الميثاق نت -

الثلاثاء, 06-فبراير-2024
عمر‮ ‬سليم -
أنا طالب في سنة أُولى كلية الشريعة والقانون، ومن ضمن المواد التي أدرسها في الكلية مادة نظم سياسية وفي هذه المادة ندرس النظام الديمقراطي والانتخابات العامة، وقد تحدث مدرس المادة عن تجربة اليمن في الانتخابات التي جرت فيها خلال العقود الماضية، ومن خلال سؤالي وبحثي علمت أن أول انتخابات كانت في عام 1988م تقريباً وهي انتخابات مجلس الشورى في الجمهورية العربية اليمنية، ثم تلتها انتخابات برلمانية مجلس النواب بعد الوحدة اليمنية 1993م، ثم انتخابات برلمانية أخرى في 1997م، ثم انتخابات رئاسية في 1999م، ثم انتخابات مجالس محلية في 2001م، ثم انتخابات برلمانية 2003م، وانتخابات رئاسية ومحلية في 2006م، وآخر انتخابات شهدتها اليمن هي انتخابات للمحافظين في 2008م، وكانت اليمن مُقبِلة على انتخابات برلمانية إلا أنه تم تأجيلها بسبب اتفاق جرى بين الأحزاب ثم جاءت أحداث 2011م وانتخابات‮ ‬رئاسية‮ ‬2012م‮ ‬وما‮ ‬تلتها‮ ‬من‮ ‬أحداث‮ ‬وعدوان‮ ‬خارجي‮ ‬بعد‮ ‬ذلك‮.. ‬
ولأنني شاب في العشرين من عمري لم أشهد أي نوع من تلك الانتخابات، واستغربت لما حدث من تراجع في اليمن فإذا كانت اليمن قد أجرت كل تلك الانتخابات فلماذا حدث ذلك التراجع السياسي ولماذا وصلنا إلى ما وصلنا إليه من حروب وانقسامات، فالشعوب التي تمارس الانتخابات شعوب متقدمة ومستقرة ومتطورة وقد تجاوزت الصراعات على السلطة وصارت دولاً يُضرب بها المثل في الأمن والاستقرار والنمو.. وتبادرت إليَّ أسئلة كثيرة: ما الفرق بيننا وبين تلك الشعوب مع أن ديننا الإسلامي حثَّنا على الشورى فقد جاء في محكم كتابه (وأمرهم شورى بينهم)، فلو قلنا إن النظام السياسي نظام الرئيس علي عبدالله صالح كان نظاماً سلطوياً وإن الانتخابات التي جرت في عهده لم تكن حقيقية كما يقال وإنه لم يُتِحْ للمعارضة أن تصل إلى السلطة، فما الذي وقف عائقاً أمام أحزاب المعارضة بعد إزاحة ذلك النظام في2011م من أن تصحح المسار السياسي والانتخابي، ولماذا لم تقبل ببعضها البعض مع أن تلك الأحزاب والجماعات لطالما طالبت بالديمقراطية والمزيد من الإصلاحات السياسية.. ومن خلال تساؤلاتي وبحثي ونَبْشِي في العقود الخمسة الماضية التي تلت ثورة الـ 26 من سبتمبر وما قبلها وصلتُ إلى تكوين رؤية من منطلق سِنِي وثقافتي البسيطة التي بدأتُ أُؤسسها، فقد وجدتُ أن الديمقراطية هي ثقافة وسلوك وأن النخب السياسية لم تكن صادقة مع شعوبها فهي لا تؤمن بما تقوله، ولا تؤمن إلا بالوصول إلى السلطة مهما كانت شرعية وسائلها للوصول إليها، ففي اليمن حدثت انتكاسة سياسية‮ ‬ربما‮ ‬لن‮ ‬تتكرر،‮ ‬فما‮ ‬هو‮ ‬قائم‮ ‬اليوم‮ ‬ثقافة‮ ‬وسلوك‮ ‬آخر‮ ‬وتراجع‮ ‬لم‮ ‬يسبق‮ ‬لليمن‮ ‬أنْ‮ ‬عاشته‮ ‬من‮ ‬ذي‮ ‬قبل‮.. ‬
عموماً.. إن موضوعي هذا ما هو إلا تساؤل لما جاء في مادة النظم السياسية ولما شرحه أستاذي العزيز ليس إلا.. ولي سؤال آخر: هل ستعود اليمن إلى يمن واحد حتى من غير انتخابات ولا ديمقراطية، أم أننا سنظل في صراع وعدوان خارجي؟!
تمت طباعة الخبر في: السبت, 27-يوليو-2024 الساعة: 12:38 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-65486.htm