الميثاق نت -

الإثنين, 01-يناير-2024
مطهر‮ ‬الأشموري -
لم‮ ‬تعد‮ ‬من‮ ‬أهمية‮ ‬للانشغال‮ ‬بما‮ ‬إذا‮ ‬كانت‮ ‬أميركا‮ ‬إسرائيلية‮ ‬أو‮ ‬أن‮ ‬إسرائيل‮ ‬أميركية،‮ ‬فبينهما‮ ‬ارتباط‮ ‬عضوي‮ ‬مصالحي‮ ‬كامتداد‮ ‬لبريطانيا‮ ‬ووعد‮ "‬بلفور‮"..‬
أن‮ ‬تكون‮ ‬إسرائيل‮ ‬هي‮ ‬ولاية‮ ‬أميركية‮ ‬أو‮ ‬يكون‮ ‬اللوبي‮ ‬الصهيوني‮ ‬هو‮ ‬الذي‮ ‬يحكم‮ ‬أميركا،‮ ‬فالأمر‮ ‬سَيَّان‮ ‬والنتيجة‮ ‬واحدة‮ ‬ولاتستحق‮ ‬جهداً‮ ‬للانشغال‮ ‬بها‮..‬
ربما هناك أسئلة أو تساؤلات لاتريد أطرافاً مؤثرة ومختلفة ومتأثرة أن تطرح مثل ماعلاقة ماجرى في أفريقيا ومنها السودان وصولاً إلى فلسطين وغزة كمحورية بالصراع الدولي ربطاً بقطبية أحادية وبنظام تعدد الأقطاب؟..
فأميركا والغرب كأنظمة موقفها محسوم مسبقاً مع إسرائيل، وهم في عِداء دائم ومستمر مع الشعب الفلسطيني، وبالتالي فتهمة أو " كوفية" الإرهاب هي حاجته لهذا الموقف للسير في إكمال إبادة وتهجير ماتبقَّى من الشعب الفلسطيني..
فالإرهاب هو صناعة أميركية كما "كورونا" وإن أُعطيت أدواراً في ظاهر الصناعة والتصنيع لأسلمة ومسلمين كما قال ولي عهد السعودية "محمد بن سلمان": (نحن صنعنا الإرهاب لتنفيذ طلب أميريكي)، وبالتالي فالوجهان المتضادان " الإرهاب والحرب ضد الإرهاب" هما وجها اللعبة الأميركية‮ ‬التي‮ ‬انفضحت‮ ‬عالمياً‮ ‬وبات‮ ‬استعمالها‮ ‬مستهجناً‮ ‬وممجوجاً‮ ‬عالمياً‮..‬
هذه الألعاب الأميركية بالإمكان أن تمر أو تمرر في أي مكان في العالم، لكن بات يستحيل تمريرها في فلسطين بتلبيسها لياسر عرفات أو لحماس أو لغيرهما، لأن فلسطين الحق والحقيقة والقضية والمظلومية فوق مثل هذه الألعاب والخداع الأميركي الذي استهلك الذكاء بكثرة " التذاكي‮" ‬وبات‮ ‬الإصرار‮ ‬على‮ ‬أي‮ ‬تمرير‮ ‬له‮ ‬أو‮ ‬تبرير‮ ‬به‮ ‬إنما‮ ‬يمثل‮ ‬أعلى‮ ‬سقف‮ ‬للغباء‮..‬
إن مسلسل الخداع الأميركي الغربي سار في التغوُّل والتحول إلى خداع الشعوب الأميركية والغربية في تضليل استدام ودام لأكثر من سبعة عقود، وانفضاح هذا التضليل والخداع هو بين أهم العوامل التي حركت العامة في أميركا والغرب لمناصرة فلسطين القضية والمظلومية، فهذه الشعوب ضُللت وصدقت التضليل وسارت في تفعيله ومفاعيله كما ضُللت مجاميع كبيرة من شعوبنا لأكثر من عقد بأن الجهاد ـ كما سُمي ـ في أفغانستان والشيشان هو إسلام وجهاد إسلامي وهو جهاد مع أميركا ومن أجلها لاعلاقة للإسلام به سوى علاقة الاستعمال " البديل للاستعمار"..
