الميثاق نت -

الجمعة, 29-ديسمبر-2023
أحمد‮ ‬الزبيري -
أمريكا تُصر على استمرار الحرب العدوانية ضد الشعب الفلسطيني في غزة، وسفك الدم الفلسطيني ووضع ما تُسمى منطقة الشرق الأوسط في حالة توتر تحمل خطر تدحرج الأمور نحو حرب إقليمية وربما ما هو أبعد، وهذا يمكن استنتاجه من قرار مجلس الأمن الذي انتهى إليه بعد سعي الولايات‮ ‬المتحدة‮ ‬إلى‮ ‬تعديله‮ ‬عبر‮ ‬ضغوط‮ ‬شديدة‮ ‬وصلت‮ ‬إلى‮ ‬حد‮ ‬لَيّ‮ ‬الأذرع‮ ‬كما‮ ‬قال‮ ‬المندوب‮ ‬الروسي‮ ‬في‮ ‬المجلس‮.‬
القرار بما تضمنه من عبارات غامضة وفضفاضة يصب لمصلحة كيان العدو الصهيوني خاصةً وأن زيادة المساعدات الإنسانية لسكان قطاع غزة العَطْشَى والجَوْعَى والمرضى خاضع للإرادة الإسرائيلية، ودخوله من معبر كرم أبو سالم الذي يسيطر عليه الاحتلال، أو من معبر رفح بعد تحديد إسرائيل ما الذي يجب أن يدخل إلى غزة وما الذي لا يجب الأمر الذي يضع غزة تحت رحمة هذا الكيان.. وأمريكا التي تقود هذا العدوان هي من أعطت القرار هذه الصيغة ورفضت أن تشرف هيئة يشكلها الأمين العام للأمم المتحدة على حجم ونوعية وكمية هذه المساعدات التي يحتاجها القطاع‮.‬
وهنا يبرز السؤال.. هل تهدف أمريكا من خلال هذا القرار للضغط على المفاوض الفلسطيني في القاهرة للقبول بما تريده إسرائيل وتحقيق ما عجزت عنه القوات الصهيونية الفاشية في الميدان عبر السياسة؟.. بكل تأكيد المقاومة الفلسطينية بقيادة حماس لن تقبل ذلك ولن ترضخ له وهذا‮ ‬يعني‮ ‬استمرار‮ ‬المواجهة‮ ‬واتساعها‮ ‬لأن‮ ‬هذا‮ ‬التوجه‮ ‬هو‮ ‬الخيار‮ ‬الوحيد‮ ‬الذي‮ ‬وضعته‮ ‬الولايات‮ ‬المتحدة‮ ‬أمام‮ ‬الشعوب‮ ‬وحركات‮ ‬المقاومة‮ ‬في‮ ‬المنطقة‮.‬
ما يقوم به اليمن في البحر الأحمر مرهون بموقف المقاومة الفلسطينية ومرتبط بوقف العدوان ورفع الحصار عن أهلنا في غزة، وبدون ذلك سيستمر الحصار للكيان الصهيوني وستستمر الضربات على السفن التي تحاول التوجه إلى موانئ فلسطين المحتلة، وكذلك إطلاق الصواريخ والمُسيَّرات لتوجيه ضربات لأهداف داخل الكيان الصهيوني، وقياساً على هذا سوف تتطور العمليات العسكرية في كل محور المقاومة، والمؤشر الأهم هذه المرة جاء من العراق بضرب -كما تقول بيانات المقاومة العراقية- هدفٍ في البحر المتوسط وفي ميناء أم الرشراش (إيلات).
الكثير من المراقبين والمحللين يذهبون إلى أن أمريكا لا تريد توسيع المواجهة ودخولها بشكل مباشر وأن كل ما تقوم به من تحالفات وتهديدات هدفها الضغط لإنقاذ إسرائيل من نفسها، ولكن ليس كل ما تخطط له أمريكا ينجح وقد تنزلق الأمور إلى حرب شاملة.. وكل القوى التي تواجه أمريكا ومشاريعها والكيان الصهيوني ليس لديها ما تخسره بل ما تكسبه أياً كانت مستويات ومديات هذه المواجهة، ولو كانت أمريكا وتحالفها الغربي على يقين أن توسيع المواجهة لصالحها لما تأخرت ولكن علينا التحسب لأسوأ الاحتمالات، ولا يُستبعَد أن تنخرط قوى عالمية لم تَعُدْ المواجهة بينها وأمريكا خافية، ونعني بدرجة رئيسية الصين وروسيا.. وبغض النظر عن التقديرات والتضحيات التي قد تكون كبيرة إلا أننا على يقين أن النصر لفلسطين ولكل المستضعفين والمظلومين من العرب والمسلمين، وأمريكا تريد ولكن لله مَشيئَة وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ‮..‬
تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 03:02 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-65293.htm