أجرى الحوار : حسني شيلو - قال نائب الأمين العام لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني عوني أبو غوش إن الفصائل الفلسطينية تنظر لدعوة المؤتمر الشعبي العام بضرورة التوحد بأهمية خاصة.
وأكدأن الجبهة لن تتردد في التعاطي الايجابي معها كونها تنم عن مسئولية مشتركة.. وأشار عضو المجلس الوطني والمركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية الى أن المواقف اليمنية المساندة لفلسطين متقدمة على كثير من المواقف.. وأضاف: أن البعض مازال ينتظر نتائج العدوان على غزة.
الى الحصيلة:
* دعوة المؤتمر الشعبي العام مختلف الفصائل الفلسطينية إلى ضرورة التوحد وإنهاء حالة الانقسام.. ماذا تعني هذه الدعوة في هذا التوقيت؟
- نثمّن بكل تقدير الموقف اليمني المساند للوحدة الوطنية الفلسطينية وضرورة إنهاء الانقسام، وننظر بأهمية خاصة للدعوة اليمنية في هذا التوقيت الدقيق الذي تمر به القضية الفلسطينية مع استمرار حرب الإبادة الجماعية والتطهير العرقي ومحاولات الاحتلال الإسرائيلي والإدارة الأمريكية لتصفية القضية الفلسطينية وخلق تسويات بعيدة عن المسارات المتعلقة بالقضية الفلسطينية عبر ما يسمى السلام الإقليمي أو الإبراهيمي ومشاريع التطبيع التي قطعت شوطاً كبيراً فيها قبل السابع من أكتوبر.
نرحّب بمواقف ودعوة رفاقنا في حزب المؤتمر الشعبي العام وحرصهم الدائم على وحدة الصف والموقف الفلسطيني، وجبهة النضال الشعبي الفلسطيني لن تتردد أبداً بالتعاطي الإيجابي مع دعوة المؤتمر الشعبي العام وتؤكد دعمها وإسنادها لهذه الدعوة كونها تنم عن مسؤولية مشتركة، وهذه المواقف ليست غريبة على المؤتمر الشعبي الذي ربطتنا به علاقات تاريخية ووطيدة ومستمرة منذ عقود..
مع التأكيد أن كافة التطورات والمتغييرات التي طرأت منذ السابع من أكتوبر، باتت تتطلب تحمُّل الكل لفلسطيني مسؤولياته من أجل المحافظة على كافة المكتسبات التي تحققت ، وفي مقدمتها الحقوق الوطنية الثابتة لشعبنا الفلسطيني.
* كيف تقيّمون موقف اليمن الداعم للشعب الفلسطيني؟
- الشعب الفلسطيني يقدّر اليمن وشعبها الشقيق بهذه المواقف والتحركات المشهودة التي يعبر عنها كافة اليمنيين من كافة أطيافهم وانتماءاتهم، والقضية الفلسطينية هي قضية موحدة للكل اليمني، وهو ما نلمسه دائماً في كافة الفعاليات اليمنية المساندة لنضال شعبنا الفلسطيني، فرغم كل الظروف الراهنة والصعبة وما يعانيه اليمن من الآلام فإنهم يشاركون بزخم كبير وبمشاركة جماهيرية حاشدة في كل دعوة من أجل فلسطين، وهذا محل احترام وتقدير كبيرين من قِبلنا ومن قِبل شعبنا الفلسطيني الذي يرى في الشعب اليمني خير معين له في الظروف الصعبة وفي التحديات المصيرية التي يواجهها.