ما سُمي بالجهاد في سوريا بعد 2011م وما تسميه أميركا الإسرائيلية أو إسرائيل الأميريكية الإرهاب في غزة ربطاً بـ "حماس" ، هو المتضاد لوجهي اللعبة الأميركية، لأن هذه اللعبة الإرهاب والحرب ضد الإرهاب ولديها القدرات والأدوات المساعدة لأداء أدوار فيما بات يُعرف بالمسرح‮ ‬الحي‮ ‬كسياسة‮ ‬دولية‮ ‬بعد‮ ‬الاستفراد‮ ‬والهيمنة‮ ‬الأميركية‮ ‬منذ‮ ‬اندثار‮ ‬الاتحاد‮ ‬السوفييتي‮ ‬وتدشين‮ ‬هذا‮ ‬المسرح‮ ‬العالمي‮ ‬بما‮ ‬عُرفت‮ ‬بأحداث‮ ‬سبتمبر‮ ‬2011م‮..‬
ولهذا فإننا في حالة غزة و"حماس" نقول لأميركا إن الزمن والمتغيرات تجاوزا هذه الُلعب والتلاعب الأرعن والأعور وأن وَقْع المتغيرات الدولية والعالم متعدد الأقطاب هو الذي بات يضبط إيقاع التطورات الدولية، وإذا أميركا باتت عاجزة - والحالة واضحة ـ عن استمرار تفعيل هذه‮ ‬اللعبة‮ ‬واستمرائها،‮ ‬فذلك‮ ‬لم‮ ‬يعد‮ ‬يقدم‮ ‬سوى‮ ‬هذا‮ ‬العجز‮ ‬الأمريكي‮ ‬المتراكم‮ ‬القائم،‮ ‬وهي‮ ‬بهذا‮ ‬تسير‮ ‬بوعي‮ ‬أو‮ ‬بدونه‮ ‬إلى‮ ‬تآكل‮ ‬وانهزام‮ ..‬
فضائح‮ ‬وانفضاح‮ ‬أميركا‮ ‬هو‮ ‬مابات‮ ‬يهزمها‮ ‬ويقدم‮ ‬تخبُّطها‮ ‬واهتراءاتها،‮ ‬والمتغيرات‮ ‬الدولية‮ ‬لم‮ ‬تعد‮ ‬غير‮ ‬مكمّلة‮ ‬لهزيمة‮ ‬وانهزام‮ ‬أميركا‮ ‬من‮ ‬داخلها‮ ‬ومن‮ ‬فكرها‮ ‬وتفكيرها‮ ‬الشيطاني‮ ‬التشطيني‮..‬
هذه‮ ‬الإبادة‮ ‬الجماعية‮ ‬لأطفال‮ ‬ونساء‮ ‬غزة‮ ‬ستُضاف‮ ‬إلى‮ ‬إجرام‮ ‬وجرائم‮ ‬أميركا‮ ‬ربطاً‮ ‬بإسرائيل،‮ ‬ويعني‮ ‬أن‮ ‬على‮ ‬أميركا‮ ‬أن‮ ‬تنتظر‮ ‬المحاكمة‮ ‬بدلاً‮ ‬من‮ ‬غثاء‮ ‬التخبط‮ ‬والغوغاء‮..‬
منذ تفتح وعيي ومعرفة أميركا، لم أرَها في حياتي لا بهذا الضعف ولا بهذا الغباء، والأسوأ هو أن تظل تتصور هي ـ أو أن تصوّر للآخرين ـ أنها مازالت الأقوى والأذكى.. وما هكذا ياسعد تُورَّد الإبل..!!
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 18-يوليو-2024 الساعة: 05:36 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-65277.htm