الميثاق نت -

الجمعة, 17-نوفمبر-2023
حاوره‮ / ‬رئيس‮ ‬التحرير‬‬ -
أكد‮ ‬الكاتب‮ ‬الكبير‮ ‬فيصل‮ ‬جلول‮ ‬أن‮ ‬السلطة‮ ‬الوطنية‮ ‬الفلسطينية‮ ‬ضعيفة‮ ‬ومحاصرة‮ ‬وتخضع‮ ‬لعزلة‮ ‬وسوء‮ ‬علاقات‮ ‬مع‮ ‬الولايات‮ ‬المتحدة‮..‬



وقال‮ ‬في‮ ‬حوار‮ ‬مع‮ ‬لـ‮»‬الميثاق‮«: ‬كنا‮ ‬نرجو‮ ‬من‮ ‬أهل‮ »‬القمة‮« ‬أن‮ ‬يستفيدوا‮ ‬من‮ ‬ضعف‮ ‬إسرائيل‮ ‬وتراجع‮ ‬النفوذ‮ ‬الأمريكي‮ ‬في‮ ‬ظل‮ ‬تقدم‮ ‬الصين‮ ‬وروسيا‮..‬



لافتاً‮ ‬إلى‮ ‬أن‮ ‬المستقبل‮ ‬مرهون‮ ‬بما‮ ‬ستخرج‮ ‬به‮ ‬الحرب‮ ‬في‮ ‬غزة‮ ‬قضايا‮ ‬فكرية‮ ‬ورؤى‮ ‬ثاقبة‮ ‬طرحها‮ ‬جلول‮ ‬في‮ ‬سياق‮ ‬الحوار‮ ‬التالي‮:‬











‮* ‬أولاً‮ ‬ما‮ ‬الذي‮ ‬أدى‮ ‬الى‮ ‬تأخر‮ ‬عقد‮ ‬القمة‮ ‬العربية‮ ‬رغم‮ ‬خطورة‮ ‬الأوضاع‮ ‬التي‮ ‬يعيشها‮ ‬قطاع‮ ‬غزة‮ ‬منذ‮ ‬الـ‮ ‬7‮ ‬من‮ ‬اكتوبر‮ ‬الماضي؟



- اغلب الظن أن اصحاب القرار في الجامعة العربية كانوا يرغبون في توقيت القمة بما يتناسب مع ظروف المعارك في غزة ونتائجها الاولية بحيث يقررون ما ينبغي عمله في ضوء النتائج، والتوقيت متصل أيضاً بما اعلنته الولايات المتحدة تلميحاً أو تصريحات من أنها تغطي حرب اسرائيل‮ ‬على‮ ‬غزة‮ ‬وتمنحها‮ ‬الوقت‮ ‬الكافي‮ ‬للذل،‮ ‬هذا‮ ‬بالإضافة‮ ‬إلى‮ ‬ظروف‮ ‬الحروب‮ ‬الاسرائيلية‮ ‬السابقة‮ ‬على‮ ‬غزة‮ ‬والتي‮ ‬كانت‮ ‬تدوم‮ ‬في‮ ‬اقصاها‮ ‬خمسين‮ ‬يوماً‮..‬



لقد‮ ‬تم‮ ‬تحديد‮ ‬موعد‮ ‬القمة‮ ‬في‮ ‬ضوء‮ ‬هذه‮ ‬الاعتبارات،‮ ‬من‮ ‬نافل‮ ‬القول‮ ‬إن‮ ‬الدول‮ ‬العربية‮ ‬ليست‮ ‬في‮ ‬وارد‮ ‬عقد‮ ‬قمة‮ ‬للمشاركة‮ ‬في‮ ‬الحرب‮ ‬وإنما‮ ‬للتموضع‮ ‬وفق‮ ‬النتائج‮ ‬الأولية‮ ‬لهذه‮ ‬الحرب‮.‬







‮* ‬هناك‮ ‬من‮ ‬يرى‮ ‬أن‮ ‬تأخر‮ ‬انعقاد‮ ‬القمة‮ ‬يعود‮ ‬إلى‮ ‬غياب‮ ‬رؤية‮ ‬عربية‮ ‬حول‮ ‬ما‮ ‬يعتمل‮ ‬في‮ ‬غزة‮ ‬أو‮ ‬كونه‮ ‬يعبر‮ ‬عن‮ ‬حالة‮ ‬انتظار‮ ‬لتوافقات‮ ‬عربية‮ ‬أمريكية‮ ‬لم‮ ‬تتبلور‮ ‬بعد؟



- هذا يتوقف على نتائج الحرب، إن خرجت حماس سالمة منها فلن تتمكن الدول العربية من قهر منتصرة في الحرب من دون دعمها.. اعتقد أن الدول العربية ستتخذ قرارات في هذا الصدد متناسبة مع ما تريده السلطة الوطنية الفلسطينية الممثل السريع الرسمي في القمة .. لا أظن أن الدول العربية التي خاضت معارك طاحنة خلال العقد المنصرم مع الاخوان المسلمين ستخرج في قمتها بقرارات داعمة لحماس، الراجح عندي أن تتمحور القرارات حول مبادرة السلام العربية وحل الدولتين وذلك مع ادانة الهمجية والوحشية الصهيونية في غزة..



