د. حميد غوبر - تُعتبر حرب الإبادة والتطهير العرقي التي ترتكبها الصهيونية العنصرية على فلسطينيي غزة والضفة الغربية أفظع إبادة يشهدها العالم في وقتنا الحاضر، كون الدولة الصهيونيه قد استخدمت كل أنواع الأسلحة الجوية والبحرية والبرية الحديثة والمطورة والتي أنتجتها وصنعتها أمريكا والدول الأوروبية ودعمت بها الدولة المحتلة لاستخدامها ضد المقاومة الفلسطينية والشعب الفلسطيني..
ولاستكمال الدعم الأمريكي الأوروبي للصهاينة من زاوية أخرى قامت بشيطنة وتشويه المقاومة الفلسطينية من خلال الآلة الإعلامية التي تمتلكها، فاستخدمتها لتشويه المقاومة الفلسطينية بصورة لا مثيل لها، وأظهرت أن مقاومة الشعب الفلسطيني ضد المستعمر الصهيوني تعتبر إرهاباً وتطرفاً ..، هذه الدعاية المسعورة من قِبلهم هدفها تبرير الإبادة التي يرتكبها النتن ياهو وقياداته العسكرية ضد الأطفال والنساء والشيوخ وكل أبناء فلسطين، ضاربةً عرض الحائط بالقيم الإنسانية والأخلاقية والحضارية وحقوق الإنسان التي يُصدّعون رؤوسنا بها ويخيفون بها معظم دول العالم.. فأين هذه الحقوق مما ترتكبه دولة الاستعمار الصهيوني في غزة ومدن الضفة الغربية؟!..
ليست هذه الإبادة الاولى التي يرتكبها العدو الصهيوني ضد الفلسطينيين لكنها تعد الأفظع والأعنف منذ احتلاله أرض فلسطين عام 1948م..
إن الآلة العسكرية المُستخدَمة لقتل وإبادة الشعب الفلسطيني تأتي من أمريكا وأوروبا الاستعمارية وتمثل أحدث ما انتجته مصانعها من طائرات حربية ومسيرات ومدافع وصواريخ وغيرها..
وينبغي التأكيد هنا أن هذه الجرائم والمجازر التي يرتكبها العدو المحتل ليست وليدة اللحظة أو بهدف القضاء على حماس كما يدَّعي حالياً، وإنما مستمرة ولم تهدأ منذ احتلاله أرض فلسطين..
هل كانت حماس موجودة عندما ارتكب الجيش الصهيوني مجزرة دير ياسين واللد وحيفا ومجزرتي غزة عام 1955م و 1965م؟!
ماذا عن مجزرة صبرا وشاتيلا التي نفذها الجيش الصهيوني في مخيمي صبرا وشاتيلا للاجئين الفلسطينيين في 16 سبتمبر 1982م واستمرت ثلاثة أيام، ووصل عدد شهدائها إلى أكثر من 3 آلاف شهيد بينهم نساء وأطفال.؟!
مجازر العدو الصهيوني لم تتوقف في كل مدن فلسطين المحتلة منذ احتلاله لها عام 1948م بدعم أمريكي بريطاني غربي.!!
ما أن قامت المقاومة الفلسطينية بذلك الحدث العظيم في السابع من أكتوبر بهدف تذكير العالم بقضية فلسطين العادلة ضد الاحتلال الصهيوني لأرضها وما يقومون به من انتهاكات لحقوقها وارتكاب أفظع الإبادات وممارسة العنصرية ضد الشعب الفلسطيني من هدم البيوت ومصادرة أراضيهم الزراعية وقتلهم يومياً في جميع مدن فلسطين وتشريدهم واعتقال وسجن الأطفال والنساء والشيوخ لعشرات السنين بدون ذنب - ظهرت الامبريالية العالمية وتقاطر رؤساء أمريكا وبريطانيا وألمانيا وفرنسا وإيطاليا وحركوا الفرقطات والمدمرات وأرسلوا الطائرات الحربية والطائرات المحملة بالسلاح لدعم الجيش الصهيوني لإبادة غزة دون رحمة ولا شفقة، وهو ما كشف التعصب الأعمى للامبريالية الأوروبية وأمريكا ضد الشعب الفلسطيني الأعزل ، وتقاطر الرؤساء ووزراء خارجيتهم وكانوا يدلون بالتصريحات التي تقول إن للصهيونية الحق في الدفاع عن نفسها بإبادة فلسطينيي غزة.. ويجب أن ننوه إلى حرص أمريكا وأوروبا على دعم إسرائيل عسكريا وتفوقها على دول المنطقة وامتلاكها سلاحاً نووياً وهو ما أدى إلى خلق جو من عدم الاستقرار وهذا يظهر تعصبهم الأعمى للمحتل ضد صاحب الحق وأيضاً على دول المنطقة، وهذه نتيجة طبيعية كون كفة الميزان مرجحة لصالحهم فهم متفوقون على غيرهم من دول العالم في كل مجالات الحياة وخاصة في الجانب العسكري..!
كشفوا عن تعاملهم اللاأخلاقي مع القضية الفلسطينية واتباعهم سياسة المعايير المزدوجة بكل حقارة، وكل ذلك في ظل صمت عربي مخزٍ ومهين ..!
إن الصمت العربي المشين تجاه ما يحدث في فلسطين ستكون نتائجه كارثية على الأنظمة العربية لاسيما التابعة للبلدان القريبة من فلسطين المحتلة، لاسيما وأن حديث العدو عن سعيه وراء إقامة دولته الكبرى برز بشكل كبير طيلة الأشهر الثلاثة الماضية.!
فهل تظن تلك الأنظمة البائسة أن صمتها عما يحدث في غزة وما يُرتكب من إبادة بحق الشعب الفلسطيني سيبعد خطر هذا العدو عنها، أو ينسيه أهدافه الكبرى التي يتطلع إليها؟!..
|