استطلاع / عبدالرحمن الشيباني - انتهت الاختبارات النصفية للطلاب لجميع المراحل الدراسية ووصفتها قيادات تربوية بأنها كانت ناجحة، وحققت الهدف من حيث الانضباط وسارت بالشكل الذي يُراد لها ،وبالرغم من هذه الإشادة المجروحة كما تُوصف فإن هناك بعض الاختلالات صاحبت أداء الطلاب لاختباراتهم في النصف الدراسي الأول للعام 2023- 2024م..
الحقيقة أن هناك الكثير من الصعوبات التي تواجه العملية التعليمية في اليمن وبحاجة للمعالجات ، ويرى الكثير من التربويين أن الوزارة كانت عليها أن تقوم بمعالجات حقيقية للواقع التربوي المتردي، أولها تحسين ظروف المعلم ، قبل أن تقوم الوزارة باتخاذ أي قرارات أخرى، مثل تحويل امتحانات الفصول الدراسية السادس والسابع والثامن من نظام النقل إلى النظام الوزاري المركزي، التي اثارت جدلاً واسعاً حينها، كانت "الميثاق" قد تناولت هذه القضية في أعدادها السابقة ،حيث رأى من استطلعناهم أنه كان قراراً مُتسرعاً ويحتاج لدراسة أكثر قبل إقراره، وهو اشبه بوضع العربة قبل الحصان، وعلى ما يبدو فإن قرارا أيضاً تعمل الوزارة لاقراره وهو تحويل اختبارات المرحلة الثانوية أيضاً إلى النظام المركزي .. السؤال هنا : هل تحقق الغرض من تحويل اختبارات بعض الفصول وهي سادس - سابع - ثامن إلى مركزية، حتى يتم إدراج اختبارات الأول والثاني الثانوي إلى مركزية أيضاً؟ وهل عالجت الوزارة السلبيات التي رافقت هذه التجربة ؟وصححت الأخطاء في العام الدراسي الأول ،خصوصا الكيفية التي تمت فيها صياغة الاختبارات؟ وهل راعت ظروف الطلاب أم لا زالت الأخطاء تتكرر ؟..
أداء عشوائي
"الميثاق "ناقشت أوجه القصور "السلبيات والمعوقات" وكذلك الايجابيات اثناء اداء الامتحانات في النصف الأول، وكانت البداية مع الاستاذ همدان المنتصر الذي شن هجوماً على الأداء الإداري حيث قال إنه يتحمل جزءاً من فشل المنظومة التعليمية في بلادنا بسبب ما اسماه الكوادر غير المؤهلة التي يتم تعيينها.. وأضاف: "إن العشوائية في تعيين الكوادر الإدارية سبباً رئيسياً في الارباك الذي يحصل الآن، الأمر الذي سبب ضعفاً في المهام الموكلة اليهم حد تعبيره .. وقال: "إن غياب المرشدين والموجهين وعدم نزولهم الميداني من قبل الجهات المسؤولة، وتلمس احتياجات الكادر التعليمي خصوصاً حقوقهم المالية تعتبر أحد اهم المعوقات التي تكدر صفو العملية التعليمية والتي تعمق ارتباكها ،وهذا لم يعد يخفى على أحد، ناهيك عن التهميش للمعلم وتشجيع الطالب على التطاول عليه بقصد وبدون قصد، وعدم وجود ضوابط وردع وحزم لهم من قبل الإدارة المدرسية، الأمر الذي يؤدي إلى الإنفلات القيمي والتربوي والأخلاقي داخل المدارس الحكومية ولذلك نشهد الكتير من الاختلالات" .. واشار المنتصر إلى معضلة تواجه التعليم في اليمن وهي "عدم توفير الوسائل التعليمية وغياب الكتاب المدرسي منذ بداية العام .. وتابع بالقول: " للآن اغلب الطلاب بدون كُتب فكيف سيختبر الطالب ويؤدي اختباراته بشكل جيد.. أكرر العمل الإداري يسوده العشوائية سواء في مكاتب التربية أو في المدارس ،حتى طابور الصباح والاذاعة المدرسية والانضباط الطلابي أصبح بحاجة لإعادة النظر فيه حيث لم يعد كما كان في السابق..
قلم سحري
وفيما يخص صيغة الاختبارات قال الاستاذ نصر الخطيب إن كل الاختبارات وضعت بطريقة تقليدية لا ترتقي إلى مستوى التعليم الفعال، الذي يجعل الطالب يفكر ويبدع ويستنتج ويعطي اجابات قريبة ومشابهة ، كل الاختبارات على شكل إما اختيارات تجعل الطالب يخمن الاجابة أو أسئلة تعتمد على اجابات محددة ومقيدة للطالب باجابة محددة..
"الأستاذ عمر مرشد أشار إلى ظاهرة استخدام القلم السحري التي انتشرت بين الطلاب .. وقال : إن الكتابة بهذا القلم خطأ كبير جداً حيث تختفي الكتابة على الورقة أثناء التصحيح .. وأضاف: "وأنا اقوم بتصحيح أوراق الإجابات رأيت نصف ورقة مليان ونصف ورقة فاضي بسبب القلم السحري هذا ،والمسؤولية تقع على الطالب نفسه والاب الذي اشترى الاقلام لأطفاله.. فهل كان يعلم أو تعمد ذلك؟!.. يجب الانتباه لهذه القضية..
