الميثاق نت -

الثلاثاء, 23-يناير-2024
عبدالسلام‮ ‬الدباء -
يشهد العالم في الفترة الحالية تزايداً ملحوظاً في الوعي بالجرائم التي تقترفها دولة الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني وأعمال الإبادة الجماعية التي تنفذها في قطاع غزة أمام أعين العالم وتحت حماية ودعم من الدول الغربية، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية‮.‬
وقد حظيت مؤخراً القضية القانونية التي رفعتها دولة جنوب أفريقيا أمام محكمة العدل الدولية لمحاكمة دولة إسرائيل بتهمة ارتكاب جرائم إبادة جماعية ضد أبناء الشعب الفلسطيني، حظيت باهتمام عالمي واسع كونها قد سلطت الأضواء على الجرائم التي ترتكبها دولة الاحتلال الصهيوني‮ ‬ضد‮ ‬أبناء‮ ‬الشعب‮ ‬الفلسطيني‮ ‬والتي‮ ‬ترقى‮ ‬إلى‮ ‬اعتبارها‮ ‬جرائم‮ ‬حرب‮ ‬وإبادة‮ ‬جماعية‮ ‬ضد‮ ‬الإنسانية‮ ..‬
وهذه‮ ‬القضية‮ ‬تُعد‮ ‬أمراً‮ ‬ذات‮ ‬أهمية‮ ‬قصوى،‮ ‬ومستجداً‮ ‬مهماً‮ ‬وخطيراً‮ ‬على‮ ‬المستوى‮ ‬الدولي،‮ ‬حيت‮ ‬لم‮ ‬يسبق‮ ‬وأن‮ ‬واجهت‮ ‬دولة‮ ‬الاحتلال‮ ‬الإسرائيلي‮ ‬أي‮ ‬موقف‮ ‬سابق‮ ‬مثل‮ ‬هذا‮ ‬الموقف‮ ‬منذ‮ ‬احتلالها‮ ‬فلسطين‮..‬
ويضاف إلى ذلك، ان دولتي المكسيك وتشيلي، قد أعلنتا مؤخرا عن خطوات سوف تقومان بها لمحاكمة قادة الحرب الإسرائيليين على غزة كمجرمي حرب أمام محكمة الجنايات الدولية، وهذا يكشف جانباً آخر من تنامي الوعي العالمي بواقع الجرائم التي يرتكبها قادة الحرب الصهاينة في دولة‮ ‬الكيان‮ ‬الإسرائيلي‮ ‬المحتل‮ ‬لأرض‮ ‬فلسطين‮.‬
وبناءً على ما تقدم فإن دولة الكيان الإسرائيلي سوف تحاكَم على جرائمها وجرائم قادة الحرب فيها من جانبين الأول محاكمته أمام محكمة العدل الدولية كدولة احتلال تقوم بتصرفات عدوانية وأعمال إبادة جماعية ضد الشعب الفلسطيني المدافع عن أرضه وحقه المشروع في الحياة وإقامة‮ ‬دولته‮ ‬المستقلة‮ ‬على‮ ‬أرضه‮..‬
وفي الجانب الثاني محاكمة قادة الحرب الإسرائيليين أمام محكمة الجنايات الدولية كمجرمي حرب بناءً على الخطوات التي ستتخذها المكسيك وتشيلي، اللتان تتهمانهم كمجرمي حرب بارتكاب جرائم مروعة وتنفيذ أعمال إبادة جماعية ضد الإنسانية في فلسطين وفي قطاع غزة الفلسطيني على‮ ‬وجه‮ ‬التحديد‮..‬
وكل هذه التطورات في مجملها تعكس طبيعة التغير المهم الحاصل اليوم في الوعي العالمي والذي يشهد ارتفاعا ملحوظا وتناميا متصاعدا في المشهد الدولي، وهو ما جاء كنتيجة طبيعية لعملية طوفان الأقصى التي أعادت القضية الفلسطينية إلى واجهة الاهتمام العالمي بعد أن كادت أن‮ ‬تُنسى‮ ‬في‮ ‬خِضَم‮ ‬مشاريع‮ ‬وأوهام‮ ‬التطبيع‮ ‬التي‮ ‬تخدم‮ ‬دولة‮ ‬الكيان‮ ‬الصهيوني‮ ‬وتعزز‮ ‬نفوذها‮ ‬بمنطقة‮ ‬الشرق‮ ‬الأوسط‮ ‬على‮ ‬حساب‮ ‬القضايا‮ ‬والحقوق‮ ‬العادلة‮ ‬للشعب‮ ‬الفلسطيني‮ ‬وكافة‮ ‬الشعوب‮ ‬العربية‮ ‬والإسلامية‮ ‬المجاورة‮..‬
ولعل الأهم في هذا الأمر أن مجمل ما تقدم سوف يمثل مقدمات مهمة وضرورية على صعيدي محاكمة جرائم دولة الاحتلال ومساءلة المتورطين من قادة الحرب الصهيونية من جهة، ومن الجهة الأخرى المساعدة في العزل العالمي لدولة الكيان الإسرائيلي المحتل وتحويل إسرائيل إلى دولة إرهابية‮ ‬مارقة‮ ‬ومنبوذة‮ ‬من‮ ‬كل‮ ‬دول‮ ‬العالم‮..‬
ومن هنا ينبغي التأكيد على ضرورة أن يتفاعل العالم العربي والإسلامي بأكمله مع هذه التحولات وأن يعمل على استثمارها بهدف توفير العدالة لشعب فلسطين وضمان المساءلة للمتورطين من قيادات المحتلين الصهاينة في ارتكاب تلك الجرائم المروعة بحق المدنين الأبرياء في فلسطين‮..‬
ومن ثم حشد كافة الجهود الدولية وتعزيز العمل العالمي المشترك بهدف تحقيق العدالة للضحايا، ودعم نضال الفلسطينيين في انتزاع كافة حقوقهم المشروعة وأولها حقهم في تحرير أرضهم ومقدساتهم وحقهم في السيادة على ترابهم الوطني وإقامة دولتهم الحرة والمستقلة في أرض فلسطين‮ ‬وعاصمتها‮ ‬القدس‮ ‬الشريف‮.‬
تمت طباعة الخبر في: الأحد, 30-يونيو-2024 الساعة: 06:15 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-65424.htm