الميثاق نت -

الإثنين, 29-يناير-2024
عبدالسلام الدباء -
تعيش منطقة البحر الأحمر ومضيق باب المندب أزمات سياسية وأمنية عدة تهدد المصالح الاقتصادية والأمنية للدول المجاورة وللمجتمع الدولي بشكل عام، وفي ضوء ذلك، يجب أن ندرك أن حماية أمن البحر الأحمر ليست مسؤولية القوى العسكرية وحدها، بل تكمن في حل الأزمات السياسية في المنطقة.

إن القضية الفلسطينية هي إحدى أهم أزمات المنطقة التي يجب حلها، فمن المعروف أن الشعب الفلسطيني يواجه قمعاً وحصاراً غير إنساني في قطاع غزة، بينما تستخدم إسرائيل القوة المفرطة والحصار الخانق ضدهم، في الوقت الذي تتنصل عن التزاماتها الدولية بشأن حل الدولتين الذي يقضي بإنشاء دولة فلسطينية إلى جانب دولة إسرائيل، كما أن استعمالها القوة ودعمها أعمال الإبادة الجماعية في غزة قد جعل موقفها مفضوحاً أمام العالم كما ساهم في ارتفاع حِدة التوتر بالمنطقة بشكل كبير..

ومن هنا فإن على الجميع أن يدرك طبيعة الترابط الوثيق بين أمن باب المندب والبحر الأحمر وبين أزمات المنطقة وأبرزها قضية فلسطين وحصار غزة، وهذا لا يبدو غريباً وخصوصاً بعد المواقف اليمنية الواضحة والصريحة في الفترة الأخيرة والتي ربطت بشكل وثيق مابين أمن البحر الأحمر ووَقْف العدوان والحصار على غزة، وهذا يعني أنه إذا استمرت الاعتداءات على غزة، فإن ذلك سيؤدي إلى استمرار تفاقم الأوضاع في المنطقة وتعرض أمن البحر الأحمر لخطر المواجهة العسكرية وإلى تفاقم الصراع في المنطقة بشكل عام، الأمر الذي سيزيد من عدم الاستقرار ويرفع مستوى التهديدات على حرية التجارة في ممرات الملاحة البحرية الدولية في البحر الأحمر..

وبالتالي، فإنه يجب التعامل مع قضية أمن البحر الأحمر بشكل أساسي شامل لاينفصل عن قضايا المنطقة، وان على المجتمع الدولي، إذا أراد ضمان أمن البحر الأحمر وباب المندب، أن يعمل وبشكل جاد ومتضامن أولاً على حل الأزمات السياسية في المنطقة، بدءاً من قضية فلسطين وانتهاءً بتعزيز التعاون الإقليمي وحل الصراعات الإقليمية الأخرى.

كما أن من المهم أيضاً في هذا السياق أن يتم الالتزم بقوانين البحر الدولية وأن نجعل الاحتكام إلى القانون هو الأساس في حل مختلف النزاعات البحرية، وبعيداً عن عنجهية القوة وفرض الأمر الواقع على دول المنطقة، كما يجب أن تلتزم إسرائيل بمبادئ القانون الدولي وأن تحترم حقوق الشعب الفلسطيني وحقوق أفراد الشعوب الأخرى في المنطقة وأن تتخلى عن أوهام القوة والسيطرة وأحلام دولة إسرائيل الكبرى التي لن تجر المنطقة إلا إلى الدمار.

في الختام، يجب أن يدرك العالم أهمية حل الأزمات السياسية في المنطقة وأن يدرك ايضاً طبيعة ارتباطها الوثيق بقضية أمن البحر الأحمر، وأنه إذا ما تم حل قضية فلسطين وتحقيق السلام والعدالة في المنطقة، فإن أمن البحر الأحمر وباب المندب سوف يتم تحقيقه على أرض الواقع وسوف يُؤتي ثماره الكبيرة في ازدهار التجارة العالمية وفي تعزيز الازدهار الاقتصادي والتجاري لكل دول المنطقة بشكل عام.
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 10:01 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-65444.htm