يحيى علي نوري - كعادتها تحرص "الميثاق" على الاحتفاء بأيامنا الوطنية وتلك واحدة من مهام ومسئوليات رسالتها الوطنية والإعلامية وهي مهمة بالغة الأهمية هدفها الرئيس نشر الوعي في صفوف الجيل الصاعد عن أهمية ومدلولات هذه المناسبات التي قدم شعبنا من أجلها تضحيات جسيمة للرقي بالوطن وإعلاء شأنه في كافة الجوانب والأصعدة الحياتية باعتبار ذلك المستوى الذي يليق بيمننا، ومع مكانته الحضارية وعظمة تأثيره في الحراك الإنساني عموماً، وكذا إحياء الروح الثورية لدى جيلنا الصاعد، وجعل سلوكها ثورياً قادراً على مواجهة التحديات ومواصلة مسيرة النضال الشامل الكفيل بتحقيق كل أهداف وتطلعات الشعب..
وبالرغم من إدراكنا أن رسالة الاعلام في إحياء الأيام الوطنية غير كافية وأن تحقيق الوعي الشامل وضمان انعكاسه على السلوك يتطلب مجهوداً جمعياً تقوم به مختلف الفعاليات الوطنية وفي اطار استراتيجية وطنية شاملة وكاملة تتكفل كل مؤسسات الدولة ومعها مختلف الاطارات المدنية القيام بتنفيذها وبصورة لا تقتصر على اطلالة المناسبات الوطنية وإنما فعل مستمر على مدار العام، فإن ذلك لا ريب بات يمثل اليوم مطلباً ملحاً خاصة في ظل خطورة الأوضاع التي يعيشها وطننا والتي تكالبت خلالها كل سيناريوهات التآمر التي تستهدف في المقام الاول كافة محطات النضال الوطني التي كان لها بإرادة شعبنا الحرة أن صنعت أيامنا الوطنية وإعلانها على مستوى العالم كإشراقات يمانية تجسد إصرار اليمنيين على الانتصار الدائم لمشروعهم الوطني والقومي والحضاري..
ولعل أبرز المؤشرات الخطيرة التي تستدعي الاستراتيجية الوطنية لإحياء أيامنا الوطنية ما نرصده اليوم من حالة تغييب لهذه المناسبات لدى قطاع واسع من جيلنا الصاعد الذي يجهل تماماً حيثيات كل محطات النضال الوطني، حتى على مستوى المحطات القريبة
مثل عهد ما قبل إعادة تحقيق الوحدة اليمنية أو الإلمام بواقع الحياة اليمنية تحت نير التشطير ومعاناته الكبيرة وما قاده كل ذلك من حروب بين ابناء الوطن الواحد دفع شعبنا ثمنها باهظاً..
ولعل ما يؤكد هذا الخطر الفادح هو ما نرصده من دعوات انفصالية التي - للأسف الشديد - تتم دون وجود أدنى حدود للاستشعار بالمسئولية الوطنية التي تحتم الانتصار لإنجازات الشعب في الثورة والوحدة والاستقلال بدلاً من حالة الضعف واللامبالاة في مواجهة هذا الخطر المحدق..
الأمر الذي يتطلب مواجهته بمزيد من التربية الوطنية وفي ظل دور ريادي لمختلف المكونات الوطنية.. وهو الدور الذي للأسف الشديد لا نتذكره أو نتحدث عنه إلا في غمرة احتفالاتنا بأيامنا الوطنية..
وخلاصةً.. كل عام وشعبنا ووطننا ينعم بكل ثمار ثورته ووحدته واستقلاله.
|