استطلاع/ بليغ الحطابي: - متغيرات كثيرة وتطورات على المشهد السياسي والعسكري في اليمن والمنطقة بل والعالم.. جميعها انعكست على الشأن اليمني وبات على اليمن التعامل معها من واقع ما يفرض عليه باعتبار موقعه الاستراتيجي يتحتم عليه الوقوف بجدية أمام المخططات الاستعمارية الجديدة القديمة داخل اليمن وخارجه..
ولعل ما وصل إليه اليمن في ظل المعادلات العسكرية الاستراتيجية من تطورات نوعية وبالذات على صعيد مواجهته عدوان التحالف منذ تسع سنوات والصمود الأسطوري الذي تميز به المواطن والمقاتل اليمني في وجه أعتى مؤامرات وآليات عسكرية وأحدث منتجات المصانع العسكرية.. كل ذلك جعل اليمن معادلة صعبة عجزت القوى الأجنبية الاستعمارية تشخيصه وبالذات بعد تحول المعركة من معركة محادثات السلام إلى معركة إقلاق العدو الإسرائيلي في مضجعه.. إذ لم يتردد اليمن في التجاوب والانتصار لقضية العرب والمسلمين الأولى.. فيما عجز قادة الدول العربية والإسلامية في قمتهم الأخيرة عن تقرير مصيرهم إما مع أو ضد.. فقد جسد اليمن في تدخله العسكري ضد الكيان الصهيوني المغتصب المبادئ الإسلامية وروابط الأخوة.. وهو اليوم يواصل عملياته لقصف أهدافه بحراً وجواً وبراً وإقلاق سكينة العدو وحلفائه.. رغم مساعٍ أمريكية لتفجير الوضع في اليمن من خلال تهديدات ورسائل عرقلة المحادثات بين صنعاء والرياض وابتعاث ليندركينغ الأسبوع المنصرم إلى السعودية والإمارات وعمان لمحاولة إيقاف تدخلات صنعاء في الحرب والعدوان على غزة..
حرب اقتصادية
واحتشدت القوات الاستعمارية بكل معداتها وأساطيلها إلى البحار والمحيطات لأجل حرب خطط لها لمواجهة قوى عالمية، وهي أشبه بحرب اقتصادية عالمية بحسب ما يراه الأخ مشعل الداعري..
ويرى الداعري أن استفزازات القوى الأجنبية باحتلالها وتواجدها في مناطق وجزر وموانئ يمنية يستدعي على قيادتنا وعلى كل مواطن وضع حد لهذه التعديات التي تأتي في إطار تصعيد وتهديد دولي لتعطيل الملاحة الدولية.
ويقول: إن وصول الصواريخ اليمنية إلى عمق العدو الكيان الصهيوني يؤكد أن الجيش اليمني له إمكاناته وقدراته الكفيلة بالكشف عن أية تحايلات أو محاولات تهديده.. كما أن الإعلان اليمني عن استهداف سفن وبوارج العدو لم يكن للاستعراض الإعلامي بل قرار تمتلك القوات اليمنية القدرة الكاملة على تنفيذه بما في ذلك التعامل مع كل الأهداف التي يمكن وصفها بالمشبوهة والتعامل مع هذه الأهداف ليس بالضرورة باستهدافها المباشر بل بالكشف عن هويتها الحقيقية أولاً ثم التعامل على ضوء ذلك إما بالتحذير والمنع.. كما يحدث مع سفن الكيان الصهيوني في البحر الأحمر وباب المندب.
أولويات
وفيما يتعلق باستهداف القوات الأجنبية المتواجدة داخل اليمن يرى المحلل العسكري والخبير الاستراتيجي اللواء عبدالله الجفري أن هناك أولويات لتحرك القوات المسلحة اليمنية.. وهذا الأمر لا يمكن استثناوه من قائمة الأهداف القادمة لقواتنا المسلحة، لكن هناك أولويات وهذا مسألة قرار وتقدير موقف تقرره القيادة السياسية والثورية، فمثلاً اليوم تحركت القوة الصاروخية لنصرة إخواننا في غزة وهو تدخل مباشر بما يمليه علينا الروابط الأخوية مع الشعب الفلسطيني، ولذلك اليوم نحن في معركة مع العدو الصهيوني عن بُعْد.. ولا يعني ذلك أننا غفلنا عن التهديد الذي يحيط بنا لتواجد القوات الأجنبية بل كما قلت سابقاً هناك ومن واقع تجاربنا أولويات.. وهي معركة تحتاج لإعداد وتجهيز لأنك اليوم بحاجة لمخزون استراتيجي وتصنيع الأسلحة والاستمرارية في هذه المعركة..