أخطاء مطبعية
أما الأستاذة حفصة علي اشارت إلى أن هناك أخطاء حدثت في الصيغة التي كتبت بها الاختبارات ، وتقول : هناك اخطاء قد تكون مطبعية أو من الشخص الذي كتب الامتحان مثل الصف السادس رياضيات والصف السابع رياضيات .. وتابعت حفصة : " هناك أيضاً أسئلة جاءت من مقرر النصف الثاني في ورقة اختبارات النصف الاول وتم اعتماد درجتها، للطالب حد علمي، لأن الخطأ من الوزارة وليس من الطالب ، هناك معايير محددة لمن يكتب الاختبارات حيث عليه أن يراعي الكثير من الأمور، لكن إجمالاً الاختبارات كانت بسيطة نوعاً ما مع الإشارة إلى اختبار مادة العلوم للصف السابع كانت صعبة ومكثفة..
كتاب مفقود
الأستاذة /نهلة القرشى أشارت إلى أن من أهم المعوقات التي تواجه العملية التعليمية في اليمن، عدم صرف الرواتب خصوصاً في مناطق سيطرة المجلس السياسي الأعلى وهي مسألة مهمة، كان على الحكومة أن توليها الاهتمام الكافي..
نهلة القرشي قال إن عدم توفر الكتاب المدرسي أثر على مستوى الطلاب، واضافت في هذا السياق : "الكتاب المدرسي معضلة كبرى تواجه الطلاب داخل المدارس الحكومية".. ونوهت إلى أن " هذا الأمر شكل معاناة كبيرة للآباء لأن البعض منهم لا يستطيعون شراء الكتاب لأبنائهم ويواصلون عامهم الدراسي بدون كتاب"..
وتابعت القرشي بالقول: "العملية التعليمية شبه منهارة .. أغلبية المعلمين مُضربين وغير متواجدين في المدارس وأغلبهم الآن هم من المتطوعين، وهم طبعاً لايملكون المؤهلات الكافية خصوصاً الذين يستعينون بهم لتدريس المواد العلمية كالفيزياء والكيمياء والرياضيات، هذه مواد مهمة جداً فكيف سيستوعبها الطالب بدون أن يكون هناك مدرس كفؤ ومتخصص، هذا بالطبع سيؤثر على مستوى تحصيل الطالب العلمي..
عمل آخر
وجود المتطوعين بدلاً من المعلمين الأساسيين شكل عقبة أمام التعليم في اليمن ناهيك عن جدول الطوارئ الذي تم اعتماده والذي زاد الطين بلة .. فكيف يستقيم هذا الأمر مع جدول طوارئ للمواد العلمية..
وتساءلت القرشي : "ما الذي سيفعله الطالب أمام ورقة الاختبارات؟!
لذلك احياناً لا يُراعي واضع الاختبار هذه المسألة؛ وهو ما دفع الطلاب إلى الانسحاب من المدارس الحكومية والذهاب للمدارس الخاصة، وبالنسبة للمشاركة المجتمعية فالطلاب مجبورين على الدفع وليس كما يقال إنها إختيارية ، وياليت يصل للمعلم منها بشكل يسير ليواجه بها حياته المعيشية على اقل تقدير، بل يُعطى له الفتات.. تصور 5000 آلاف إلى 6000 آلاف ريال، فبالله عليك ماذا يفعل بها، أنا واحدة منهم تركت المدرسة الحكومية وذهبت للعمل في مكان آخر ،وهناك الكثير من المعلمين قد فعلوا ذلك واتجهوا للعمل في مهن أخرى وهذا لم يعد يُخفى على أحد..
وقت زمني
خبراء التربية ينصحون الطلاب بالاستعداد للاختبارات بفترة زمنيّة كافية وليس قبل الاختبار بيوم؛ تجنُّباً للقلق من عدم القدرة على الانتهاء قبل موعد الاختبار المحدد، وذلك بوضع جدول زمني للدراسة يعطي كل مادة دراسية أولويّة من الوقت اللازم لدراستها والأيام التي تتناسب مع حجمها والوقت المتبقي قبل بدئها كما ينصحون بالابتعاد عن أيّة وسيلة من شأنها تشتيت التفكير والتركيز أثناء الدراسة؛ وذلك بخلق بيئة مناسبة تتناسب مع كلّ طالب كما يُحبّ قبل البدء بالدراسة بحيث تُساعده على التركيز قدر الإمكان، إذ تختلف البيئة المناسبة للدراسة من طالب إلى آخر؛ فبعض الطلاب يُمثّل لهم الهدوء والصمت الوضع الأنسب للدراسة..
نمط الأسئلة
هناك نقطة مهمة يشيرون إليها وهي التدرب على اختبارات سابقة حيث يُنصحون الطلاب بحلّ اختبارات سابقة ، ويُعدّ ذلك من الطرق الفعّالة التي تُساعد على الاستعداد للاختبارات؛ إذ أنّها تُساعد الطالب على معرفة طريقة صياغة الأسئلة فتُمكّنه من توقّع نمط الأسئلة في الاختبار، كما أنّها تُعدّ تمريناً جيّداً للتدرّب على السرعة وإجابة أسئلة الاختبار خلال الوقت المحدد دون تأخير.
|