فريق ركن دكتور/ قاسم لبوزة- نائب رئيس المؤتمر الشعبي العام - تهل علينا الذكرى المجيدة لعيد الاستقلال الوطني الـ 30 من نوفمبر هذا العام بالتزامن مع الذكرى السنوية للشهيد، التي نستذكر فيها جلالة وعظمة الشهداء الأبرار الذين خطوا بدمائهم ورسموا انتصار يوم الجلاء في الثلاثين من نوفمبر، ومن يصنعون اليوم بدمائهم الزكية والطاهرة يوم جلاء للمستعمر الجديد، الذي جاء اليوم طامعاً لنهب ثرواتنا وإخضاع شعبنا لأجندته الاستعمارية البغيضة.
إن ملحمة الـ30 من نوفمبر لم تعد ملمحاً للذكرى والاحتفاء ،بعد أن أطل مستعمر الأمس ذاته برأسه اليوم غازياً وبتحالفات أوسع وأقبح على أمل استعادة أمجاده ليستعمر هذا البلد العريق والأبي ،والفرق أنه يتخفى بلبوس وقفازات أنظمة عربية عميلة وخائنة، دأبت على التآمر والمواقف المخزية تجاه الأمة والعروبة..وبالتواطؤ مع أسوأ مرتزقة عرفتهم البشرية ممن باعوا انفسهم ويمنيتهم على طاولة بيع الأوطان.
إن الـ (30 من نوفمبر) يوم مجيد وخالد في حياة ابناء الشعب اليمني، وهو كذلك يوم ثقيل ومرير على المرتزقة الذين خانوا وطنهم وثورته الكبرى ضد المستعمرين لأنه الفاروق الذي يميّز بين الوطني الحر، الذي انتصر لوطنيته وحريته واستقلال بلده وشعبه، وبين المرتزق الخائن الرخيص الذي باع بلده بحفنة دولارات وتخندق مع المحتل الأمريكي والبريطاني ودخل بذلك قائمة العار التأريخي وصار عميلاً مع مرتبة الذل والخنوع.
إن التعبير الحقيقي عن الاحتفاء بهذا العيد الوطني والتاريخي هو اليوم يكمن فقط في ما تظهره القيادة في صنعاء والقوات المسلحة جواً وبحراً من مواقف تأريخية وعملية تجاه قضية المواجهة مع كيان الاحتلال الإسرائيلي ومجازره في غزة وما يظهره شعبنا من صمود وصبر، ومن إباء وبذل وعطاء، وفي ما يجترحه أبناؤه في الجيش من بطولات وتضحيات..
كيف لا وصنعاء تدك وتزلزل الأرض تحت أقدام العدو الصهيوني بالصواريخ والمسيرات في زمن الهوان والذل العربي وتفرض سيطرتها في البحر للضغط على العدو الصهيوني المتجبر لإيقاف عدوانه على غزة غير آبهة بالتهديدات الامريكية والغربية في أقوى موقف عربي واسلامي يضع اليمن في صدارة المشهد المقاوم والمدافع عن قضايا أمته العربية والاسلامية..
وفي هذا لا شك ذروة الشرف والفخر والاعتزاز، وبهكذا مواقف نصبح في وضعية تهون معها الصعاب والمعاناة.. ذلك أن توفيق الله وهدايته إلى الوقوف في موقف الحق هو دائما نعمة من الله يجب أن نشكرها بالمزيد من الثبات والعمل والمثابرة ومضاعفة الجهود، وصولاً إلى الفوز برضا الله قبل كل شيء، والى صناعة المستقبل الكريم لبلدنا وشعبنا.
وبالمناسبة نبارك لشعبنا اليمني العزيز عملياته البطولية في مواجهة المحتل الصهيوني، سائلين الله لشهدائنا وشهداء فلسطين الرحمة، وللجرحى الشفاء العاجل، ونحن على ثقة بأنه سيكون لهذه النهضة الجهادية المتقدة دور مهم في تسريع زوال الاحتلال الصهيوني من أرض فلسطين، لتعانق فلسطين العروبة ويمن الحضارة الحرية المنشودة والاستقلال التام في القريب العاجل بعون الله تعالى.
|