الميثاق نت -

الإثنين, 20-نوفمبر-2023
أ‮.‬د‮. ‬عبدالعزيز‮ ‬صالح‮ ‬بن‮ ‬حبتور‮ ❊‬ -
تنظم‮ ‬مؤسسة‮ ‬رعاية‮ ‬أسر‮ ‬الشهداء‮ ‬في‮ ‬الجمهورية‮ ‬اليمنية‮ ‬احتفالات‮ ‬وفعاليات‮ ‬ومهرجانات‮ ‬خطابية‮ ‬حماسية‮ ‬تذكيرية‮ ‬بمناقب‮ ‬وأعمال‮ ‬الشهداء‮ ‬العظماء‮ ‬رحمة‮ ‬الله‮ ‬عليهم‮ ‬وأسكنهم‮ ‬الجنة‮ ‬الواسعة‮.‬
وقد تم تدشين مثل تلك الفعاليات والمهرجانات باجتماع اللجنة العليا للاحتفالات في رئاسة مجلس الوزراء في الأسبوع الثاني من شهر نوفمبر 2023م، وتم إقرار الموجهات العامة والبرامج الزمنية والمكانية لجميع الفعاليات ليوم الشهداء العظماء.
وقد قدّم قائد الثورة اليمنية الحبيب/ عبدالملك بن بدر الدين الحوثي بمناسبة يوم الشهيد خِطاباً شاملاً سياسياً وقومياً ودينياً وتربوياً مُلهماً للأمة كلها من المحيط إلى الخليج، في يوم الثلاثاء 14/11/2023م من جامع الشعب في العاصمة صنعاء، وكان خطاباً ضافياً حماسياً مهماً مليئاً بالعبر والدروس، قدّم الكلمة لحشد طاقات الأمة العربية الإسلامية لنجدة أهلنا في فلسطين وفي غزة على وجه الخصوص، ورفع ظلم وهمجية ووحشية جيش الاحتلال الصهيوني الإسرائيلي في أهلنا في غزة المقاومة.
انتقد في خطابه بشدة ومسئولية عالية تلك القرارات التي خرج بها المؤتمر العالي المستوى والشكلي النتائج للملوك والرؤساء من الدول الإسلامية والعربية وعددها 54 دولة، وأظهر في كلمته بأن تلك القرارات كانت هزيلة باهته وركيكة الحرف والمعنى وشبه ميتة، وإن مستوى القرارات الصادرة عن تلك القمة المنعقدة بالرياض عاصمة السعودية لا ترقى إلى مستوى مواقف دول في أمريكا الجنوبية وأوروبا وأفريقيا تجاه مؤازرتهم لأهلنا في فلسطين، والبيان الصادر عن مؤتمر هؤلاء الملوك والرؤساء والأمراء لا يساوي قيمة الحبر المكتوب بها، وكأنها صادرة عن‮ ‬مدرسة‮ ‬ابتدائية‮ ‬في‮ ‬قرية‮ ‬نائية‮ ‬في‮ ‬هذا‮ ‬العالم‮.‬
ووجه في خطابه التاريخي والمهم جداً موقف الجمهورية اليمنية الشجاع من العدو الصهيوني الإسرائيلي وجيشه الغاشم، وقال لقد ضربنا وقصفنا الأرض المحتلة بالصواريخ الباليستية والمسيرات، وقد وصلت أسلحة اليمن العظيم إلى الأرض المحتلة وأصابت أهدافها بدقة عالية، ونحن على استعداد وجهوزية عسكرية عالية لقصف السفن الإسرائيلية الصهيونية المارة والعابرة في البحر الأحمر وبحر العرب ومضيق باب المندب حينما تدلنا المعلومات عنها وبيانات تلك السفن الإسرائيلية، باعتبارها سفناً معادية لعدو غاشم جبان، يقتل أهلنا العزل في فلسطين المحتلة من‮ ‬الأطفال‮ ‬والنساء‮ ‬والشيوخ‮ ‬الذي‮ ‬بلغ‮ ‬أعداد‮ ‬الشهداء‮ ‬أزيد‮ ‬من‮ ‬11000‮ ‬شهيد‮ ‬وشهيدة‮ ‬من‮ ‬المواطنين‮ ‬العزل،‮ ‬وأزيد‮ ‬من‮ ‬23000‮ ‬جريح‮ ‬وجريحة‮.‬
إن خطاب القائد الحبيب / عبدالملك الحوثي حفظه الله جاء بلسم جراح الأمة العربية والإسلامية، ومعالجاً قاطعاً لانهزام قادة الأمة من جاكرتا شرقاً وحتى آخر مسلم يركع لله على ضفاف المحيط الهادئ غرباً.. إن حديث الحبيب القوي المسئول هو عبارة عن قول فصل ارتبط بعمل عظيم‮ ‬عسكري‮ ‬مقاوم‮ ‬شجاع،‮ ‬هذا‮ ‬الخطاب‮ ‬الذي‮ ‬تحتاجه‮ ‬الأمه‮ ‬المكلومة‮ ‬الغاضبة‮ ‬الجريحة‮ ‬من‮ ‬قادتها‮ ‬الضعفاء‮ ‬المفروضين‮ ‬عليها‮ ‬من‮ ‬قبل‮ ‬الصهيونية‮ ‬الأمريكية‮ ‬الأطلسية‮ ‬الغربية‮.‬
أما‮ ‬الاحتفال‮ ‬بذكرى‮ ‬الشهيد‮ ‬في‮ ‬اليمن‮ ‬فهو‮ ‬ذكرى‮ ‬عظيمة‮ ‬وعالية‮ ‬القيمة‮ ‬في‮ ‬دلالتها‮ ‬ومغزاها‮ ‬للأسباب‮ ‬الآتية‮:‬
أولا: إن للشهيد منزلة عظيمة وخالدة عند الله جل جلاله، وهو من أقدس خلق الله تعالى، ولهذا فقد كرّمه الله بمنزلة عظيمة لا تضاهيها منزلة لدى الآخرين، قال تعالى في محكم كتابه الكريم: (وَلاَ تَقُولُوا لِمَن يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِن‮ ‬لَّا‮ ‬تَشْعُرُونَ‮)‬،‮ (‬سورة‮ ‬البقرة،‮ ‬آية‮: ‬154‮)‬،‮ ‬يبقى‮ ‬هؤلاء‮ ‬الشهداء‮ ‬أحياء‮ ‬عند‮ ‬ربهم،‮ ‬خالدين‮ ‬خلود‮ ‬الدهر‮ ‬يعيشون‮ ‬إلى‮ ‬جانب‮ ‬الله‮ ‬سبحانه‮ ‬وتعالى،‮ ‬لكننا‮ ‬نحن‮ ‬الأحياء‮ ‬لا‮ ‬نشعر‮ ‬بذلك‮.‬
ثانياً: الاعتراف العظيم من الأحياء منّا إن كانوا قادة أو مسئولين أو مواطنين بعظمة العطاء الذي قدّمه الشهيد، وهي روحه الطاهرة من أجل القيم والمعاني العظيمة التي استشهد من أجلها ذلك الشهيد العظيم الذي ستبقى ذكراه الخالدة عطرة عالية طاهرة تعانق عنان السماء.
ثالثاً: تقول الفكرة أن الشهداء هم الأكرمون منا لأنهم أعظم شريحة في المجتمع قَبِل طوعاً أن يفدي الأمة كل الأمة والفكرة العظيمة للأوطان، قبل أن يفديها بروحه الطاهرة، وهذه التضحية السخيّة علينا نحن الأحياء أن نمجّدها ونعليها باعتبارها فكرة طاهرة عظيمة ومقدسة شريفة‮ ‬لا‮ ‬تضاهيها‮ ‬تضحية‮ ‬في‮ ‬الحياة‮ ‬على‮ ‬الإطلاق،‮ ‬وعلينا‮ ‬أن‮ ‬ندرسها‮ ‬للأجيال‮ ‬القادمة‮ ‬لطهارة‮ ‬الفكرة‮ ‬وعلو‮ ‬وسمو‮ ‬مقامها‮.‬
رابعاً: من منا لا يطمع برحمه الله وبالبقاء إلى جانب جوار ربه العلي القدير، وينعم بصحبة الله جل جلاله، وهو الذي خلقنا ومهّد كل شيءٍ في هذه الحياة كي نعمر ونحرث ونخلد ذكراه في الأرض والسماء.
خامساً: علينا أن نحمي أسر الشهداء في المحافظات الجنوبية والشمالية من كل محافظات الجمهورية اليمنية، نحميهم بالقوانين واللوائح الواضحة، لحمايتهم من جور الزمان، وظلم الإنسان، وجور المتسلّطين والجشعين والمنتفعين الأنانيين من بني البشر الأشرار.
سادساً: كل أسر الشهداء وأبنائهم في المحافظات الجنوبية والشمالية من اليمن العظيم، يجب أن تضمن لهم القوانين المقرة النافذة قانونياً على مجانية التعليم والدخل الأسري الثابت لصيانة كرامتهم الآدمية والإنسانية من ظلم وجور الحياة القاسية.
سابعاً: ينبغي تفريغ فريق علمي تاريخي وبحثي لتوثيق ولجمع تراث الشهداء وترتيبها وطباعة الكتب والمجلدات عنهم لكي تدرس في المدارس والجامعات كي تتعلم الأجيال معنى الشهادة والتضحية بالروح خدمة للأوطان والدين الإسلامي الحنيف ودفاعاً عن القيم الإنسانية النبيلة للإنسان‮.‬

