الميثاق نت -

الخميس, 04-يناير-2024
يحيى علي نوري -
من الأمور التي تبعث على الاندهاش والاستغراب أننا وفي ظل العدوان الإسرائيلي على أهلنا في غزة نسمع من وقت لآخر عن ارتفاع منسوب الخلافات والتباينات العربية حول الوضع المزري القائم في غزة..
خلافات لا تعكس سوى أن عرب اليوم يعانون من نزيف حاد في مسئوليتهم القومية وإلى حدود افتقدت معها تماماً عُرى الأخوة والشعور بالمصير المشترك، وذهب الجميع وراء قراءات ومواقف متعددة للمشهد الفلسطيني، وكل يحاول ان يؤكد مصداقية وصواب موقفه
وفي توقيت خطير يرتفع فيه في كل لحظة منسوب عدد الضحايا الذين تجاوزوا الـ20 ألف شهيد..
وهذا لاريب جزء من المأساة التي يعاني منها الشعب الفلسطيني جراء الموقف العربي المتخاذل والعقيم، حيث نجد المأساة أفظع مع استمرار الخلافات والتباينات الفلسطينية- الفلسطينية التي ما زالت الكثير من القوى الفلسطينية تتمترس وراء مواقفها، بالرغم من هول الأزمة وهو ما عبر عنه لصحيفة "الميثاق" الرفيق فهد سليمان نائب الأمين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين في حواره المنشور في العدد الماضي والذي اعترف خلاله بعدم قدرة الفصائل الفلسطينية على بلوغ حوار وطني شامل وملزم يخرج الشعب الفلسطيني من واقعه وينقذه من كافة التداعيات الخطيرة للاحتلال أو للمواقف العربية المهزوزة..
ولا ريب أن عدم قدرة الفلسطينيين على بلوغ هذا الهدف الاستراتيجي والذي ينبغي أن يكون من أولوياتهم التي لا تقبل الإرجاء، مهما كانت الصعوبات والمبررات والحيثيات قد مثل أحد من أسباب التباينات العربية وهي تباينات تحتمي أيضاً وراء إطارات فلسطينية، أصبح لكل منها شركاؤها الإقليميون
الذين لَطالما يلعبون على وتر الخلافات الفلسطينية، بل واعتبارها السبب الرئيس لتشكُّل الواقع العربي المؤلم..
كما أن تعدد القراءات العربية والفلسطينية للمشهد الراهن في غزة قد صرف الجميع عن النظر للعدو الإسرائيلي والبحث عن الموقف الأكثر قوة وعنفواناً لإيقاف عربدته وآليات الموت التي يواصل بها قتل الآلاف من الفلسطينيين..
كما أنه يتم على حساب قراءة الداخل الإسرائيلي واستشراف كلفة بواطن الضعف التي يمر بها حالياً في ظل حالة الصمود الاسطورية لشعبنا في غزة..
خلاصةً.. إن هذا الاعوجاج العربي والفلسطيني في الرأي والموقف في ظل كل ما يعتمل من قتل وتدمير يزيد من غطرسة العدو ويطيل من عمره أكثر وأكثر.
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 18-يوليو-2024 الساعة: 05:15 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-65313.htm