الميثاق نت -

الإثنين, 20-نوفمبر-2023
فكري‮ ‬قاسم -
يوصل‮ ‬الواحد‮ ‬في‮ ‬اليابان‮ ‬إلى‮ ‬سن‮ ‬الثالثة‮ ‬عشرة‮ ‬من‮ ‬عمره‮ ‬وقده‮ ‬يخترع‮ ‬ساعة‮ ‬ويفصفصها‮ ‬على‮ ‬مسمار‮ ‬مسمار‮ ‬ويحسب‮ ‬لأيام‮ ‬عمره‮ ‬بالدقيقة‮ ‬والثانية‮. ‬
وفي بلادنا اليمن ؛ يوصل الواحد إلى سن الثلاثين بسلامة روحه وهو والله ماله علم كم الساعة الآن! ولا هو داري حتى كيف تشتغل الساعة! ولا ماهي الفائدة المرجوة من الساعة ؛ويجزع عمره كله وهو مشغول ليل الله مع نهاره بقيام الساعة!
وفي بلاد الكفار برضه يوصل الواحد إلى سن الخمسين وقد تخلص تماما من كل همومه المستقبلية ؛ وقد حقق كل أحلامه ويبدأ يتفرغ من بعد ذلك لحياته الباقية ؛ ويقضيها سفر ورحلات ومتع وصحب لتعويض ما فاته من رفاهية العمر.
وفي‮ ‬بلادنا‮ ‬المصلية‮ ‬على‮ ‬النبي‮ ‬الوضع‮ ‬غير‮ ‬ياخبره‮..‬
يوصل‮ ‬الواحد‮ ‬إلى‮ ‬سن‮ ‬الخمسين‮ ‬وعادوه‮ ‬إلا‮ ‬بسم‮ ‬الله‮ ‬الرحمن‮ ‬بادئ‮ ‬يشوف‮ ‬نفسه‮ ‬وبادئ‮ ‬يخطط‮ ‬لمستقبله‮ ‬ويشتري‮ ‬دباب‮ ‬شيطلب‮ ‬به‮ ‬الله‮!‬
واذا نفَّه على نفسه شويه هو والجهال وخرجوا ينفهوا بالدباب في رحلة ليوم واحد ؛ يتنفخ ويزعل ويسوق وهو ضجران ويشعر بأنه اسرف تماما في مضيعة الوقت بأشياء مالها أي داعي من أساسه ويرجع إلى البيت في نهاية الرحلة السعيدة وهو زعلان شيقرح على ضمار اليوم اللي راح من عمره‮ ‬من‮ ‬دون‮ ‬طلبة‮ ‬الله‮!‬
وما‮ ‬فيش‮ ‬سؤال‮ ‬يضجر‮ ‬باليمنيين‮ ‬عموماً‮ ‬اكثر‮ ‬من‮ ‬أن‮ ‬تسأله‮ ‬كم‮ ‬الساعة‮ ‬يا‮ ‬خبير؟‮ ‬يقولك‮: ‬والله‮ ‬مالي‮ ‬علم‮.‬
ويمشي‮ ‬من‮ ‬جنبك‮ ‬وهو‮ ‬مستغرب‮ ‬من‮ ‬اهتمامك‮ ‬بالوقت‮!‬
لكن‮ ‬اسأله‮ ‬عن‮ ‬قيام‮ ‬الساعة‮ ‬؟‮ ‬
شيتفلسف لك للصبح.. وشيكلمك بطلاقة عن عوالم الغيب كلها في ظرف لحظة سريعة؛ وستشعر وأنت تسمعه بأنك جالس في حضرة إنسان معه مراسل في السماء ينقل له أخبار الساعة مباشرة أولاً بأول من مكان الحدث!
اليمني‮ ‬بشكل‮ ‬خاص؛‮ ‬إنسان‮ ‬هامشي‮ ‬في‮ ‬الحياة‮ ‬؛‮ ‬يعيش‮ ‬أيامه‮ ‬كلها‮ ‬خارج‮ ‬حسبة‮ ‬الوقت؛‮ ‬وخارج‮ ‬حساب‮ ‬الزمن؛‮ ‬وخارج‮ ‬خطوط‮ ‬المستقبل‮ ‬بكله‮. ‬
وعمره‮ ‬اللي‮ ‬يمشي‮ ‬عليه؛‮ ‬هو‮ ‬في‮ ‬حسابه‮ ‬الخاص‮ ‬مش‮ ‬أكثر‮ ‬من‮ ‬رصة‮ ‬سنين‮ ‬متراكمة‮ ‬في‮ ‬حصالة‮ ‬عمر‮ ‬تالف‮ ‬ورتيب‮ ‬يقضيه‮ ‬سنة‮ ‬بعد‮ ‬أخرى‮ ‬بانتظار‮ ‬حظوظه‮ ‬الجيدة‮ ‬في‮ ‬الحياة‮ ‬الآخرة‮! ‬
ومالوش‮ ‬دخل‮ ‬أبداً‮ ‬بالحاضر‮ ‬ولا‮ ‬له‮ ‬أي‮ ‬علاقة‮ ‬بحياة‮ ‬الساعة‮ ‬المعاشة‮ ‬على‮ ‬وجه‮ ‬الأرض‮.. ‬وقمة‮ ‬الإحباط‮ ‬لما‮ ‬تشوف‮ ‬واحد‮ ‬ماشي‮ ‬جنبك‮ ‬في‮ ‬الشارع‮ ‬وتسأله‮:‬
‮- ‬أيش‮ ‬تعمل‮ ‬هذي‮ ‬الأيام‮ ‬يا‮ ‬فلان‮ ‬؟
ويقولك‮ ‬بكل‮ ‬حماس‮:‬
‮- ‬والله‮ ‬ولا‮ ‬شيء‮.. ‬مراعيين‮ ‬للموت‮!‬
تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 04-ديسمبر-2024 الساعة: 07:44 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-65081.htm