الميثاق نت -

الخميس, 14-ديسمبر-2023
سعيد‮ ‬مسعود‮ ‬عوض‮ ‬الجريري‮ *‬ -
قد‮ ‬نخشى‮ ‬من‮ ‬الوضع‮ ‬الراهن‮ ‬وتقلبات‮ ‬العصر‮ ‬في‮ ‬ظل‮ ‬الصراع‮ ‬القائم‮ ‬في‮ ‬منطقة‮ ‬الشرق‮ ‬الاوسط‮ ‬وفي‮ ‬مقدمته‮ ‬القضية‮ ‬الفلسطينية‮ ‬التي‮ ‬تتعرض‮ ‬لمؤامرة‮ ‬خبيثة‮ ‬بدأت‮ ‬بجرائم‮ ‬الإبادة‮ ‬في‮ ‬غزة‮..‬
ووسط تنفيذ المؤامرة نستغرب من الصمت العربي والإسلامي غير المبرر، رغم أن القمة الأخيرة التي عقدت في الرياض خرجت بقرارات تؤكد على كسر الحصار على غزة وبذل المزيد من المساعي لإيقاف العدوان والإبادة التي يتعرض لها المدنيون وفي مقدمتهم الأطفال والنساء..
حتى‮ ‬الآن‮ ‬لم‮ ‬نلمس‮ ‬أي‮ ‬تحرك‮ ‬لترجمة‮ ‬تلك‮ ‬القرارات‮ ‬وتنفيذها‮ ‬على‮ ‬الواقع‮ ‬في‮ ‬ظل‮ ‬استئناف‮ ‬الكيان‮ ‬الصهيوني‮ ‬عدوانه‮ ‬الإجرامي‮ ‬على‮ ‬غزة‮ ‬من‮ ‬جهة‮ ‬والضفة‮ ‬الغربية‮ ‬من‮ ‬جهة‮ ‬أخرى‮..‬
في ظل هذا المشهد نخشى أن يؤدي قادة الدول العربية والإسلامية نفس الدور الذي قام به "مستر نوبيف" المعروف بتآمره على القضية الفلسطينية كما تقول الوثائق السرية التي نشرت جزءاً منها الواشنطن بوست..
هذا‮ ‬الصمت‮ ‬المخزي‮ ‬يؤكد‮ ‬أن‮ ‬هناك‮ ‬من‮ ‬القادة‮ ‬من‮ ‬يؤدي‮ ‬نفس‮ ‬الدور‮ ‬من‮ ‬خلال‮ ‬التآمر‮ ‬على‮ ‬القضية‮ ‬الفلسطينية‮ ‬وتصفيتها‮ ‬والتماهي‮ ‬مع‮ ‬أهداف‮ ‬العدوان‮ ‬ومخططاته‮ ‬المعلنة‮..‬
الصمت العربي والإسلامي في ظل هذا الإجرام الصهيوني يكشف أن القضية الفلسطينية لم تعد من أولى الأولويات لديهم كما كانت سابقاً، بل أصبحت قضية هامشية لا تعني لهم شيئاً، لتبدو الصورة أن الشعب الفلسطيني أصبح وحيداً في مواجهة الغطرسة الصهيونية وجرائمه ومجازره..
أنا أثق أن الفلسطينيين لا يريدون دعماً عسكرياً من الأنظمة العربية والإسلامية وإنما يريدون تحركاً حقيقياً لوقف هذا الإجرام وكسر الحصار وقطع الدول المطبعة لعلاقاتها مع هذا الكيان الذي لا يعترف بقانون دولي ولا أمم متحدة ولا يحترم حقوق إنسان وقوانينها التي تحرم‮ ‬وتجرم‮ ‬استهداف‮ ‬المدنيين‮ ‬والمؤسسات‮ ‬الخدمية‮ ‬وفي‮ ‬مقدمتها‮ ‬الصحية‮..‬
نحن أمام مؤامرة لا تستهدف فلسطين وشعبها فحسب وإنما تستهدف المنطقة العربية بشكل عام وخاصة مصر.. ورغم أن الجميع يعلم ذلك إلا أننا نستغرب كل هذا الصمت وعدم التحرك المسئول الهادف لوقف هذا الكيان عند حده، وأثق إن كان هناك تحركاً حقيقياً لما تجرأت حكومة "نتن ياهو‮" ‬من‮ ‬استئناف‮ ‬عدوانها‮ ‬ومواصلة‮ ‬ارتكاب‮ ‬جرائم‮ ‬الإبادة‮ ‬ضد‮ ‬الفلسطينيين‮ ‬في‮ ‬غزة‮ ‬والعودة‮ ‬لاحتلالها‮..‬
والكلمة الأخيرة التي ينبغي قولها هنا إن الضمير العربي والإسلامي قد مات ولم يعد له وجود، كما أن قادة هذه الأنظمة لم يعد لديهم ما يفعلون سوى اطلاق التصريحات الإعلامية التي لا تسمن ولا تغني من جوع.
عاشت‮ ‬فلسطين‮ ‬حرة‮ .. ‬ولا‮ ‬نامت‮ ‬أعين‮ ‬قادة‮ ‬الخزي‮ ‬والعار‮.‬

‮* ‬عضو‮ ‬اللجنة‮ ‬الدائمة‮ ‬الرئيسية‮ - ‬رئيس‮ ‬فرع‮ ‬المؤتمر‮ ‬بمحافظة‮ ‬ارخبيل‮ ‬سقطرى
تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 02:47 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-65206.htm