المعركة القادمة
ويؤكد اللواء الجفري وهو عضو مجلس الشورى أن المعركة القادمة ستكون مع هذه الدول القوى الاستعمارية التي نشرت جنودها وعناصرها في أراضينا سواء في الشرق أو الجنوب.
ويضيف: أصبح لدى قواتنا المسلحة مخزون استراتيجي من الأسلحة من واقع خبرات التصنيع والتخزين للأسلحة.. فقد استطعنا أن نجبر دول التحالف على الانسحاب واللجوء للمفاوضات والسلام وهذا من واقع قوة وليس من واقع ضعف..
وتمكنت قواتنا من استهداف دول التحالف وناقلاتها وضربت أهدافاً حساسة كأرامكو وبقيق في السعودية ومطارات ومناطق حيوية في الإمارات.. واستهداف وضرب أنابيب النفط في الرياض، وهذه الضربات أجبرت بن سلمان وبن زايد على البحث عن وساطات لدى صنعاء.. وأصبح اليوم يتحدث عن عمليه سلام وإيجاد حلول ووقف التصعيد..
وهذا بحسب اللواء عبدالله الجفري يؤكد أن تطورات الأحداث أثبتت قدرة الجيش واللجان على تحرير كل شبر من أراضينا.. وعلى الوصول إلى أبعد مدى فقد وصلت الصواريخ لنحو 1800كلم إلى الكيان الصهيوني..
ويشير الخبير الاستراتيجي والعسكري إلى أن ما يحدث اليوم يكشف ويؤكد طبيعة الصراع مع إسرائيل وأمريكا التي تحركت بأساطيلها إلى البحر الأحمر.. ويقول إن معركتنا اليوم هي معركة تحرير واستقلال وهذا ما أكدت عليه ثورة 21 سبتمبر الحرية والاستقلال..
وما يحدث اليوم من تدخلات يمنية في غزة واحدة من المعارك الواجبة لنيل هذه الحرية.. ولن يكون هناك تنازل على حساب كرامتنا سواءً على مستوى الوطن أو خارجه.
أما وكيل محافظه شبوة الأخ حمزة الحمزة فقال: إن المتغيرات الجارية في الساحتين اليمنية والإقليمية تستوجب سرعة التحرك من الجميع لطرد كل القوات الأجنبية التي تحتل مساحة كبيرة من بلدنا.. ويضيف: أن بقاء القوات الأجنبية الأمريكية والبريطانية وأيضاً القوات السعودية والإماراتية في أراضي الجمهورية اليمنية يشكل خطراً كبيراً على بلدنا خصوصاً..
لاعب إقليمي
ويرى وكيل شبوة الحمزة: أن مشاركة اليمن في معركة طوفان الأقصى وضرب أهداف حساسة للكيان الصهيوني مساندة للشعب الفلسطيني المظلوم، يؤكد أن اليمن بات لاعباً مهماً في الإقليم بدليل الهجمة الأمريكية والتهديدات التي تتلقاها القيادة في صنعاء..
مؤكداً أن الملف الإنساني الصعب الذي يعيشه أبناء شعبنا نتيجة العدوان والحصار اصبح يتطلب هبَّة من أبطال هذا الشعب لطرد القوات المحتلة من كل شبر من يمننا العزيز لما تسببت هذه القوات وسياسة دولها من افقار للشعب.
مشدداً على وجوب الاستعانة بالله والتوكل عليه والتحرك لطرد هذا المحتل فالظروف أصبحت مواتية والإمكانات العسكرية والقدرات باتت متاحة وممكنة لتحرير اليمن من دنس كل دول الاحتلال ليكون اليمن حراً موحداً مستقلاً بعيداً عن أي وصاية خارجية. |