الميثاق نت -

الإثنين, 08-يناير-2024
يحيى علي نوري -
باتت الولايات المتحدة الأمريكية تبحث عن مشاجب ومبررات لشنّ عدوان على الشعب اليمني كرد على موقفه الشجاع المنتصر لأشقائه في فلسطين ولكي تحقق من خلاله موقفاً أو درساً لأي دولة عربية تحاول محاكاة الموقف اليمني والذي أصبحت تنظر له بالخطر الماحق على مصالحها الاستراتيجية والنواة الحقيقية لموقف عربي شعبي وجماهيري من شأنه أن يزعزع الكيان الصهيوني الذي زرعته في قلب الأمة لأغراض تنفيذ أهدافها ومآربها وكشَوْكة في الخاصرة العربية تعيق أي عمل عربي مشترك ينتصر لأمته..

ولاريب أن المصالح الأمريكية بمنطقتنا العربية بكل ما تمثّله من سيطرة شاملة لكل موارد الأمة الاقتصادية وفي ظل تمكُّن اليمنيين من تحطيم جدار الخوف العربي من واشنطن ومن كل عواصم الغرب الاستعماري، سوف تتزعزع في ظل اليقظة العربية التي شكَّل نواتها الأولى اليمانيون خاصة وأنها يقظة تتبلور وتنمو اليوم في ظل عالم متغيّر تتجاذبه العديد من القوى الصاعدة بالعالم وتسعى إلى تشكيل نظام دولي جديد يضع حداً للسيطرة الأمريكية..

وهو نظام حتماً له أن يتحقق بعيداً عن تطلعات الأنظمة العربية التي تعبّر جماهيرها اليوم صراحةً عن ضرورة أن يكون للعرب مكان فاعل في هذا النظام يستعيدون من خلاله مجدهم الحضاري المجيد والتليد ويستغلون إمكاناتهم المادية وغيرها في تحقيق مشروعهم الحضاري الذي عملت أمريكا على تعطيله وإفراغه في أفظع صور الاستغلال الرخيص لمقدرات أمتنا وكذا ممارسة البلطجة السياسية المنتصرة لحليفها الصهيوني وحمايته عبر ممارسة الفيتو، ودون أي اعتبار لمقدرات العرب التي تمثّل شريان حياة للاقتصاد الأمريكي..

ولذا فإن المتغيّر القادم يسهم اليمنيون اليوم بقوة وعنفوان في تشكيل ملامحه بما يتفق مع مصالح الأمة وعلى رأسها القضية الفلسطينية وهي القضية التي بدون الانتصار لها سيظل الواقع العربي اسيراً للأهداف والمآرب الأمريكية..

إن واشنطن تدرك اليوم تماماً أن ما يعتمل من حصار في البحر الأحمر على الملاحة البحرية المتجهة إلى موانئ فلسطين المحتلة هو البداية الحقيقية لتحقيق واقع عربي جديد في إطار نظام دولي جديد يكون فيه للعرب كلمتهم وفِعْلُهم الحضاري والإنساني.
تمت طباعة الخبر في: الأحد, 30-يونيو-2024 الساعة: 06:21 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-65345.htm