د. عبدالوهاب الروحاني - بينما كان نتنياهو يُفتّش في تَوْراته عن نُبوءة "اشعيا" ويحرّض على قتل أحفاد العماليق (رجالهم ونساءهم وأطفالهم وأشجارهم وأغنامهم)، كان يوآوف غالنت يعلن عن أنه سيقطع الماء والدواء والغذاء والطاقة عمَّن أسماهم بـ "الحيوانات البشرية"، وكان هيرتسي هليفي وضباطه وجنوده يرتكبون المجازر في غزة بأسلحة الدمار الأمريكية- البريطانية المرعبة، التي تصل تِباعاً من أساطيلهما في براري وأجواء وبحار العرب..
وبينما كان ائتلاف الموت في تل أبيب يرقص مع بلينكن وسوناك على أشلاء أطفال ونساء وشيوخ غزة، ويغنُّون مع تفجير كل مربع سكني، وبئر، ومستشفى، ومدرسة، ومسجد، وكنيسة في أحياء القطاع، كان العالم الحر يراقب الأحداث ويسجّل الوقائع جريمةً بجريمة، ومجزرةً بمجزرة، وكانت القارة السوداء في مقدمة من قال "لا" لإبادة الفلسطينيين..
بهدوء تام وبدون صراخ أو عويل، سلكت جنوب أفريقيا خطوات قانونية، ودبلوماسية مدروسة باتجاه البحث عن العدالة ومقاضاة النازية الجديدة على جرائم الإبادة الجماعية التي ترتكبها ضد أبناء جِلْدَتنا في غزة.. إخوتنا في الدم، والأرض، والعرض، واللغة، والدين، والتاريخ ..
*دفاعاً عنكم
نيابةً عن الراكعين القابعين في بيت الطاعة، الذين لا يعنيهم قَتْل أطفال ونساء فلسطين، ولا تعنيهم القدس، وبعد 34 يوماً من المتابعة القانونية، والإنسانية للمجازر الوحشية في غزة اتخذت جنوب أفريقيا خطواتها الجريئة.. فماذا فعلت؟!
• البرلمان يُقِرّ أولاً "إغلاق السفارة الإسرائيلية في بريتوريا حتى تلتزم بالقرارات الدولية بشأن فلسطين"..
• شكَّلت فريقاً قانونياً من أساتذة القانون والحقوقيين والمحامين ذوي المهنية والخِبْرة العالية في مجال القانون الدولي وحقوق الإنسان..
• حمل أحفاد مانديلا ملفاتهم القانونية وذهبوا إلى محكمة العدل الدولية في لاهاي لمقاضاة "إسرائيل" على جرائم الإبادة والتطهير العِرقي التي ترتكبها ضد الفلسطينيين في غزة..
وإلى هناك، إلى "لاهاي" ذهبت جنوب أفريقيا بكل أركان دولتها -قُضاة، وحقوقيين، ومجتمعاً مدنياً، ووزراء- جميعهم يرابطون في محكمة العدل انتصاراً للقضية العربية الفلسطينية، ذهبوا دفاعاً عنكم حتى لا يصلكم الدور (!!!)، بينما لجنة المتابعة "العربية" التي صدرت عن قِمة الترف العربية الإسلامية في الرياض (11 نوفمبر 2023م) اختفت بمجرد إعلانها، وبالمناسبة كان هو ذات اليوم والتاريخ الذي أقرت فيه جنوب أفريقيا إغلاق السفارة الإسرائيلية في بريتوريا..
جنوب أفريقيا تنتصر لفلسطين وتنتصر للحرية والعدالة، بينما أنتم لن تنتصروا حتى لكراسيكم.. لأن الأرض تدور بسرعة 1600 كيلو متر في الساعة.
|