الميثاق نت -

الخميس, 04-يناير-2024
راسل القرشي -
* المضحك والمثير للسخرية أن نسمع القيادات الصهيونية وهي تتحدث عن الإرهاب ومحاربته وتتهم المقاومة الفلسطينية بممارسته، كونها تكافح وتناضل هذا المحتل الغاصب للأرض الفلسطينية منذ 75 عاماً..!
الإرهاب لدى الكيان الصهيوني المحتل - وكما تقول قياداته - يتجسد بالمقاومة الفلسطينية، التي تمثل لها خطراً كبيراً - كما يقولون - يجب إزالته وإنهاؤه..!
السياسة الصهيونية مستوحاة أو هي طِبْق الأصل من السياسة الأمريكية، التي تتخذ من الإرهاب وسيلة لتحقيق أهدافها ومصالحها..

إن سياسة الإدارة الأمريكية داعمة لقوى الإرهاب وجماعاته وقد اتخذت منهم أداة لتنفيذ مخططاتها الإرهابية والإجرامية بحق الدول والشعوب الرافضة لها ولتوجهاتها التدميرية الاحتلالية في المنطقة وفي مختلف أنحاء العالم..

* هذه السياسة وَجدت في مسمى الإرهاب غايتها للتدخل في شئون البلدان الأخرى وإخضاعها أو محاربة تلك البلدان التي ترفض الانصياع لتوجهاتها وخاصة منذ الحدث الأبرز الذي ضرب برجي التجارة العالمية في نيويورك في الـ 11 من سبتمبر 2001م والذي لا يمكن نسيانه أو تجاوزه والقفز عليه كونه كشف القناع عن الوجه الحقيقي للإرهاب وداعميه ومموليه وقادته.

صنعت الإدارة الأمريكية هذا الحدث لتجد الباب الذي تدخل منه لشئون البلدان التي تعارضها في التوجه والمسار مُشرعاً، فبدأت بتجنيد وتمويل الجماعات الجهادية والتنظيمات الإرهابية في أكثر من منطقة ومكان في العالم وخاصة العربية والإسلامية، ومدها بالأسلحة والأموال.. أضف إلى ذلك تعيين قيادات تلك الجماعات الإرهابية، وكل ذلك من أجل حماية الكيان الصهيوني والعمل على توسعه وتمدده ليشمل مناطق أخرى لا تقع تحت احتلاله حالياً..!!
لقد قادت أحداث 11 سبتمبر إلى التوجه صوب محاربة الإرهاب في أكثر من بلد.. ورغم تلك التوجهات العالمية إلا أن الإرهاب نما وتوسعت أعماله لتعم أكثر من دولة في مختلف أنحاء العالم.. وليصبح الإرهاب وجماعاته القضية التي تشغل العالم.. وذهبت التحليلات والكتابات الموظَّفة أمريكياً لتتهم بعض الدول بدعم الإرهاب بما يحقق أهداف ومصالح الإدارة الأمريكية، وليس عنا ببعيد اتهامها روسيا بالإرهاب..!!
* اليوم تدَّعي قيادات الاحتلال الصهيوني محاربتها الإرهاب الذي تتعرض له من أصحاب الأرض الذين يخوضون نضالاً ثورياً على طريق طرد المحتل وتحرير أرض فلسطين المغتصبة منذ أكثر من 75 عاماً..!
هذه هي السياسة الأمريكية التي تطبقها الآن ربيبتها الصهيونية بحق الشعب الفلسطيني أصحاب الحق والأرض، ظناً منها أن ورقة الإرهاب ستُضعِف قوى المقاومة الفلسطينية المواجهة لعدوانها على غزة واحتلالها فلسطين وكسر إرادتها، غير مدركةٍ أنها بهذه الترهات تزيدهم قوة وإصراراً على النضال والكفاح في مواجهة كل أشكال وصور الإرهاب الصهيوني المُمارَس في فلسطين منذ وطأت قيادات هذا الكيان أرض فلسطين الطاهرة وبدعم معلن ومباشر من الإدارة الأمريكية والبريطانية والألمانية دون خجل..
الكيان الصهيوني هو من يمارس الإرهاب في فلسطين .. هو من يقتل ويبيد شعباً بشتى أنواع الأسلحة وخاصة المحرمة دولياً، وهو من يطالب بتهجيرهم من أرضهم وكل ذلك على مرأى شعوب العالم أجمع التي عرفت من هو صاحب الحق ومن هو المحتل الإرهابي الغاصب لفلسطين؟!..
* شاهدوا ما يحدث في غزة منذ قرابة ثلاثة أشهر وسيَتَبَيَّن لكم المفهوم الحقيقي للإرهاب ومن يمارسه ومن يدعمه ويموله، وكيف يرد قادته على من ينتقد جرائمه الإرهابية، ويطالب باحترام القانون الدولي ووقف الإبادة الجماعية التي يتعرض لها الفلسطينيون في غزة والضفة الغربية على حدٍّ سواء..!!
الإدارة الأمريكية الصهيونية ومعها النظام البريطاني وأنظمة الزيف والخداع التابعة لهما هي من أوجدت هذا الكيان الصهيوني الإرهابي وزرعته في فلسطين وهي من تدعم توجهاته وجرائمه الإرهابية بحق أبناء فلسطين، وهي وراء وجود الجماعات الإرهابية وفي مقدمتها تنظيم القاعدة وداعش وجبهة النصرة وغيرها من التنظيمات والجماعات التي تم إنشاؤها لتنفيذ الأجندة الغربية المعروفة والتي نشهد تفاصيلها منذ سنوات، وكل ذلك
لتوفير الحماية الكاملة للعدو الإسرائيلي واجتزاء مناطق أخرى مجاورة لاسيما من مصر والأردن وسوريا، وهذا ما نسمعه من قيادات هذا الكيان كثيراً في هذه المرحلة..!
نحن أمام عدو أوجد الإرهاب وصنعه ونراه يمارسه بوضوح في فلسطين، ومن أجل ذلك ستواصل المقاومة الفلسطينية نضالها وكفاحها ضد الإرهاب الصهيوني حتى يتم طرده من الأرض ورميه إلى مزبلة التاريخ غير مأسوف عليه.
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 18-يوليو-2024 الساعة: 05:18 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-65315.htm