الميثاق نت -

الإثنين, 08-يناير-2024
عبدالسلام الدباء -
تُعتبر الدبلوماسية إحدى أهم أدوات السياسة الخارجية لأي دولة، حيث تعمل على بناء الجسور وتعزيز العلاقات الثنائية وحل النزاعات الدولية بشكل سلمي.. وفي هذا السياق، ينبغي أن أشير إلى دور رئيس وزراء وزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، سواءً اتفقنا أو اختلفنا معه.. فمن باب الإنصاف ينبغي الإشادة بهذا الرجل الذي قام بدور دبلوماسي استثنائي في العديد من القضايا الدولية الساخنة، ولعل وأحداث الشهور الماضية وما تبع عملية طوفان الأقصى إلا خير دليل على ذلك..

فالرجل ومن باب الإنصاف قد برز دوره في عدة قضايا، أبرزها على سبيل الذكر وليس الحصر، دور الوسيط الذي لعبه في الاتفاق بين طالبان والولايات المتحدة بعد الانسحاب الأمريكي من أفغانستان، وعمله الدؤوب من أجل المساعدة في تجنب أي نزاعات مُحتمَلة بعد انسحاب القوات الأمريكية، وبفضل مساعيه تلك تمكن الجميع من التوصل إلى اتفاق يراعي حقوق الشعب الأفغاني ويُسهِم في بناء مستقبل مستديم للبلاد..

كما لعبت الدبلوماسية القطرية في وقت سابق تحت قيادته، أدواراً كبيرة في تسهيل تبادل الأسرى بين الولايات المتحدة وإيران.. وتُعد هذه من الخطوات المهمة التي كان يُرجى منها أن تعزز الثقة وتبني جسوراً بين البلدين وكانت في غاية الأهمية لتحقيق الاستقرار في المنطقة.. على اعتبار أن تنظيم مثل هذا التبادل يُعَدّ فعالاً لتعزيز العلاقات وتحسين المناخ الإقليمي بشكل عام..

كما برز دوره المهم أيضاً، من خلال مساهمته في الوساطة بالمحادثات بين فنزويلا والولايات المتحدة أيضاً.. وكذلك الدور الدبلوماسي الذي لعبه سابقاً وأسفر عن توقيع الاتفاق الذي يهدف إلى جمع شمل الأطفال بعائلاتهم في أوكرانيا..

وعلاوةً على ذلك، يجب أن نقف ملياً أمام دوره وجهوده السابقة والمستمرة حتى اليوم في رعاية تبادل الأسرى والمحتجزين بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) ودولة الاحتلال الإسرائيلي بالاشتراك مع جمهورية مصر العربية.. وهذا الدور قد عكس بشكل واضح تجلّي الدبلوماسية القطرية والعربية في أفضل حالاتها، حيث أسهم في توفير وسيلة فعالة لتبادل الأفراد المحتجزين لدى حماس والأسرى لدى الاحتلال وتسهيل إعادتهم إلى عائلاتهم، الأمر الذي أسهم في تخفيف الجِراحات وتعزيز الثقة بين الأطراف المتنازعة في تحقيق التبادل الآمن والمضمون للأسرى والمحتجزين.

ويجب التأكيد على أن دور رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري يبرز مهاراته الدبلوماسية وتفاوتها ويعمل بجد لتحقيق السلام والاستقرار في الشرق الأوسط والعالم، ويشكل قدوة للعديد من الدبلوماسيين والسياسيين الذين يسعون لبناء علاقات إيجابية ومستديمة مع الدول الأخرى.

وفي الأخير لايمكن إغفال دور الدبلوماسية القطرية في الشأن اليمني وسعيها الحثيث منذ فترة طويلة بهدف إنهاء حالة الانقسام والحرب وتحقيق السلام الشامل في اليمن وبما يوفر لليمنيين المناخات الخصبة والملائمة لتحقيق الأمن والاستقرار وإحداث التنمية الشاملة والمستديمة التي تساعد على بناء اليمن الجديد..

وبعدما تقدم يمكن القول وبكل ثقة إذا كان تحقيق السلام الشامل والعادل وتحقيق الاستقرار في اليمن وفلسطين والوطن العربي والعالم يتطلب التعاون والتنسيق بين جميع الدول، فإن الدبلوماسية القطرية تحت إدارة رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الحالي محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، قد أدركت ذلك وقامت بأدوار فاعلة يشار إليها بالبنان في العديد من القضايا العربية والدولية والتي استطاعت من خلالها دولة قطر أن تقدم نفسها كدولة راعية للسلام في العالم..

كما استطاعت من خلال تلك الأدوار أن تقدم الدبلوماسية القطرية نفسها للعالم كإحدى أدوات السلام العالمي على المستويات الإقليمية والقارية والدولية.. ولا تزال جهودها وأدوارها العالمية الطيبة مستمرة حتى الوقت الراهن.

تمت طباعة الخبر في: الخميس, 18-يوليو-2024 الساعة: 05:15 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-65347.htm