ ‬الذي‮ ‬يؤكد‮ ‬أن‮ ‬مصر‮ ‬لن‮ ‬تقبل‮ ‬ذلك‮.‬
في هذا المنحى هناك تسريبات بأن الإمارات والنظام السعودي يقدمون إغراءات لتقبل مصر بذلك، في إطار صفقة القرن التي طرحت أيام الرئيس الأمريكي الصريح والوقح ترامب، ونفس الشيء ينطبق على المملكة الأردنية الهاشمية فيما يخص الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة ولا ندري أين سيذهبون بأبناء الشعب الفلسطيني الذين يتواجدون ضمن دولة الكيان أو ما يسمى بالخط الأخضر، والهدف إنهاء القضية الفلسطينية وتحويل هذه الأرض للدولة اليهودية الصرفة التي يراد لها أن تكون هي السيدة والقائدة للأنظمة العربية وللشرق الأوسط الجديد.
عملية السابع من أكتوبر الذي خاضها مجاهدو حماس والمقاومة الفلسطينية قلبت كل هذه المخططات رأساً على عقب، وظهر الكيان الصهيوني وجيشه الذي لا يُقهر أنه جيش كرتوني يمكن لمجاهدين مؤمنين أن يهزموه لو توافرت لهم الظروف، والأهم في هذه العملية أنها محددة لمصير المنطقة والصراع العالمي وهذا واضح في الرعب الذي أصاب أمريكا وأتباعها في أوروبا وللنظام الرسمي العربي الذي عجز وزراء خارجيته عن اعتبار حركة حماس والمقاومة الفلسطينية حركة تحرر وطني وأن إسرائيل كيان غاصب طبعاً مع بعض الاستثناءات.
رعب الأنظمة العربية من انتصار المقاومة الفلسطينية دفع الدول المطبعة إلى الشراكة المباشرة العلنية إلى جانب كيان العدو الصهيوني، ودويلة الإمارات نموذجاً في هذا الاتجاه وهي لم تكتف بتقديم الدعم المالي بل تشارك طائراتها في الغارات على أطفال غزة، أما النظام السعودي فتجليات مواقفه متعددة من موسم الرياض الترفيهي إلى زيارة خالد بن سلمان لواشنطن، وعلينا أن نتأمل فيما سيقدمه هذا الغر من آراء ومقترحات وأفكار للأمريكان والصهاينة سوى تمويل السعودية لحرب الكيان الصهيوني عبر السيد الأمريكي مهما بلغت تكلفتها والمهم القضاء على‮ ‬حماس‮ ‬والقضية‮ ‬الفلسطينية،‮ ‬وهذا‮ ‬ما‮ ‬كان‮ ‬في‮ ‬كل‮ ‬حروب‮ ‬إسرائيل‮ ‬السابقة‮.‬
اللافت بعد زيارة بن سلمان الصغير لأمريكا تغيُّر اللهجة الأمريكية التي كانت تلمح إلى استعدادها لوقف إطلاق النار أو لهدنة ولتصر من جديد على أن المطلوب إخراج أبناء غزة من أرضهم وبالتالي لا مشكلة لفتح معبر رفح باتجاه واحد نحو شبه جزيرة سيناء وعودتهم سيتم الحديث عنها فيما بعد، وهذا ما صرح به منسق استراتيجية الأمن القومي والمتحدث باسم البيت الأبيض كيربي وكذلك المتحدث باسم البنتاغون والذين يظهرون في مؤتمراتهم الصحفية مشوشين ومربكين وليس لديهم إجابات كما هو حال رئيسهم بايدن.. الاصرار الأمريكي على استمرار العدوان الصهيوني على غزة والذي تشارك فيه أمريكا بشكل مباشر وبقية دول الاستعمار الغربي يحركه بدرجة رئيسية الرعب الذي أصاب أنظمة النفط العربي وعلى رأسه النظامان السعودي والإماراتي ومن تعودوا على المتاجرة بفلسطين في حروبهم الخادعة وفي تطبيعهم، وليس هناك من خيار إلا صمود الشعب الفلسطيني على أرضه واستمرار المقاومة الفلسطينية والعربية وفي المنطقة لأن مشاريع أمريكا تستهدف حاضر شعوب الأمة ومستقبلها وليس هناك من خيار إلا انتصار الحق على الباطل وهذا ما سيكون بعد أن دفع أطفال غزة الثمن باهظاً في هذا العدوان الذي لم يسبق له مثيل‮.. ‬فلسطين‮ ‬ستعود‮ ‬ومنطقتنا‮ ‬ستكون‮ ‬أكثر‮ ‬استقراراً‮ ‬وأمناً‮ ‬بدون‮ ‬إسرائيل‮ ‬والأنظمة‮ ‬الوظيفية‮ ‬العربية‮.‬


تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 02:18 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-65033.htm