الميثاق نت -

الثلاثاء, 28-نوفمبر-2023
د / محمد عبدالجبار المعلمي * -
شكل الاستقلال الوطني المجيد في الـ30 من نوفمبر 1967م منعطفاً مهماً في مسار الحركة الوطنية اليمنية وانتصار الثورة المباركة 26 سبتمبر و14 أكتوبر متوجاً وحدة نضال وكفاح أبناء الوطن الواحد رغم التشطير حينها، برحيل اخر جندي بريطاني من جنوب اليمن، ويعتبر ذلك اليوم المجيد المحطة الأبرز تاريخيا ووطنيا للعبور الى مرحلة التحرر والاستقلال والوحدة .

وكان انطلاق شرارة ثورة الرابع عشر من أكتوبر في زمن قياسي بعد انطلاق ثورة السادس والعشرين من سبتمبر تأكيداً لواحدية الثورة ووحدة الآمال والتطلعات لأبناء الشعب اليمني من أقصاه إلى أقصاه لتتوج سنوات الكفاح والنضال في الثلاثين من نوفمبر 1967م برحيل آخر جندي بريطاني وإعلان استقلال جنوب اليمن حينها .

حروف وكلمات تتكلم عن مسيرة كفاح طويل لسنوات كثيرة ليست مختزلة في أربع سنوات، لكنه نضال مستمر لأجيال طوال عقود من الزمن برغم بساطتهم وقلة التعليم وضنك المعيشة وقسوة الحياة في ذلك الوقت الا ان طبيعتهم الفطرية وإيمانهم القومي المترسخ في دمائهم رفضوا الاحتلال.

وللأمانة بينهم وكذلك القبائل هنا لابد من القول ان لا أحد يستطيع النكران ان للاستعمار في بلادنا فوائد فقد احتل بلادنا ونحن في قاع الجهل والتخلف القبيلة الواحدة يتقاتلون فيما بينها البين وقتال لا ينقطع على مستوى المناطق، قتال وجهل وتخلف وفقر يعم البلاد والعباد، اما الحياة المعيشية فحدث ولا حرج .

حيث استمرت الثورة المشتعلة منذ 14 أكتوبر 1963م حتى رحيل آخر جندي بريطاني من جنوب اليمن في 30 نوفمبر 1967م، حيث انطلقت هذه الثورة بعد أكثر من عام على ثورة 26 سبتمبر 1962م، التي اندلعت في شمال اليمن ضد الحكم الامامي البائد وقد تأثرت ثورة أكتوبر بنظيرتها الشمالية 26 سبتمبر حيث اصطف الثوار شمالاً وجنوباً من اجل طرد الحكم الإمامي والاستعمار البريطاني معاً .

واشتعل الكفاح الوطني الواحد لطلائع الثوار في الجنوب والشمال وتنادوا فيما بينهم رفضاً للاحتلال والحكم الامامي بعد ان وجدو الشعب في كافة ارجاء اليمن يعاني ويلات الاحتلال واوجاع الحكم البائد وآلام الجهل والفقر والمرض.

وتميزت ثورة 14 أكتوبر بأنها ثورة وحدوية يمنية خالصة، شارك فيها اليمنيون من مختلف ارجاء البلاد سواء من الجنوبيين او الشماليين، الذي هبوا من كل مكان من اجل الكفاح والنضال ضد الاحتلال البريطاني.

وعلى الرغم من محاولات دأب عليها الاحتلال البريطاني من اجل زرع الشقاق والتمزق والفرقة في صفوف اليمنيين جنوباً وشمالاً، الا ان واحدية المصير وتطلعهم للانعتاق من كل أصناف الظلم اجبرهم على ترك كل الخلافات والعمل صفاً واحداً من اجل تحقيق رغبات الشعب في طرد الاحتلال والتخلص من ويلات الاستعمار واوجاع المحتل الأجنبي .

وكانت فرحة جلاء المستعمر تلك الفرحة الكبيرة والعظيمة عندما هب جموع الشعب من كل المدن والقرى من جنوب اليمن ومن شماله معبرين عن سعادتهم لجلاء المستعمر البريطاني عن ارض جنوب اليمن ومازال عالقاً ذلك العلم الذي رفرف في سماء جنوب اليمن في ذاكرة واذهان كثير من أبناء الشعب اليمني فالثلاثون من نوفمبر ذكرى عزيزة على قلوبنا ولن تمحى ابداً من ذاكرة الشعب .

وهنا تعود مشاريع التقسيم والانفصال بذات الأهداف والطماع، وربما بدأت الأوضاع غير المستقرة لليمن في الصراع والحرب بعد احداث الربيع اليهودي المشئوم، فتلك البيئة هي من هيأت للأجندة الخارجية العمل بحرية على مشروع إعادة اليمن الى التقسيم والنزعات المناطقية التي ربما تبرز كرديف لحالة الفوضى السياسية في البلاد .

كانت ومازالت الوحدة على المستوى السياسي والاجتماعي والاقتصادي مشروع قوة لأي أمة من الأمم المختلفة كلياً في الأساس، وهذا لا ينطبق مطلقاً على اليمن فهي أمة ودولة واحدة عبر التاريخ وكل التباينات والاختلافات كانت مشاريع عابرة للقيمة الأساسية والمبدأ النضالي الراسخ، ففي الثورات اليمنية سواء ضد الامامة أو المستعمر تم انجاحها في نضال مشترك طويل حتى تحققت الوحدة اليمنية في 22 مايو 1990م الذي يمثل حدثاً تاريخياً كبيراً وعظيماً على مستوى العالم، ففي مثل هذه الأيام تكمن عظمة الشعوب مع عظمة الأيام التي تخلد فيها إنجازاتها الكبيرة .

وهنا ادعو الشعب اليمني بكل مكوناته السياسية والاجتماعية للاصطفاف والاتفاق وإنهاء الحرب وجعل مصلحة اليمن ووحدته وسيادته فوق كل اعتبار والمحافظة على المنجز التاريخي العظيم الوحدة اليمنية التي تمثل عز وكرامة الشعب اليمني، وتعزيز نضالاته المختلفة عبر التاريخ.

 

 

* عضو اللجنة الدائمة الرئيسية

رئيس فرع المؤتمر الشعبي العام
تمت طباعة الخبر في: الأحد, 08-ديسمبر-2024 الساعة: 10:29 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-65124.htm