الميثاق نت -

الخميس, 16-نوفمبر-2023
عبدالرحمن‮ ‬بجاش -
قلت‮ ‬لوالدي‮ ‬رحمه‮ ‬الله‮ ‬ذات‮ ‬لحظة‮ :‬
هل‮ ‬عرفت‮ ‬الأستاذ‮ ‬علي‮ ‬أحمد‮ ‬الخضر؟
رد‮ ‬بسرعة‮: ‬أعرفه‮ ‬جيداً،‮ ‬كنا‮ ‬معاً‮ ‬من‮ ‬جلساء‮ ‬الشيخ‮ ‬الكبير‮ ‬أمين‮ ‬عبدالواسع‮ ‬نعمان‮..‬انا‮ ‬وهو‮ ‬علي‮ ‬صبرة‮ ‬والقاضي‮ ‬الربيع‮ ‬ومحمد‮ ‬جباري‮ ‬وآخرون‮ ‬كثر‮...‬
عاد‮ ‬يقول‮ ‬لي‮ :‬
تعرفه‮ ‬أنت‮ ‬؟
قلت‮: ‬فرضت‮ ‬نفسي‮ ‬عليه‮ ‬فرضاً،‮ ‬ففتح‮ ‬احضانه‮ ‬مرحباً‮ ‬بي،‮ ‬ومن‮ ‬لحظتها‮ ‬صرت‮ ‬صديقاً‮ ‬له‮ ‬،‮ ‬عرفت‮ ‬فيه‮ ‬الدماثة‮ ‬وحسن‮ ‬الخلق‮ ‬،‮ ‬كان‮ ‬رجلاً‮ ‬فناناً‮ ‬بسلوكه‮ ‬وفي‮ ‬علاقته‮ ‬بالآخرين‮...‬
كل‮ ‬الحكاية‮ ‬أنني‮ ‬كتبت‮ ‬عنه‮ ‬بضعة‮ ‬أسطر‮ ‬في‮ ‬زاوية‮ ‬صغيرة‮ ‬كنت‮ ‬اخصصها‮ ‬بعد‮ ‬يوميات‮ ‬الثورة‮ ‬،‮ ‬كنت‮ ‬اختار‮ ‬أشخاصها‮ ‬بعناية‮ ‬شديدة‮...‬
تلك‮ ‬الأسطر‮ ‬القليلة‮ ‬حولت‮ ‬الرجل‮ ‬الى‮ ‬شلال‮ ‬من‮ ‬امتنان‮ ‬وشكر‮ ‬وتقدير،‮ ‬فلم‮ ‬ينقطع‮ ‬عني‮ ‬ابدا‮ ‬،‮ ‬ليمتد‮ ‬تأثير‮ ‬تلك‮ ‬الأسطر‮ ‬إلى‮ ‬علاقة‮ ‬جميلة‮ ‬بأولاده‮ ‬الذين‮ ‬هم‮ ‬انعكاسا‮ ‬لكل‮ ‬قيمه‮..‬
سيسأل‮ ‬سائل‮ ‬وما‮ ‬مناسبة‮ ‬الحديث‮ ‬عنه‮ ‬الآن‮ ‬؟
أقول‮: ‬وهل‮ ‬بالضرورة‮ ‬أن‮ ‬تكون‮ ‬هناك‮ ‬مناسبة؟‮!‬
مثل‮ ‬هذه‮ ‬الأسماء‮ ‬يفترض‮ ‬بنا‮ ‬أن‮ ‬نرسخها‮ ‬في‮ ‬أذهان‮ ‬الأجيال‮ ‬الجديدة‮ ‬،‮ ‬هذا‮ ‬واجب‮ ‬الأقلام‮ ‬التي‮ ‬تحترم‮ ‬نفسها‮...‬
انا أدين للرجل الذي كان فنانا بحق ولم يدع يوما انه افضل من فلان وعلان ، بل كان فنانا حقيقيا يمارس الفن في حدود عالم حدد مساحته بدقة...أدين له بعلاقة محترمة خلالها كان يرسل إليّ تلك الكاسيتات عن طريق الصديق المشترك والمحترم اللواء يحيى الكحلاني أطال الله في‮ ‬عمره‮..‬
كان‮ ‬رجلاً‮ ‬كبيراً،‮ ‬يعجب‮ ‬بما‮ ‬أكتب‮ ‬فلا‮ ‬يجد‮ ‬غضاضة‮ ‬في‮ ‬أن‮ ‬يتصل‮ ‬بي‮ ‬وبأدب‮ ‬لا‮ ‬يحده‮ ‬حدود‮ ‬،‮ ‬يقولها‮ ‬بهدوء‮ :‬
اعجبني‮ ‬ما‮ ‬كتبت‮ ‬،‮ ‬وهنا‮ ‬لماذا‮ ‬أذكر‮ ‬ذلك‮ ‬،‮ ‬لأن‮ ‬كثيرين‮ ‬تتغلب‮ ‬أنانيتهم‮ ‬فلا‮ ‬يجيدون‮ ‬تقدير‮ ‬ما‮ ‬يقوم‮ ‬به‮ ‬الآخرون‮..‬
وفي السلك الدبلوماسي ، كنت أسأل احد اجمل البشر غالب علي جميل عن الأستاذ الخضر، وقبل أن يرد على سؤالي يظل يغرف من أدبه دماثته وصفا كما النبع الغزير عن الخضر الدبلوماسي القدير والكفء، وعن الفنان الذي يحترم نفسه ومارس هوايته بقيمة العالية السمو..
ماذا‮ ‬يمكنني‮ ‬أن‮ ‬أقول‮ ‬عن‮ ‬صديقي‮ ‬الكبير‮ ‬علي‮ ‬الخضر‮ ‬اضافة‮ ‬الى‮ ‬ما‮ ‬قلت‮ ‬؟
والله ان في رأسي الكثير.. هذه العجالة فقط تحية أرسلها إلى روحه السامية.. نم بسلام ايها الرجل المؤدب الذي كان يدري أن الكلمة السيئة تقتل الأرواح، فكان يدري كيف ينتقي كلماته حين يحدثك أو ينتقد الآخرين.. إذا ما رأى أن هناك ما يستحق النقد..
علي‮ ‬الخضر‮ ‬من‮ ‬جيل‮ ‬أدرك‮ ‬أن‮ ‬الكلمة‮ ‬كالرصاصة‮ ‬إذا‮ ‬لم‮ ‬توجهها‮ ‬الى‮ ‬هدفها،‮ ‬فتقتل‮ ‬كل‮ ‬من‮ ‬تصادف‮..‬
ما‮ ‬أروع‮ ‬الانسان‮ ‬الذي‮ ‬يجيد‮ ‬احترام‮ ‬الآخرين‮ ‬حتى‮ ‬وان‮ ‬اختلف‮ ‬معهم‮...‬
سلام‮ ‬عليك‮..‬


تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 04-ديسمبر-2024 الساعة: 07:40 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-65062.htm