د. عبدالوهاب الروحاني - زعماء وملوك العرب والمسلمين التأموا بقضهم وقضيضهم في الرياض عاصمة أرض الحرمين، وقبلة المسلمين في 11 نوفمبر 2023م.. التأموا في قمة سموها زوراً وبهتاناً "عربية واسلامية"..!!
القمة التي انعقدت بدون هوية ولا شعار.. انعقدت بعد 34 يوماً من حرب إبادة جماعية نفذتها اسرائيل في غزة ضد شعب أعزل ومحاصر، عربي مسلم .. سلب الصهاينة أرضه، وقتلوا اطفاله ونساءه وشيوخه، ومنعوا عنه الغذاء والماء والدواء وزودوه بالأكفان.
بلا هوية
قمة رؤساء وملوك 57 دولة عربية وإسلامية اجتمعوا ليقرأوا عبارات مهينة ومذلة ألفوا لوكها في كل القمم والمناسبات، ومع أنهم التقوا في (الظاهر) لاتخاذ موقف من الحرب ضد غزة؛ لكنهم كالعادة لم يجرأوا حتى على القول إنهم التقوا "لنصرة غزة" ..
اكتفى اصحاب الجلالة والفخامة في قمتهم بترديد عباراتهم الشهيرة:
نشجب ونندد، وندين، وندعو، ونطالب، ونرفض، ونناشد، ونثمن، ونقدر..
ونأمل.. ونأمل أن يموت الضمير العربي، والانسان العربي كما مات فينا.
القمة التي ليس فيها قمم.. اجتمعت واسرائيل تمعن في قتل الأطفال والنساء، وتضيف الى مجازرها في غزة الف مجزرة ومجزرة.. اجتمعت والدم الفلسطيني ينزف في غزة وأقرت في اهم ما أقرته:
* إنشاء وحدة رصد إعلامي لتوثّيق جرائم سلطة الاحتلال
* ومنصة إعلامية رقمية تنشر وتعري ممارساتها اللاشرعية واللاإنسانية.
قمة العرب والمسلمين التي اجتمعت "لنصرة القضية الفلسطينية" لم يكن في يدها اكثر من تشكيل لجنة من وزراء خارجية ثمان دول برئاسة السعودية، لمتابعة قرارات "الشجب والتنديد" بأشد وأقسى وأطول العبارات، والمطالبة الحثيثة، والمناشدة الحميمة بوقف العدوان، والضغط على اسرائيل بضبط النفس.. !!!
المضحك ان هذه اللجنة.. لجنة متابعة تنفيذ قرارات "الشجب والتنديد" لم تجتمع ولو لمرة واحدة خلال أسبوع من قمة العرب والمسلمين التي لم تنطق كلمة واحدة بالعربية، ولم تعبر عن انتماء لدين أو ذمة.
المفارقات العجيبة
ملوك ورؤساء العرب والمسلمين، الذين يملكون الجيوش الجرارة، والنفط الذي يتدفق من آبارهم ذهباً، ويحتضنون في اوطانهم اساطيل ومدمرات أمريكية وأوروبية تحمي عروشهم، لم يجرأوا حتى على القبول بمقترح التلويح.. نعم التلويح بمجموعةِ إجراءاتٍ ضاغطة، هي في أيديهم، ومن خلال:
* منع استخدام القواعد الامريكية في الدّول العربيّة لتزويد إسرائيل بالسّلاح والذخائر.
* تجميد علاقات التّطبيع مع كيان الاحتلال.
* التلويح باستخدام النّفط والمقدّرات الاقتصاديّة العربيّة، للضّغط لوقف العدوان الصهيونيّ.
* منع الطّيران المدنيّ الإسرائيليّ من الطّيران في الأجواء العربيّة.
المفارقات العجيبة والغربية انه في الوقت الذي لم يجرؤ فيه ملوك العرب والمسلمين، اصحاب الحق في الدفاع عن "المسجد الاقصى" عن قول كلمة جريئة نصرة لاطفال ونساء غزة.. نجد دولاً وشعوباً تفصلها عن غزة الجريحة آلاف الكيلو مترات تتخذ اجراءات عملية مؤيدة للحق الفلسطيني في المقاومة والحياة.
من بوليفيا، وكولومبيا، وهندوراس، وتشيلي، وفنزويلا .. من العالم البعيد الذي لا يتشارك مع أهل غزة في الدم ولا في اللغة ولا في الدين ولا في الانتماء ولا في الارض والوطن.. قالوا لإسرائيل انتم قَتَلَة ولا حاجة لنا بعلاقة معكم..
|