لقد‮ ‬رأينا‮ ‬نماذج‮ ‬من‮ ‬هذا‮ ‬الكلام‮ ‬في‮ ‬القمة‮ ‬المختلطة‮ ‬التي‮ ‬عقدت‮ ‬في‮ ‬القاهرة‮ ‬في‮ ‬بداية‮ ‬الحرب‮.‬



أما عن التوافق الأمريكي مع الدول العربية حول سقف القرارات التي ستخرج بها القمة فهذا أمر مؤكد، ذلك ان مركز القرار العربي بعد "ربيع الزفت العربي" صار في قبضة اصدقاء امريكا.. قد يختلف الأمر إلى حد معين إذا ما خرجت حماس من حرب غزة سالمة وفي جيبها انتصار استثنائي‮ ‬على‮ ‬المحتل‮ ‬الصهيوني‮.‬







‮* ‬الحديث‮ ‬المبكر‮ ‬عن‮ ‬سيناريوهات‮ ‬لتغيير‮ ‬السلطة‮ ‬في‮ ‬القطاع‮ ‬هل‮ ‬يجذب‮ ‬أنظمة‮ ‬عربية‮ ‬تتفاعل‮ ‬مع‮ ‬سيناريوهات‮ ‬كهذه؟‮ ‬وهل‮ ‬يعني‮ ‬هذا‮ ‬أن‮ ‬هناك‮ ‬قراراً‮ ‬سيتم‮ ‬اتخاذه‮ ‬بإخراج‮ ‬حماس‮ ‬من‮ ‬المشهد‮ ‬الغزاوي؟



‮- ‬قبل‮ ‬ذلك‮ ‬يجب‮ ‬أن‮ ‬يطرح‮ ‬سؤال‮ ‬على‮ ‬حماس‮ : ‬هل‮ ‬تقبل‮ ‬بالدخول‮ ‬في‮ ‬مشروع‮ ‬السلطة‮ ‬الوطنية‮ ‬كشريك‮ ‬ثانٍ‮..‬؟‮ ‬



هذا المشروع الذي رفضته مراراً من قبل، هذا يتوقف على كيفية خروجها من الحرب وهذا أمر يتعذر تحديده من الآن، من ناحية ثانية السلطة الوطنية نفسها ضعيفة ومحاصرة وتخضع منذ سنوات لعزلة وسوء علاقات مع الولايات المتحدة..



السيناريو‮ ‬الأقرب‮ ‬الى‮ ‬الواقع‮ ‬عندي‮ ‬هو‮ ‬تمسك‮ ‬القمة‮ ‬العربية‮ ‬بالسقف‮ ‬الذي‮ ‬ترسمه‮ ‬السلطة‮ ‬الوطنية‮ ‬إلا‮ ‬في‮ ‬حالة‮ ‬واحدة‮ ‬هي‮ ‬خروج‮ ‬حماس‮ ‬منتصرة‮ ‬من‮ ‬حرب‮ ‬غزة‮..‬



وبالتالي قادرة على فرض شروطها على العرب وهذا أمر ليس مؤكداً بعد، لكن في كل الحالات لن تخرج ضعيفة ستكون رمزاً لأول انتصار فلسطيني صاعق في معركة فاصلة مع العدو الصهيوني ، بل هناك من يظن انها قادرة على فرض اتفاق مع تل ابيب يهمش السلطة الوطنية ويزيدها ضعفاً ،ولو‮ ‬كنت‮ ‬قائداً‮ ‬لحماس‮ ‬لاخترت‮ ‬الشراكة‮ ‬من‮ ‬موقع‮ ‬قوي‮ ‬مع‮ ‬السلطة‮ ‬للوصول‮ ‬الى‮ ‬الدولة‮ ‬المستقلة‮ ‬ومن‮ ‬بعد‮ ‬لكل‮ ‬حادث‮ ‬حديث‮..‬







‮* ‬على‮ ‬ضوء‮ ‬كل‮ ‬هذه‮ ‬المعطيات‮ ‬من‮ ‬وجهة‮ ‬نظركم‮ ‬ما‮ ‬الذي‮ ‬ينبغي‮ ‬على‮ ‬القمه‮ ‬العربية‮ ‬أن‮ ‬تتخذه‮ ‬وبصوره‮ ‬تتفق‮ ‬مع‮ ‬فظاعة‮ ‬الوضع‮ ‬الراهن‮ ‬في‮ ‬غزة؟‮ ‬



