أحمد الزبيري - النظام العربي الرسمي انتظر أكثر من 35 يوماً خلالها كان أبناء الشعب الفلسطيني تحت جحيم القصف الصهيوني من الجو والبر والبحر، الشهداء من المدنيين في هذه المساحة الصغيرة بالآلاف أكثر من نصفهم نساء وأطفال..
هذا الانتظار لن يكون هدفه البحث عن كيفية الوقوف والإسناد والدعم للشعب الفلسطيني وإنما إعطاء كيان العدو الصهيوني فرصة لتصفية المقاومة الفلسطينية والخلاص من قضية الأمة المركزية انطلاقاً من مشاريعهم التي تؤسس لهيمنة إسرائيلية على المنطقة..
لن يتوقف سلوك غالبية هذه الأنظمة عند هذا الحد بل ذهبت للمشاركة في حرب الإبادة الإجرامية الفاشية في قطاع غزة لما يقارب العشرين عاماً، وبعضهم كانت تحركاته واضحة في التحريض على الشعب الفلسطيني، ومنهم من ذهب إلى واشنطن ليدفع فاتورة هذه الحرب مقدَّماً ليضمن نتائج القضاء على الشعب الفلسطيني وإبداء الاستعداد لتنفيذ السيناريوهات الأمريكية الصهيونية في كيفية الخلاص من أبناء فلسطين بتهجيرهم من وطنهم تنفيذاً لمخططات قديمة متجددة ظهرت بوضوح في ما سُمّيت صفقة القرن.
معركة طوفان الأقصى وما استتبعها من عدوان صهيوني أمريكي غربي مثل فرزاً لمن لم يفهم -مما تعرضت له الشعوب العربية من حروب وصراعات بالحد الأدنى خلال العقود الثلاثة السابقة- أن هناك حكاماً عرب يستمدون الحماية من أمريكا ووجود هذا الكيان في منطقتنا، وأنهم كانوا وسيظلون ما بقيوا ينفذون الإملاءات كجزء من مشاريع الهيمنة والتقسيم والنهب ووضع اليد على هذه المنطقة الاستراتيجية من العالم.
وحدها القوى المقاومة للمشاريع الأمريكية والتي تقدم التضحيات من أجل سيادة ووحدة واستقلال أوطانها في خط المواجهة الأول مع الشعب الفلسطيني وإلى جانب غزة، واليمن كانت بكل تأكيد في هذه المعركة في المقدمة منطلقة من إدراك واعٍ لحقيقة وطبيعة هذه المعركة التي ستحدد كل المسارات إما لمصلحة قوى الشر أو قوى الخير بعد أن بات جلياً أن الأمور تتجه نحو تحرير فلسطين أو المزيد من الصراعات والهيمنة والتفكيك بين الشعوب العربية التي تدكدك فيها الساحات لفرض هيمنة صهيونية أمريكية إسرائيلية وإن تحقق هذا فلا حاجة لأمريكا والغرب للأنظمة الوظيفية التي ستنتفي الحاجة إليها وسيأخذون الجمل بما حمل من ثروات وموقع جيوسياسي وستتلاشى هذه الأمة تاريخاً وهوية ومستقبلاً..
وبناءً على هذا سيتحدد أيضاً النظام الدولي باتجاه استمرار توحش الاحادية القطبية أو الذهاب إلى عالم متعدد الأقطاب أكثر عدالة وأقل ظلماً.. ما بعد غزة إما الغزة والكرامة وخروج شعوب أمتنا من النفق الذي أدخلته فيه أمريكا والغرب وأنظمة النفط العربي، أو الذل والمهانة والعبودية.. وعلى الشعوب النائمة من العرب والمسلمين أن يستيقظوا قبل نفاد وقت الانتصار.
|