الميثاق نت -

الثلاثاء, 23-يناير-2024
رجاء‮ ‬الفضلي‮ ‬ -
ليس غريباً أن يلجأ الرئيس الأمريكي بايدن إلى إصدار قرار بتصنيف انصار الله كجماعة إرهابية، كون كل مَنْ يواجه عدوانية إدارته وحروبها الإرهابية الدموية ويرفض الهيمنة والخضوع لمشاريعها التدميرية والتقسيمية تُمارَس عليه كل أشكال الحروب العسكرية والسياسية والاقتصادية‮ ‬والإعلامية،‮ ‬ومن‮ ‬ثَمَّ‮ ‬توصمه‮ ‬بالإرهاب‮.!‬
حركة أنصار الله وكونها تقوم بواجبها الديني والأخلاقي ومعها القوى الوطنية الشريفة في دعم فلسطين ومواجهة أعتى عدوان إجرامي تتعرض له غزة منذ أكثر من 100 يوم من قِبَل العدوان الصهيوني المحتل وبدعم مباشر من الإدارة الأمريكية وبريطانيا، قرر الرئيس الصهيوأمريكي جو‮ ‬بايدن‮ ‬وصمها‮ ‬بالإرهابية،‮ ‬وهو‮ ‬القرار‮ ‬الذي‮ ‬يكشف‮ ‬التورط‮ ‬الأمريكي‮ ‬في‮ ‬قتل‮ ‬أطفال‮ ‬ونساء‮ ‬وشباب‮ ‬فلسطين‮ ‬إلى‮ ‬جانب‮ ‬العدو‮ ‬الفاشي‮ ‬المحتل‮..‬
بعد قرابة أربعة أشهر من العدوان الصهيوني الإجرامي على غزة وفشله في تحقيق أيٍّ من أهدافه ومخططاته المعلنة لم تجد واشنطن ما تفعله -بعد كل الدعم السياسي والاقتصادي والعسكري الذي قدمته لهذا الكيان المحتل الغاصب- سوى الذهاب لاتخاذ هذا القرار الذي عكس سياسة البلطجة‮ ‬والعنصرية‮ ‬وانتهاك‮ ‬القوانين‮ ‬الدولية،‮ ‬ودعم‮ ‬عصابات‮ ‬الإرهاب‮ ‬وفي‮ ‬مقدمتهم‮ ‬الصهاينة‮..!!‬
هذه هي الإدارة الأمريكية التي تفضح نفسها باتخاذ مثل هذه القرارات ضد رافضي سياساتها وتوجهاتها والمقاومين لحروبها، ظناً منها أن ذلك سيخيف أو يضعف قوى المقاومة المواجِهة للعدوان الصهيوأمريكي، بل على العكس من ذلك تزيدهم قوةً وإصراراً على النضال والكفاح في مواجهة‮ ‬كل‮ ‬أشكال‮ ‬وصور‮ ‬العدوان‮ ‬الهادفة‮ ‬إلى‮ ‬إنهاء‮ ‬القضية‮ ‬الفلسطينية‮ ‬وتهجير‮ ‬أبنائها‮..‬
الولايات‮ ‬المتحدة‮ ‬بمثل‮ ‬هذه‮ ‬القرارات‮ ‬تؤكد‮ ‬أن‮ ‬الإرهاب‮ ‬ورقة‮ ‬تعمد‮ ‬لاستخدامها‮ ‬عندما‮ ‬تعجز‮ ‬عن‮ ‬تنفيذ‮ ‬سياساتها‮ ‬وتوجهاتها‮ ‬البعيدة‮ ‬عن‮ ‬القِيم‮ ‬والأخلاق‮.. ‬
لقد عجز تحالف العدوان الصهيوأمريكي على غزة وكل فلسطين عن تحقيق الأهداف التي وضعها للقضاء على المقاومة الفلسطينية فذهب لاتخاذ قرار تصنيف أنصار الله كجماعة إرهابية دون حياء، لاسيما بعد كل هذه الجرائم والمجازر التي يرتكبها العدو الصهيوني ولا يزال ضد غزة وأبنائها‮ ‬وضد‮ ‬الشعب‮ ‬الفلسطيني‮ ‬ككل‮..‬
طِيلة الايام الماضية ومنذ أكثر من ثلاثة اشهر رأينا كيف كشف بايدن عن وجهه القبيح فيما يجري في غزة ومَدّه العدو المحتل بكل أنواع الأسلحة والقنابل التدميرية لقتل وإبادة الأطفال والنساء الفلسطينيين، وهو من يدَّعي حماية القانون الدولي وحقوق الإنسان وكل الشعارات‮ ‬الزائفة‮ ‬التي‮ ‬يروّج‮ ‬لها‮ ‬ليلاً‮ ‬ونهاراً‮ ‬ويبتز‮ ‬من‮ ‬خلالها‮ ‬كل‮ ‬دول‮ ‬العالم‮..‬
وجدت‮ ‬الإدارة‮ ‬الأمريكية‮ ‬في‮ ‬الإرهاب‮ ‬غايتها‮ ‬للوصول‮ ‬إلى‮ ‬مآربها‮ ‬في‮ ‬المنطقة‮ ‬هدفاً‮ ‬في‮ ‬توفير‮ ‬الحماية‮ ‬الكاملة‮ ‬للعدو‮ ‬الصهيوني‮ ‬الغاصب‮ ‬وتوسعه‮ ‬وتمدده‮ ‬لأكثر‮ ‬من‮ ‬منطقة‮ ‬ومكان‮ ‬في‮ ‬أراضي‮ ‬الدول‮ ‬المجاورة‮..‬
ولهذا فإن ماتقوله الإدارة الأمريكية حول الإرهاب لا يعدو عن كونه مغالطات واضحةَ الهدف والتوجه، بعد أن تكشفت حقيقة النظام الأمريكي في سوريا التي عجزت إدارته وحلفاؤها عن إسقاط النظام السورى طِيلة السنوات الماضية، فلجأت إلى الحرب الإرهابية الاقتصادية المتمثلة فيما‮ ‬يسمى‮ ‬بـ‮ "‬قانون‮ ‬قيصر‮"..!!‬
الإدارة الأمريكية ومعها الأنظمة التابعة لها هي وراء وجود الجماعات الإرهابية وفي مقدمتها تنظيم القاعدة وداعش وجبهة النصرة وغيرها من التنظيمات والجماعات التي تم إنشاؤها لتنفيذ الأجندة الغربية المعروفة والتي نشهد تفاصيلها منذ سنوات..!
وهنا نقولها بكل وضوح.. إن قرار واشنطن تصنيف أنصار الله كجماعة إرهابية لن يؤثّر في استمرارها ومعها كل القوى الوطنية في دعم القضية الفلسطينية وستواصل توجهاتها المُعلَنة باستهداف السفن المرتبطة بالكيان الصهيوني المحتل في البحر الأحمر حتى وَقْف العدوان الصهيوأمريكي‮ ‬على‮ ‬غزة‮ ‬ورفع‮ ‬الحصار‮ ‬عنها‮..‬
سيستمر الشعب اليمني ومعه قيادته السياسية في مواجهة كل أشكال العدوان على غزة من جهة وعلى بلادنا من جهة ثانية، بكل شجاعة وإصرار وقوة من منطلق الإيمان المطلَق بعدالة القضية الفلسطينية حتى يتحقق للفلسطينيين حريتهم واستقلالهم ويقيمون دولتهم من النهر إلى البحر وعاصمتها‮ ‬القدس‮ ‬كل‮ ‬القدس‮.‬
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 18-يوليو-2024 الساعة: 03:31 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-65411.htm