المواقف اليمنية متقدمة على كثير من المواقف، فمواقف البعض ما زالت خجولة وتنتظر نتائج العدوان، وقد صمت البعض صمت أهل القبور، فما يجري في فلسطين وما يرتكب من جرائم ومذابح وإبادة جماعية في قطاع غزة، وما يجري في القدس من إرهاب منظم من قبل الاحتلال وما تشهده الضفة الغربية المحتلة من عدوان يومي تأتي في سياق استراتيجية ممنهجة لحكومة اليمين الصهيوني المتطرف والفاشية والعنصرية وبالتالي امتداد لإرهاب الدولة الذي يمارسه الكيان الصهيوني بحق أبناء شعبنا الفلسطيني ومقدساته الإسلامية والمسيحية، في انتهاك صارخ لكل القوانين والأعراف والمواثيق الدولية والإنسانية.
* ما تقييمكم للتفاعل الإعلامي باليمن مع فلسطين؟
- هناك أهمية بالغة لدور الإعلام في مواكبة وتغطية ما يجري في فلسطين، ومن جانبنا نحيّي الإعلام اليمني الذي يلعب دوراً مميزاً في إحياء ودعم القضية الفلسطينية وتوثيق جرائم الحرب والعدوان الإسرائيلية بحق شعبنا، حيث نتابع باهتمام بعض الفضائيات اليمنية وبعض الصحف ومن ضمنها (الميثاق) التي تفرد مساحة واسعة في صفحاتها حول القضية الفلسطينية وتساهم في خلق وتعزيز الرأي العام اليمني للاصطفاف حول قضيتنا الوطنية التي تشكل الحلقة المركزية والعادلة ووضعها في المقام الأول على سلم أولويات الشعب اليمني الشقيق.
* ما رؤية القيادة الفلسطينية واتصالاتها الدبلوماسية نحو وقف العدوان ؟
- التحرك الفلسطيني السياسي والدبلوماسي لم يتوقف للحظة منذ بدء الحرب العدوانية على شعبنا، وقد تحركت القيادة الفلسطينية في كافة الاتجاهات وأجرت لقاءات واتصالات ومشاورات مع كافة القادة في العالم العربي وفي العالم، ومنظمة التحرير الفلسطينية أوفدت عدداً من قادة العمل الفلسطيني إلى العديد من البلدان لتحشيد المواقف العربية والدولية، وكذلك بعثة فلسطين في الأمم المتحدة تجري فعاليات متواصلة في الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن رغم ما يعتري هذه المؤسسات من ضعف وخلل نتيجة السياسات الاحتكارية الأمريكية والدور المتواصل للولايات المتحدة وإدارتها في افشال أي قرار أممي يدعو لوقف إطلاق النار في قطاع غزة وانهاء الحرب العدوانية والبربرية التي يشنها الاحتلال على المدنيين الأبرياء من أبناء شعبنا، حيث أقدم الاحتلال على ارتكاب مئات المذابح والمجازر الدمويّة التي راح ضحيتها ما يقارب 20000 شهيد غالبيتهم من النساء والأطفال إلى جانب وقوع إصابات بين أبناء شعبنا فاقت قرابة 70000 جريحاً وما يقارب أكثر من مليون وسبعمائة ألف نازح أجبرتهم جرائم الحرب بحق الإنسانية للخروج من منازلهم وأحيائهم التي دمرتها آلة الحرب الهمجية.
نحن نتطلع لدور أكثر فعالية للقيادة الفلسطينية بضرورة اتخاذ مواقف فلسطينية حاسمة في العلاقة مع الاحتلال وتنفيذ قرارات المجلس المركزي الفلسطيني بإنهاء العلاقات التعاقدية مع الاحتلال انطلاقاً من أن إجراءاته وعدوانه ومجنزرات دباباته قد داست على كل الاتفاقيات الموقعة ،وإعادة النظر بالمسار السياسي وصياغة رؤية سياسية برنامجية جديدة تحت إطار منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا، وهي دعوة لحركة حماس أيضاً لفتح صفحة جديدة وجدية في العلاقات الوطنية الداخلية وتعزيز مكانة المنظمة كجبهة وطنية عريضة تتسع لكافة ألوان الطيف الفلسطيني، ومن هنا فإننا ندعو لحوار وطني فلسطيني مسؤول لتنفيذ الاتفاقيات السابقة ووضع آليات وبرامج تعزز الوحدة الوطنية حفاظاً وحمايةً لمشروعنا الوطني من كل المؤامرات والدسائس،وذلك بتغلب التناقض الرئيس في مواجهة سياسات وإجراءات الاحتلال.
