الميثاق نت -

الجمعة, 15-ديسمبر-2023
أحمد‮ ‬الزبيري -
احتفالات شعبنا بمناسبة العيد الـ56 للاستقلال الوطني والذي كانت تتويجاً لتضحيات اليمنيين منذ أن دنس الاحتلال البريطاني بأقدام جنوده النجسة الأرض اليمنية عام 1838م وحتى قيام الثورة اليمنية "26 سبتمبر 1962، و14 أكتوبر 1963م"، والتي مثل الاستقلال الوطني التعبير المكثف لهذه النضالات ولتضحيات مناضلي الثورة اليمنية السبتمبرية الأكتوبرية، ليمثل الثلاثون من نوفمبر 1967م التجسيد الحقيقي لقدرة أبناء شعبنا بوحدتهم النضالية الوطنية على الانتصار في مواجهة الظلم والطغيان والغزاة والمحتلين الذين عادوا من جديد لتحقيق مؤامرات ومشاريع قديمة بأساليب جديدة تعتمد على التمزيق وإثارة الفتن عبر النعرات المناطقية والطائفية والمذهبية والجهوية والتي فشلت عبر الأزمات ومحاولة القوى الخارجية في تحقيق تلك المشاريع بالوسائل والأساليب الناعمة، ليأتي العدوان والحصار لفرض تلك الأجندة بالقوة وهو‮ ‬ما‮ ‬لا‮ ‬يمكن‮ ‬أن‮ ‬يقبل‮ ‬به‮ ‬شعبنا‮ ‬اليمني‮.‬
هذه المعاني والمضامين لبيان المؤتمر الشعبي العام بمناسبة الاستقلال المجيد الـ56، والذي حمل قراءةً واضحة لطبيعة الأخطار والتحديات وما يواجه شعبنا من أهداف بعضها يحاول إعادتنا إلى المشاريع الاستعمارية البريطانية التي رفضها وأسقطها اليمنيون والمتمثلة في الإمارات‮ ‬والسلطنات‮ ‬والمشيخيات‮ ‬الخاضعة‮ ‬للحماية‮ ‬البريطانية‮ ‬ولكن‮ ‬في‮ ‬صيغة‮ ‬اتحادية‮ ‬ماكرة‮ ‬تؤبّد‮ ‬احتلاله‮ ‬وسيطرته‮ ‬على‮ ‬موقع‮ ‬اليمن‮ ‬الاستراتيجي‮ ‬وثرواته‮ ‬وهذا‮ ‬ما‮ ‬رفضه‮ ‬الشعب‮ ‬اليمني‮ ‬من‮ ‬أقصاه‮ ‬إلى‮ ‬أقصاه‮.‬
وفي هذا السياق، حذَّر بيان المؤتمر مما يعمل عليه تحالف العدوان بمحاولة إعادة احتلاله بعض المحافظات، ويسعى إلى خلق كانتونات مناطقية في سياق توجُّه ثأري من انتصار شعبنا وثورته قبل 56 عاماً بنيل الاستقلال الناجز في ذلك اليوم الخالد.
وهنا تأتي أهمية الدعوة إلى حمل السلاح وطرد الغزاة والمحتلين من الأجزاء المحتلة والتي فيها يحاول المعتدون إعادة اليمن إلى ما كان عليه الوضع قبل ستة عقود، وهو ما لا يمكن أن يقبل به أبناء من قدموا التضحيات ومن قدموا أرواحهم في سبيل الحرية والوحدة والاستقلال.
وإزاء ما تعرضت له أمتنا من مؤامرات فإنه لا يمكن فصل ما جرى ويجري في اليمن عما حدث في أكثر من بلد عربي، وفي هذا كله تبقى القضية الفلسطينية هي القضية الرئيسية لكافة اليمنيين وللشعوب العربية والإسلامية.. واليمن كما في كل المراحل إلى جانب الشعب الفلسطيني هو ذاته‮ ‬اليوم‮ ‬في‮ ‬مواجهة‮ ‬ما‮ ‬تتعرض‮ ‬له‮ ‬فلسطين‮ ‬وغزة‮ ‬من‮ ‬مجازر‮ ‬ومذابح‮ ‬وحشية‮ ‬تهدف‮ ‬إلى‮ ‬تصفية‮ ‬القضية‮ ‬الفلسطينية،‮ ‬ليدعو‮ ‬المؤتمر‮ ‬الشعبي‮ ‬العام‮ ‬الدول‮ ‬العربية‮ ‬والإسلامية‮ ‬إلى‮ ‬إجهاض‮ ‬هذه‮ ‬المشاريع‮ ‬الهادفة‮ ‬إلى‮ ‬ذلك‮.‬
وهنا لابد من الإشارة إلى أن التحالف الذي يشن الحرب العدوانية للعام التاسع هو ذاته الذي يتعرض له شعبنا الفلسطيني في غزة لتصبح مخططات أعداء شعبنا وأمتنا واضحة، وعلى اليمنيين أن يفهموا المخاطر ويتوجهوا إلى الحوار وإيجاد صيغة تحفظ لهم سيادة ووحدة واستقلال وطنهم‮.. ‬والتاريخ‮ ‬لن‮ ‬يكرر‮ ‬نفسه‮.‬

تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 01:59 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-65194.htm