الخلاصة‮:‬
قال الله في محكم كتابه العظيم، بسم الله الرحمن الرحيم »ولا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ« صدق الله العظيم، كل إنسان منا يموت ويفنى وهي سنة الله في هذه الحياة، أما الاستثناء من هذه القاعدة‮ ‬كما‮ ‬تشير‮ ‬الآية‮ ‬الكريمة‮ ‬أعلاه،‮ ‬فإن‮ ‬الشهيد‮ ‬يبقى‮ ‬حياً‮ ‬خالداً‮ ‬يعيش‮ ‬إلى‮ ‬جوار‮ ‬ربه‮ ‬على‮ ‬مدى‮ ‬الدهر‮ ‬والأزمان،‮ ‬وهذه‮ ‬الحكمة‮ ‬الربانية‮ ‬هي‮ ‬اصطفاء‮ ‬للشهداء‮ ‬فحسب،‮ (‬إن‮ ‬الله‮ ‬على‮ ‬كل‮ ‬شيء‮ ‬قدير‮)‬
‮(‬وَفَوْقَ‮ ‬كُلْ‮ ‬ذِيْ‮ ‬عَلْمٍ‮ ‬عَلَيِمْ‮)‬

‮❊ ‬رئيس‮ ‬مجلس‮ ‬وزراء‮ ‬تصريف‮ ‬الأعمال‮ ‬في‮ ‬الحكومة‮ ‬اليمنية‮ / ‬صنعاء
تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 04-ديسمبر-2024 الساعة: 07:29 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-65083.htm