* ماذا يحدث في الضفة الغربية والقدس المحتلة برأيكم وهل هو استكمال للمخطط العدواني مع غزة ؟
- ما يجري في القدس والضفة الغربية هو استمرار لذات السياسات والإجراءات وأعمال العدوان والغطرسة الإسرائيلية بحق شعبنا،والذي يرتكز بالأساس لاستراتيجية الحكومة الإسرائيلية الفاشية "بحسم الصراع" والعدوان على قطاع غزة مستمر وقد ارتكب الاحتلال عدة حروب على القطاع، وهذا العدوان المستمر منذ 7 أكتوبر يندرج في إطار الحرب الاحتلالية المفتوحة والمتواصلة، والاحتلال الإسرائيليّ ينفّذ جرائم مروعة وفظيعة بحقّ شعبنا الفلسطيني ككل في غزة وفي الضفة الغربية بما فيها القدس.
حكومة الاحتلال الفاشية والعنصرية ائتلاف إرهابي للمهووسين وغلاة المستوطنين تمارس إرهاب الدولة المنظم، وسجل نتنياهو وأقطاب حكومته مليىء بالقتل والدمار وارتكاب جرائم الحرب ضد أبناء شعبنا، ويبدو أن الإفلاس السياسي الاسرائيلي، والأزمة الداخلية التي تعيشها حكومة نتنياهو جعلتها تتخبط بقراراتها السياسية والعسكرية بإعلانها الحرب على قطاع غزة وارتكاب كل هذه الجرائم العدوانية والتي لاقت دعماً واسناداً من حلفائها في الامبريالية العالمية بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية التي أضحت شريكاً واضحاً بهذه الحرب المجنونة، وعلى المجتمع الدولي تحمّل مسؤولياته بالإعلان الفوري والصريح عن رفض وادانة هذه الحرب العدوانية التي ارتقت إلى مستوى جرائم الحرب، واعتبار حكومة نتنياهو إرهابية، ووجودها يشكل خطراً على أمن وسِلم المنطقة، وتهديداً للسلام والاستقرار الدوليين كما جاء في الدعوة التي وجهها الأمين العام للأمم المتحدة الى مجلس الامن الدولي وفق المادة 99 من الميثاق التأسيس للأمم المتحدة، ويجب محاسبتها ومعاقبتها دولياً بفرض العقوبات ووقف التعامل معها وعزلها.
شعبنا مصمم على مواصلة النضال والدفاع عن نفسه مهما بلغت التحديات، ويقدم التضحيات في سبيل حماية مشروعه الوطني وحقه في الحرية والاستقلال وتقرير المصير وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، ونضال شعبنا لم ولن يتوقف إلا بكنس الاحتلال، وحق شعبنا في المقاومة حق مشروع ولا يمكن أن نقبل بأن توصف المقاومة الفلسطينية بالإرهاب، فالإرهاب هو الاحتلال والاحتلال هو مصدر الإرهاب في كل مكان وعلى العالم أن يعي هذه المسألة تماماً.
* هل ما زال الرهان على الإدارة الأمريكية قائماً بعد الفيتو الأمريكي ؟
- لا رهان ولا أوهام لدينا على الإدارة الأمريكية، فهي لم تستخدم الفيتو فحسب، بل وقفت وتقف في صف إسرائيل العدوانية وحربها البربرية ضد شعبنا الأعزل بل أبعد من ذلك منذ اللحظة الأولى أثبتت هذه الإدارة أنها شريك فعلي وحاضنة لإرهاب هذه الدولة، وهذه الإدارة كشفت حقيقتها وكشفت القناع عن وجهها البشع كحاضنة للإرهاب الدولي وأحد أهم أدواته الاحتلال الاسرائيلي باعتبار الكيان الصهيوني كياناً وظيفياً للإمبريالية الاستعمارية المتوحشة.
