راسل القرشي -
* غــزة.. عين على إنسانية هذا العالم المليئ بالقبح..؛ تفضح وتعري جرائم العدوان الصهيوني الأمريكي، وتحكي بشاعة وحقارة ونذالة نظام عالمي منحط يكذب وهو يتحدث عن القوانين الإنسانية وعن حماية حقوق الإنسان وعن مبادئ وقيم وأخلاق لا وجود لها على الواقع.!!
غــزة.. مدينة عربية تنظر للعالم بعين جريحة مدماة مليئة بالحزن والألم، وفي الوقت نفسه مليئة بالقوة والشموخ والعزيمة والأمل على الاستمرار في الحياة، ومواجهة الموت الصهيوني..
* هي غــزة من تحكي شعوب العالم عنها وتشاركها ألمها ووجعها وحزنها، وتصرخ مطالبة قياداتها المتجردة من الأخلاق بوقف العدوان الشنيع الذي يقوم به محتل غاصب مجرم بلا إنسانية ولا أخلاق..
غــزة.. أيقظت اليوم شعوب العالم من سباتهم الممتد منذ 75عاماً؛ أيقظتهم ليشاهدوا ما يرتكبه الاحتلال الصهويني من جرائم بشعة بأهلها وأحيائها وبلدها المسجون المكبل بالقيود..
أيقظتهم من غفوتهم ليشاركوها ويشاركوا أطفالها ونساءها وشبابها حزنهم وصمودهم، ويتأملوا ماذا يصنع النظام الصهيوني الإرهابي بها وبكل فلسطين..
* 38 يوماً من الإجرام الصهيوني الأمريكي الذي أدى إلى تدمير نصف غـزة؛ وخلَّف أكثر من 45 ألف شهيد وجريح معظمهم من النساء والأطفال وكبار السن.!!
قصف متواصل لا يتوقف على القطاع؛ وتجويع متعمد نتيجة الاستهداف المباشر للمخابز ما دفعها للتوقف، إضافة إلى قصف آبار المياه، وعرقلة دخول المساعدات اليومية التي لا تكفي حتى لآلاف من المحاصرين الذين يعيشون وسط قطعٍ للكهرباء والاتصالات والمياه..
توقفت العديد من المنشآت الصحية عن العمل بسبب استهدافها من العدو أو انعدام الوقود والأدوية الاسعافية الضرورية؛ وما تبقى منها مهدد بالانهيار والتوقف في أي وقت في ظل عنجهية العدو ومن يسانده.
* ماذا بعد يا عالم ؟!!
أخواننا في غزة لن يغادروا أرضهم ولن يقبلوا بتهجيرهم.. فهل تنتظرون من هذا الكيان العدواني المجرم إبادتهم جميعاً؟!
إلى متى ستظلون تنادون هذا الكيان المتغطرس باحترام القانون الدولي وحقوق الإنسان وأخلاقيات الحرب وهو لا يُعير كل ذلك اهتماماً، بل يسخر منها ويستهزئ بها وبكم؟!!
* ما يجري في غزة وكل فلسطين وضع العالم أمام تحدَّ حقيقي..
إما أن يرفع صوته في وجه المتكبرين المتجبرين ويمضي في اتجاه وقف هذا العدوان الإجرامي والحصار المميت؛ وما يقوم به من إبادة، وإما أن يبقى يدور في دائرة التنديد والشجب والاستنكار والتعبير عن القلق الذي ينتاب قياداته، ويدفن رأسه تحت التراب؟!
هذا هو التحدي الذي كشف وعرَّى حقيقة هذا العالم القبيح الذي تسيطر عليه الإدارة الأمريكية بكل ما تنادي به من مبادئ وحقوق وقيم إنسانية لا وجود لها.!!
* عالم بلا أخلاق تسيّره الإدارة الإمريكية وبريطانيا وفرنسا وحلفاؤهم بما يحفظ مصالحهم، فيما القيم والقوانين الدولية الإنسانية وفي مقدمتها حقوق الإنسان التي يدّعون حمايتها ليس هدفها سوى التكسب والهيمنة على بقية دول العالم وفي مقدمتها الدول الضعيفة.!!
يكشفون عن أنفسهم بقذارة ووقاحة وخسة لا مثيل لها..؛ والغريب والعجيب أنهم يتحدثون عن الكارثة الإنسانية التي يعيشها الغزاويون وأبناء فلسطين بشكل عام بسبب الاحتلال وممارساته الإجرامية الإرهابية وهي الكارثة التي لم يشهد لها العالم مثيلاً.!
* تعنت وإصرار على استمرار هذا الكيان الصهيوني الإرهابي في إبادة أخواننا الفلسطينيين في غزة، وبضوء أمريكي بريطاني.. كيان لا يعيش إلا على الدماء وارتكاب المجازر وتهجير وتدمير ممتلكات الفلسطينيين منذ احتلاله هذه الأرض الطاهرة..
ويقيناً.. مهما واصل المغتصب ارتكاب مجازره وأعماله الإجرامية وممارساته القمعية، وواصلت قيادات الدول الاستعمارية القديمة الجديدة دعمها وانحيازها إليه سيعاد الحق المسروق.. وتنتصر إرادة دولة وشعب فلسطين..
إنه شعب الجبارين..
أمل لم ولن يُقهر أو ينكسر..
* وختاماً إلى غزة الجريحة :
تكفيكِ الكرامة التي تتزينين بها في مساءات وصباحات أيامكِ..
تسكبينها دماً يروي الأرض الطاهرة، يفوح عطراً ومسكاً في كل شارع وحي وحارة ومدينة..
يكفيكِ الشرف الذي تكتبينه في سِفْر التاريخ مجداً وشموخاً ودون رتوش..
يكفيكِ رجال الرجال الذين يُعلّمون المحتل أن فلسطين حرة لم ولن تموت..
هكذا أنتِ غـــزة ..
فيما هم بلا كرامة ولا شرف ولا رجولة.
| 
غـــزة.. عين على عالم قبيح !!