الميثاق نت -

الإثنين, 27-نوفمبر-2023
فؤاد عبدالله حسين بن عطاف * -
في الثلاثين من نوفمبر 1967م أُعلن الاستقلال الوطني في جنوب الوطن ورحيل الاستعمار البريطاني وقيام جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية بعد احتلال دام 128 عاماً ..

وعلى الرغم من المقاومة الشعبية والانتفاضات المسلحة ضد التواجد الاستعماري إلا أن القوات الاستعمارية المدججة بالأسلحة المختلفة تمكنت من إخمادها نتيجة قلة إمكاناتها وعدم وجود أي دعم لها ..

في الخمسينيات ظهرت الحركة العمالية وتمكنت قياداتها من تسيير المظاهرات والمسيرات العمالية المنددة بالاستعمار والاحتلال والمطالبة بالحرية والاستقلال الوطني، وخروج المحتل من البلاد.. حينها واجه الاستعمار أكبر مسيرة جماهيرية اتجهت صوب المجلس التشريعي في كريتر شارك فبها الآلاف من جموع الشعب ..

بعد إعلان قيام ثورة السادس والعشرين من سبتمبر 1962م التي أكد أحد أهدافها على التحرر من الاستعمار تم تعيين الرئيس قحطان محمد الشعبي وزيراً للدولة لشئون الجنوب، وهو ما هيأ الظروف لقيام ثورة شعبية مسلحة ضد الاستعمار البريطاني البغيض..

كان شمال الوطن ملتقى تجمع الأحرار من أبناء المحافظات الجنوبية الذين توافدوا للدفاع عن الجمهورية وتلقوا الدعم لتفجير الثورة في الجنوب ..

في الرابع عشر من أكتوبر تحركت مجموعة من أبناء ردفان يقودهم الشهيد غالب بن راجح لبوزة إلى ردفان والدخول في معركة ضارية ضد القوات البريطانية من أعلى قمم جبال ردفان الشماء واستشهد في هذا اليوم البطل راجح بن غالب لبوزة..

ومع استمرار المواجهة التي لم تهدأ أعلن الكفاح المسلح ضد الاستعمار البريطاني وقواته بقيادة الجبهة القومية لتحرير الجنوب المحتل، ونقلت المعارك من الريف إلى مدينة عدن حيث تتواجد القاعدة العسكرية للقوات البريطانية وحتى يعرف العالم بقيام الثورة المسلحة والتي حظيت بتأييد ودعم القيادة في شمال الوطن ومصر عبدالناصر والجزائر ..

* كان الثوار والفدائيون يتلقون تدريباتهم العسكرية في معسكرات تعز وصنعاء وبعض المحافظات الشمالية وكان أغلبهم ممن توافدوا إلى الشمال للدفاع عن ثورة سبتمبر، كما تلقى البعض الآخر تدريباتهم في مصر، وتشكل إلى جانب الجبهة القومية لقيادة الكفاح المسلح تنظيم جبهة التحرير والتنظيم الشعبي، واشتدت المعارك طيلة سنوات الثورة ضد قوات الاحتلال، وكان أشدها في 11 فبراير 1967م عند إعلان بريطانيا تأسيس اتحاد الجنوب العربي بين مستعمرة عدن والسلطنات والمشيخات، واستشهد في هذا اليوم البطل الشهيد عبود الشرجبي..

 

باب المندب وهزيمة حزيران

في 5 يونيو 1967م مُنيت الأمة العربية ومصر بهزيمة من العدو الصهيوني وهو اليوم المعروف بيوم النكبة، وكان من أسباب الهزيمة وجود الاستعمار البريطاني في جنوب اليمن وسيطرته على باب المندب وهو ما سهل وساعد لضرب مصر..

 أثارت الهزيمة غليان الشعب اليمني والفدائيين والجيش العربي الجنوبي الذي انقلب على القوات البريطانية ودخل في معركة ضارية، وقام فدائيو الجبهة القومية وجبهة التحرير مسنودين بالشرطة المسلحة في 20 يونيو 1967م باحتلال مدينة كريتر بعد معارك مع القوات البريطانية وإحراق مركباتها مع الجنود التي كانوا عليها، وإغلاقها من بوابتيها المطلة من كريتر للمعلا، ومن المحكمة إلى خور مكسر، كما قام فدائيو الجبهة القومية بمطاردة جنود الاحتلال الذين قاموا بقتل الشهيد علي سالم يافعي من أعلى الجبل المقابل لجبل شمسان وتمكنوا من قتلهم، ثم قام الشعب بسحبهم إلى جولة ميدان زكو ولم تتمكن القوات البريطانية من الدخول إلى مدينة كريتر رغم محاصرتها لها 18 يوماً، وبعد استشهاد قائد الجبهة القومية عبدالنبي مدرم الذي اغتالته أيادٍ من جبهة التحرير واشتعال الاقتتال الأهلي بين الفدائيين وتركهم للجبهات تمكنت قوات الاحتلال التي تم استجلابها من إسكتلندا من الدخول إلى مدينة كريتر، وكانوا يلقبون بأصحاب الريش الأحمر، واستمر الاقتتال الأهلي بين الفدائيين إلى أن حسمتها الجبهة القومية بمساندة قيادة الجيش العربي وتم الاعتراف بالجبهة القومية كممثل شرعي ووحيد للجنوب واصدروا بياناً طالبوا فيه برحيل المستعمر ونيل الاستقلال ..

وفي أغسطس 1967م تمكنت القوات الشعبية للجبهة القومية مع جماهير الشعب في مناطق السلطنات والمشيخات من إسقاطها بيد الثوار وفرار السلاطين وتسليم السلطات للجبهة القومية، وبقيت قوات الاستعمار البريطاني في قاعدتها العسكرية في مدينة عدن بخور مكسر تتلقى الضربات الموجعة من قبل الفدائيين وخلالها تم طرد اليهود من عدن ..

وأمام الضربات الموجعة وقلق القوات البريطانية مما جرى لها من احراق مركباتها وجنودها، عجلت بريطانيا بالتفاوض مع وفد الجبهة القومية برئاسة قحطان محمد الشعبي الذين كانوا متواجدين في القاهرة للانطلاق إلى جنيف لإجراء المفاوضات مع وزير المستعمرات وإعلان الاستقلال وتسليم عدن للجبهة القومية ورفع علم جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية ..

ومنذ ليلة الثلاثين من نوفمبر 1967م ورحيل آخر جندي للمستعمر وإنزال العلم البريطاني ورفع العلم الجمهوري ظلت الجماهير تجوب بمسيرات شعبية شوارع وأحياء عدن حتى ظهر يوم الثلاثين ووصول وفد الاستقلال الوطني، وإعلان تشكيل الحكومة الوطنية على وقع فرحة الجماهير وأهازيجهم وترديدهم الأغاني الوطنية ..

 

رد الاعتبار لمصر

وعندما تحقق الاستقلال واستعاد الوطن باب المندب تمكنت القوات اليمنية في جنوب الوطن من مساعدة مصر في أكتوبر 1973م من خلال التحكم بالمضيق ومواجهة السفن الحربية التابعة للعدو الصهيوني، حتى تحقق النصر لمصر ورد الاعتبار لها من هزيمة 1967م..

 

* من مناضلي حرب التحرير
تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 04-ديسمبر-2024 الساعة: 07:38 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-65129.htm