راسل القرشي - * بكل وضوح صرح "النتن ياهو" أن أهدافه من اجتياح غزة وتدميرها واستهداف المدنيين ليس القضاء على حماس - وهو ما لا يمكن أن يتحقق - وإنما تصفية القضية الفلسطينية بشكل عام، ومهاجمة الضفة الغربية كما يفعل حالياً في غزة وتجاوز اتفاقيات أوسلو التي اعتبرها خطأ لم يكن ينبغي أن يحدث.!!
تصفية القضية الفلسطينية تعني إنهاء الحديث عن فلسطين كدولة، لا بحدود 1967م كما نصت الاتفاقيات الدولية ولا قبلها ولا بعدها، وتهجير الفلسطينيين من أرضهم..
في موضوع سابق لي - أي قبل حوالي الشهر من الآن ونُشر بـ"الميثاق" - أشرتُ إلى أن المخطط أكبر من غزة وحماس، وأن"النتن" وحكومته سيجتاحون الضفة الغربية بعد انتهاء مهمتهم في غزة، وإنهاء كل شيء يتعلق بـ"أوسلو"، وناشدت رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أن يُقدم على حل السلطة ويترك الأمر للمقاومة، كون الصهيوني لا يريد سلاماً ولن يقبل بالفلسطينيين بجواره ولا يفهم غير لغة المقاومة..
ولكن ما عسانا أن نقول اليوم لعباس وسلطته التي يتمسك بها، بعد أن صرّح "النتن" بذلك علناً وكشف عن نواياه الخبيثة وهدفه الأكبر ؟!
* لا حماس ولا مقاومة ولا سلطة ولا حقوق للفلسطينيين في غزة والضفة الغربية ولا حتى أوسلو، وبعبارة أكثر وضوحاً لا دولة فلسطينية الآن أو مستقبلاً..
وأنا هنا لن أتحدث عن الدور الذي ستقوم به الأنظمة العربية بعد تلك التصريحات "النتنة"، كونها تدرك ومنذ البداية أهدافه ومخططه الكبير الرامي إلى إنهاء وجود الشعب الفلسطيني في غزة والضفة، وظلت قياداتها تطلق التصريحات الرافضة لتهجير الفلسطينيين وتصفية القضية الفلسطينية، ليأتي "النتن" ويضعها بتصريحاته المعلنة اليوم أمام الأمر الواقع !!
الأنظمة العربية ومعها الإسلامية التي لم تستطع كسر الحصار عن غزة وإدخال المساعدات، لن تقوم بأي ردة فعل، وستستمر في إطلاق التصريحات الفارغة المنددة والمستنكرة التي لا تسمن ولا تغني من جوع !!
كما أن تصريحات "النتن" ليست انتخابية أو محاولة منه للتخفيف عن غضب شعبه عليه، وإنما تأكيد للمخطط الكبير الذي يختلج في صدور قيادات الكيان الصهيوني بشكل عام، وقد سبقه في ذلك وزير "التراث" في حكومته الذي دعا إلى ضرب قطاع غزة بقنبلة نووية وإبادة الفلسطينيين هناك.!!
* إنْ كان محمود عباس يظن أن الأنظمة العربية والإسلامية ستفعل شيئاً للرد على تصريحات "النتن" وقيادات حكومته التصفوية للفلسطينيين والوقوف ضدها بكل قوة فهو مخطئ، وما يحدث في غزة من جهة، وفي الضفة من قبل المستوطنين من جهة أخرى أكبر دليل على أنها لم ولن تفعل شيئاً !
لقد دخلت الأجهزة الأمنية والعسكرية قبل أيام إلى وسط مدينة رام الله - حيث القيادة والسلطة الفلسطينية - لضبط عدد من المطلوبين أمنياً كما قالت، ولم تقم سلطة عباس وأجهزتها بأي ردة فعل وكأنها ميتة أو لا وجود لها مطلقاً، بل ذهبت كعادتها لتقديم شكوى للأمم المتحدة !!
فما الذي ينتظره محمود عباس وسلطته بعد الإبادة التي يتعرض لها الفلسطينيون في غزة وإهانته في مدينة رام الله وما يحدث في جنين، وبعد تلك التصريحات التصفوية "النووية" للقضية والسلطة الفلسطينية ؟!
* تصريحات "النتن" أكدت بكل وضوح نوايا الاحتلال الواقعة والمتوقعة وسعيه لترسيخ وجوده وتمدده في الاراضي الفلسطينية كلها..
ولا توجد أي خطوة أخرى ينبغي على عباس وسلطته اتخاذها الآن سوى تجاوز اتفاقيات أوسلو، والانتقال إلى مربع المقاومة الشاملة وحشد كافة الطاقات لمواجهة الاحتلال ومستوطنيه حتى تحرير الأرض، وتحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني في إقامة دولته الحرة وعاصمتها القدس..
الفلسطينيون اليوم في معركة وجودية أمام الاحتلال وقياداته الذين لا يفهمون سوى لغة القوة، وبدونها فلا ينتظر عباس من الإدارة الأمريكية الداعمة الرئيسة لحكومة الكيان أو غيرها فِعْلَ شيء ينتصر لفلسطين وشعبها الحر المجاهد.
|