لم نراهن أبداً على المواقف والمبادرات الأمريكية وعلى الرعاية غير النزيهة للولايات المتحدة للعملية السياسية وعملية السلام التي دمرتها حكومات الاحتلال والإدارات الأمريكية المتعاقبة لعدم وجود المصداقية لديها، وأثبتت الإدارة الأمريكية وبدون أدنى شك أنها الحليف الاستراتيجي لربيبتها (إسرائيل) حيث حشدت أساطيلها وبوارجها الحربية لتقف إلى جانب العدوان في حرب الإبادة الجماعية ضد شعبنا لتشكل بذلك شريكاً مكتمل الأركان لحكومة الفاشية والعنصرية مما يفقدها أي دور في أي عملية سياسية قادمة، ولذلك دعونا وندعو مجدداً الى تحرير العالم من الهيمنة الأمريكية والاستمرار بخُطى واثقة لبناء نظام دولي جديد متعدد الأقطاب ورهاننا كبير على الدور المتقدم لجمهورية الصين الشعبية وروسيا الاتحادية وغيرهما للانضمام الى هذا التوجه الدولي لخلق حالة من التوازن والاستقرار وإعادة الأمل لشعوب العالم، وكذلك دعوتنا إلى إطلاق مؤتمر دولي للسلام لحل القضية الفلسطينية على أساس قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة برعاية دولية متعددة، وصولاً لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة مترامية الأطراف على حدود الرابع من حزيران وعاصمتها القدس وعودة اللاجئين إلى ديارهم التي هُجروا منها.
* ما تقييمكم للمواقف العربية والدولية والشعبية؟
- نثمّن التحرك الجماهيري الواسع على مستوى العالم والذي يشكل تحركاً شعبياً كبيراً وغير مسبوق والذي بدأ يلقي بظلاله على الدول بما في ذلك على دول محور الشر الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية والتي أصبحت شريكاً فعلياً في تنفيذ العدوان البربري والهمجي، ونحن على أعتاب مرحلة جديدة، فما بعد 7 أكتوبر ليس كما قبله على كافة الصعد والمستويات، فما جرى أعاد للقضية الفلسطينية اعتبارها وأوصل شعوب العالم بما في ذلك دول العالم والمنظومة الدولية على أن لا أمن ولا استقرار في المنطقة دون إيجاد حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية على قاعدة إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس وعودة اللاجئين.
ما تشهده كافة بلدان العالم والعالم العربي يشكل انتصاراً لعدالة القضية الفلسطينية وصوت الجماهير الشعبية في كل مكان جاء داعماً ومسانداً لكفاح الشعب الفلسطيني، وهذه المواقف لها أهمية كبيرة وهي تؤثر في بلورة رأي عام جديد وعلينا ان نتملك أدوات للتواصل مع كل هذه القطاعات بتنمية وتطوير العلاقات مع كافة الأحزاب التقدمية واليسارية والاتحادات الشعبية والمهنية والمنظمات النقابية والقوى العمالية في مناهضة الامبريالية والفاشية الصهيونية وتشكيل جبهة أممية في مواجهة الحرب.
الرهان دائماً على الشعوب الحرة والحيّة التي عبرت عن إرادتها المستقلة وعن وعيها الإنساني والقيمي والطبقي وخرجت عن بكرة أبيها في مظاهرات حاشدة بالملايين ومئات الآلاف في كافة عواصم ومدن العالم والتي تُوجت قبل أيام بالإضراب العالمي العام الذي عم كافة البلدان تعبيراً عن تضامن كافة شعوب العالم مع الشعب الفلسطيني ومع ضحايا الحرب العدوانية في غزة، وهذا تطور كبير في النضال الشعبي الذي لم يشهده العالم منذ عقود.
|