الميثاق نت -

الثلاثاء, 06-فبراير-2024
أحمد‮ ‬الزبيري -
امريكا وبريطانيا تسعيان بشتى الوسائل لثَنْيِ اليمن عن موقفه إلى جانب اخوانه المظلومين في فلسطين وتحديداً في غزة المحاصرة، وهما ـ أي أمريكا وبريطانيا ـ تلوحان في لعبتهما القديمة الجديدة بـ(العصا والجزرة)، غير مدركتين أن هذا الاسلوب لم يعد مُجدياً، والمواجهات‮ ‬التي‮ ‬حصلت‮ ‬في‮ ‬باب‮ ‬المندب‮ ‬والبحرين‮ ‬الأحمر‮ ‬والعربي‮ ‬تؤكد‮ ‬هذه‮ ‬الحقيقة‮..‬
أمريكا تهدد بتحريك أدواتها الإقليمية والمحلية لإعادة إشعال الجبهات والحرب العدوانية التي لم تتوقف ـ أصلاً ـ وإنْ كان هناك تهدئة أو تبريد استوجبتها ضرورات مصالح الأمريكان والبريطانيين وحلفائهم الإقليميين.. وهذا يفتح تساؤلات حول إمكانية تحريك الجبهات، والصورة التي سيتخذها هذا التحريك، وقدرة أمريكا وبريطانيا على أن تكونا في موقع قيادة كل هذا خاصةً وأنهما يقومان بالعدوان المباشر على اليمن تحت ذريعة حماية الملاحة الدولية، في حين أنهما بعسكرتهما وشن العدوان على اليمن هما من يهددان الملاحة في هذه المنطقة الحيوية الجيواستراتيجية‮ ‬للعالم‮ ‬كله‮..‬
أُم الشرور بريطانيا أخذت دور التهديد بوقف المساعدات الإنسانية على الشعب اليمني وهو السلاح الأكثر إجراماً وانحطاطاً لدى أمريكا وحلفائها الغربيين، ويتشابه التهديد البريطاني مع ما يتعرض له الشعب الفلسطيني في تعليق دعم الاونروا في محاولة للضغط على المقاومة الفلسطينية لتقديم تنازلات بعد هزيمة كيان العدو الصهيوني وفشله أمامها، وهو نفسه الأسلوب الذي طالما استخدموه ولايزالون يستخدمونه لتحقيق ما عجزوا عنه في الميدان بالسياسة عبر هذه الممارسات اللاأخلاقية واللاإنسانية، وهم سيفشلون وسيثبت اليمن أن هذه التهديدات البائسة‮ ‬لاتأثير‮ ‬لها‮ ‬وهي‮ ‬تهديدات‮ ‬تؤكد‮ ‬مدى‮ ‬العجز‮ ‬الأمريكي‮ ‬البريطاني‮ ‬أمام‮ ‬المستضعَفين‮ ‬في‮ ‬اليمن‮ ‬وفلسطين‮ ..‬
اليمن وضع معادلة بسيطة فيما يخص منع السفن الصهيونية أو تلك التي تتجه إلى موانئ الأراضي المحتلة حتى يرفع الحصار ويوقف العدوان على غزة، وهي معادلة بسيطة ومحقة وعادلة، ولأنها كذلك نجد التخبُّط الأمريكي البريطاني أمام هذا الموقف..
الضغوطات التي تُمارَس على اليمن كثيرة وتحمل رسائل مساومة حول مسارات المفاوضات المتعلقة بالأوضاع في اليمن وتخفيف الحصار على غزة، وهذا يكشف مدى سخف وسذاجة أعدائنا الذين لم يفهموا بعد أننا ندرك أنهم يكذبون وأن مايقدمونه سيكون على حساب قضايا اليمن والأمة الاستراتيجية وهي لاتقبل المساومة، واليمن لم يعد كما كان قبل 2015م، وفلسطين وغزة لم تعد كما كانت قبل طوفان الأقصى.. فالدماء والدمار وجرائم الإبادة بحق الشعبين اليمني والفلسطيني لايمكن إلا أن تكلل بنصر واضح يحرر الأرض ويحقق الحرية والسيادة والاستقلال وحتى يعم السلام‮ ‬على‮ ‬الأرض‮..‬
من مصلحة أمريكا وبريطانيا أن تقرءا القرار اليمني من صمود شعبه ووقوفه إلى جانب اخوانه في فلسطين والمسيرات التي تخرج بالملايين في العاصمة صنعاء وكل المحافظات اليمنية وتمتد إلى الجاليات في كل دول العالم -وفي مقدمتها الولايات الأمريكية ـ لإعادة حساباتهما، وأن الوعيد‮ ‬واستعراض‮ ‬القوة‮ ‬والتهديد‮ ‬بالتجويع‮ ‬أساليب‮ ‬لم‮ ‬تعد‮ ‬تُجْدِي‮ ‬وسترتد‮ ‬على‮ ‬من‮ ‬يقوم‮ ‬بها‮ ‬وسترفع‮ ‬فاتورة‮ ‬الحساب‮ ‬مع‮ ‬أعداء‮ ‬اليمن‮ ‬والأمة‮.‬
تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 03:20 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-65492.htm