الميثاق نت -

الإثنين, 08-يناير-2024
مطهر تقي -
منذ ثورة الإمام الخميني الاثنى عشري ضد شاه إيران العلماني عام 1979م والخطاب الديني يركز على تحرير القدس من أيدي الاحتلال الإسرائيلي الربيبة الأولى للاستكبار الأمريكي..
وأطلق الإمام الخميني من ذلك التاريخ شعاره وصرخته الموت لأمريكا الموت لليهود وقام بإنشاء فيلق القدس العسكري المزود بكافة الأسلحة ليكون رأس الحربة لتحرير الأقصى ورفع المظلومية عن المستضعفين من أبناء فلسطين، كما سمَّى آخر جمعة من كل شهر رمضان بجمعة القدس ليذكّر المسلمين بالقدس ووجوب تحريرها..
وقام بعد ذلك الإمام الخامئني ومعه قاسم سليماني الرجل الأسطورة بنسج علاقات مع منظمة حماس في غزة وتزويدها بالسلاح والخبرات العسكرية التي مكنتها من الاعتماد على نفسها في التصنيع الحربي (كما فعلت مع حزب الله في لبنان وأنصار الله في اليمن) كما صرح بذلك يحيى السنوار ،
وحين قام الفلسطينيون بقيادة منظمة حماس بغزة بزلزال السابع من أكتوبر الماضي الذي زلزل القيادة السياسية والعسكرية والإسرائيلية وزلزل الكيان الإسرائيلي من جذوره كانت القيادة السياسية لجمهورية إيران الإسلامية(زعيمة محور المقاومة ضد إسرائيل والهيمنة الأمريكية) ابتداء بوزير الخارجية ورئيس الجمهورية ومرشد الجمهورية أكثر من اي قيادة عربية أو إسلامية تندد بالمجازر الإسرائيلية ضد الفلسطينيين في غزة وتحذر بأعلى صوتها أن إيران لن تستمر مكتوفة اليدين وهي ترى الآلة العسكرية الإسرائيلية الأمريكية تبيد الشعب الفلسطيني.. والشعوب العربية والإسلامية تتابع تلك التصريحات باهتمام بالغ وتعوّل على إيران مسؤولية نجدة الفلسطينيين ونصرتهم على طريق تحرير القدس..
والملفت للمراقبين أن إيران كانت حريصة طوال الأشهر الثلاثة الأخيرة من الاعتداء الإسرائيلي على غزة على التأكيد أنها بعيدة عن أي صراع عسكري مباشر مع إسرائيل حتى أن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية قبل أيام نفى نفياً قاطعاً مسؤولية إيران عن مهاجمة السفينة التجارية الهندية في المحيط الهندي التي كانت متجهة إلى إسرائيل..
وبالمقابل نجد حزب الله في لبنان الذي أُنشئ أصلاً لتحرير الأراضي اللبنانية المحتلة من قِبل إسرائيل فتح جبهته العسكرية مع إسرائيل وفق معادلة قواعد الاشتباك التي حدد عمقها بخمسة كيلو مترات على طول الجبهة العسكرية مع إسرائيل (من الشرق إلى الغرب)في حرب استنزاف متبادلة مع إسرائيل..
أما الأحزاب الشيعية بالعراق فقد اكتفت بين وقت وآخر باستهداف القواعد العسكرية الأمريكية في العراق ببعض الصواريخ والطائرات المسيَّرة
أما سوريا التي لها حدود طويلة وتحتل إسرائيل أجزاء كبيرة منها فالصمت هو الغالب على تلك الجبهة بالرغم من وجود أكثر من مائة ألف مقاتل إيراني في سوريا وتتعرض بين وقت وآخر لهجمات الطائرات والصواريخ الإسرائيلية حتى على مطار دمشق دون أي رد فعل مضاد..
ويبقى أمامنا العضو الفاعل في محور المقاومة وهو الجيش اليمني بقيادة أنصار الله الذي قهر الجغرافيا التي تفصله عن فلسطين المحتلة بأكثر من ألفي كيلو متر من خلال إطلاق العشرات من الطائرات المسيَّرة والصواريخ المتنوعة لتدك ميناء إيلات في الجنوب الفلسطيني المحتل وتشل حركته وتهجر سكانه.. ولم يكتفِ بذلك أنصار الله بل تمكنوا من التأثير السلبي على الاقتصاد الإسرائيلي من خلال إغلاق باب المندب أمام الملاحة التجارية المتجهة إلى إسرائيل والقادمة منها بجرأة استفزت إلى حد كبير أمريكا والغرب عموما دون خوف من ردة الفعل الأمريكي الغربي من أي اعتداء على الشعب اليمني فقد كانت نصرة أنصار الله للفلسطينيين بدون سقف سياسي أو عسكري بما في ذلك انعكاس إغلاق باب المندب على التجارة اليمنية التي زادت نسبة التأمين وتكاليف الشحن فزادت أعباء المواطنين المعيشية فكل شيء يهون أمام تضحية الشعب اليمني لنصرة إخوانهم أبناء فلسطين.
والسؤال المحيّر:
لماذا إيران زعيمة محور المقاومة والداعي الأكبر لتحرير القدس لم تطلق حتى الآن وبعد أكثر من خمسة وثمانين يوماً من مأساة الشعب الفلسطيني حتى طلقة أو صاروخ أو طائرة واحدة نحو إسرائيل؟
هل ستكتفي إيران بقيادة محور المقاومة لمحاربة إسرائيل نيابة عنها كما يقول خصوم إيران؟
ام أن دورها لم يحن وقته في الصراع مع إسرائيل إلا حين يتطور في المنطقة مثل اتساع الاعتداء الإسرائيلي الأمريكي ضد حزب الله في لبنان أو ضد أنصار الله في اليمن، فتهب إيران وقتها بصواريخها وطائراتها وجيشها في سوريا وبحريتها في الخليج العربي والبحر الأحمر بنصرة حلفائها على طريق تحرير القدس..؟
ربما يكون كذلك.
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 18-يوليو-2024 الساعة: 05:27 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-65340.htm