- هناك قرارات نرجوها وأخرى نتوقعها وقد أشرت الى بعضها، في السياق ما نرجوه هنا هو أن يستفيد أهل القمة من ضعف اسرائيل وتراجع نفوذ الولايات المتحدة في العالم ومن تقدم الصين وروسيا فضلاً عن عضويتهم في مجموعة البريكس.. القرارات القوية ترفع من شأنهم من دون ان تقطع‮ ‬مع‮ ‬صداقاتهم‮ ‬الغربية‮..‬



لقد كانت السعودية حليفة لأمريكا عندما قطعت النفط عام 1973م، لديها الآن هوامش كثيرة للمناورة، ام بعض الجرأة من أهل القمة يمكن ان يجعلها قمة تاريخية وفي هذه الحالة يمكنهم أيضاً التحول مجتمعين إلى قطب محوري في الشرق الأوسط الذي تلعب فيه اسرائيل واثيوبيا وايران‮ ‬وتركيا‮ ‬في‮ ‬ملعبهم‮..‬



هذا‮ ‬السقف‮ ‬الذي‮ ‬نرجوه‮ ‬لقرارات‮ ‬القمة،‮ ‬أما‮ ‬ما‮ ‬نتوقعه‮ ‬فهو‮ ‬اقل‮ ‬من‮ ‬ذلك‮ ‬بكثير‮ ‬،لكن‮ ‬دعونا‮ ‬ننتظر‮ ‬فلربما‮ ‬نفاجأ‮ ‬بغير‮ ‬ما‮ ‬نتوقع‮..‬







‮* ‬حسب‮ ‬الأخبار‮ ‬الرئيس‮ ‬الفلسطيني‮ ‬محمود‮ ‬عباس‮ ‬أنه‮ ‬اكد‮ ‬عدم‮ ‬مشاركة‮ ‬السلطة‮ ‬الفلسطينية‮ ‬في‮ ‬إدارة‮ ‬القطاع‮ ‬إلا‮ ‬في‮ ‬اطار‮ ‬تسوية‮ ‬سياسية‮.. ‬ما‮ ‬تعليقكم‮ ‬؟



- لا خيار آخر لدى الرئيس عباس.. كيف يدير القطاع من دون اتفاق مع حماس، يجب ألا ننسى ان حماس طردت السلطة من غزة ولو كان عباس قادراً على حكم غزة ضد حماس لبقي فيها ولم يخرج منها عنوة.. اسرائيل تريد لعباس ان يكون شريكها في القضاء على حماس.. لا اظن انه سيفعل ولا‮ ‬مصلحة‮ ‬له‮ ‬في‮ ‬ذلك‮.. ‬الشراكة‮ ‬هي‮ ‬الحل‮ ‬الافضل‮ ‬للطرفين‮ ‬ما‮ ‬دام‮ ‬أي‮ ‬منهما‮ ‬غير‮ ‬قادر‮ ‬منفرداً‮ ‬على‮ ‬الحصول‮ ‬على‮ ‬دولة‮ ‬مستقلة‮ ‬عاصمتها‮ ‬القدس‮ ‬الشريف‮.. ‬







‮* ‬ماذا‮ ‬عن‮ ‬العلاقات‮ ‬العربية‮ ‬الروسية‮ ‬؟‮ ‬



- يحتاج العرب الى روسيا وهي أيضاً تحتاج إليهم ،استطاع الامير بن سلمان أن يلعب مع الروس بصيغة رابح رابح في مجال النفط ومع الصينيين في الاتفاق السعودي الايراني والباب ما زال مفتوحاً لمزيد من الفرص في هذا المجال ، العلاقات القوية مفيدة لروسيا وللعرب إذا احسنوا‮ ‬النظر‮ ‬والعمل‮..‬







‮* ‬الخلاصة‮ ‬ماذا‮ ‬تقول‮ ‬قراءتكم‮ ‬للمستقبل‮ ‬العربي‮ ‬القريب‮ ‬على‮ ‬ضوء‮ ‬فهمكم‮ ‬واستيعابكم‮ ‬للموقف‮ ‬العربي‮ ‬الرسمي‮ ‬بما‮ ‬فيه‮ ‬السلطة‮ ‬الفلسطينية‮ ‬وبكل‮ ‬ما‮ ‬يشوبه‮ ‬من‮ ‬تباينات‮ ‬حول‮ ‬القضية‮ ‬الفلسطينية؟



المستقبل رهن بما سنخرج به من الحرب في غزة لكنه في كل الحالات سيكون مختلفاً عما قبل الحرب، لن نعود أبداً إلى الوراء شرط أن يعي أهل القمة ان نتائج الحرب يجب أن تكون لصالحهم وليس لصالح غيرهم . والامل معقود على عدم التفريط بهذه اللحظة التاريخية.















تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 08:04 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-65056.htm