الميثاق نت -

الخميس, 22-فبراير-2024
أحمد الزبيري -
التصنيف الأمريكي لليمن بالإرهاب هو لا يخص القوى الوطنية التحررية المدافعة عن شعبها ووحدته وسيادته واستقلاله، ولا لحركة أو جماعة، إنما لأبناء الشعب اليمني الذين يقفون مع مظلومية إخوانهم من أبناء فلسطين في غزة، ويمثل تأكيداً على مدى إرهاب أمريكا وعدائها لليمن ولشعوب أُمتنا، والذي بات اليوم لا يحتاج إلى إثبات بعد عدوان التحالف على اليمن والعدوان الصهيوني الأمريكي على غزة..

بعد أحداث 11 سبتمبر 2001م والتي استهدفت أبراج التجارة في نيويورك كان العالم مذهولاً واستطاعت أمريكا أن تمرر مخططاتها وأجندتها ومشاريع هيمنتها على العالم، وكان اجتياح أفغانستان والعراق وقَتْل الملايين باسم محاربة الإرهاب، في حين أن هناك شكوكاً مشروعة حول حقيقة ما حدث في ذلك اليوم المشئوم وبعد عشرين عاماً من الجرائم والإبادة لتعود حركة طالبان التي جاءت أمريكا لتقضي عليها لتنسحب من هذا البلد بشكل مذل، والنتيجة «كأنك يا أبو زيد ما غزيت»..

أمريكا اليوم دولةً إرهابية مارقة مجرمة، والعالم كله بما فيه الكثير من الأمريكيين يعرف هذه الحقيقة وكذلك من معها، وإصرار استمرار إبادة الشعب الفلسطيني والسعي إلى طرده من وطنه، أسقط ورقة التوت لهذه الدولة التي لطالما عبر الدعاية أن روَّجت لنفسها أنها حارس الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان وهي لم تكن كذلك في يومٍ من الأيام، وهي غارقة في دماء البشر حتى أذنيها..

لهذا تصنيف اليمن بالإرهاب لن يزيدنا إلا ثباتاً وإصراراً على مواقفنا ومواجهة إرهاب هذه الدولة التي كما هو واضح فشلت في أن تقود العالم بسبب طبيعتها الصهيونية الفاشية وتعبيرها البشع في مخلوقها هي وبريطانيا في المنطقة "إسرائيل"، وهو ما يتضح لنا من وقوف إدارة بايدن ضد العالم كله الذي يريد وقف قتل وإبادة أبناء الشعب الفلسطيني وتجاوز الضحايا في غزة الـ100 ألف حتى الآن من مليونين ونصف في مساحة لا تتجاوز 360 كيلو متراً مربعاً..

الرئيس الأمريكي المعتوه ترامب في آخر أيامه ونزولاً عند رغبة دول العدوان الإقليمية صنَّف أنصار الله منظمة إرهابية، وأُلغِي هذا القرار لأنه غير منطقي وغير موضوعي وربما خشية بايدن والإدارة الأمريكية من تأثير ذلك على مخططاتهم في اليمن والمنطقة، أما أن يأتي اليوم ويعيد هذا التصنيف فهو انكشاف كامل لأمريكا، وأن نتنياهو وقادة ما يُسمى جيش كيان العدو الصهيوني ليسوا إلا أدوات تنفيذية..

أمريكا تعتقد أن هذا التصنيف سيغيّر في موقف الشعب اليمني تجاه مظلومية الشعب الفلسطيني في غزة وفقاً لحسابات أمريكا، أما حساباتنا فتؤكد أننا في الاتجاه الصحيح، وعلى الرئيس الأمريكي وبقية عصابته في البيت الأبيض أن يعوا أن بيدنا أوراق لم نستخدمها بعد، وعليهم أن يتحملوا نتائج هذا الإجرام المستمر بحق الشعب اليمني وبحق الشعب الفلسطيني.. نحن حتى الآن وضعنا معادلة بسيطة تتمثل في ربط إبحار السفن المملوكة للصهاينة والسفن المتجهة إلى موانئ فلسطين المحتلة، بوقف العدوان ورفع الحصار ووصول الغذاء والدواء إلى المظلومين والمستضعَفين من إخواننا في غزة.. واستمرار حرب الإبادة ومحاولة ارتكاب جريمة نكبة ثانية سيُقابَل بالتصعيد فنحن لسنا من من نساوم على قضايا تخص وحدة وسيادة وحرية واستقلال اليمن، وعلى قضايا الأمة التي مركزها ومحورها فلسطين، واليوم غزة، فأمريكا وبريطانيا ومن لفَّ لفّهم هم المعتدون الذين جاءوا إلى بحارنا للاعتداء علينا خدمةً لكيانهم المصطنَع واللقيط في فلسطين، ولم نذهب نحن لنعتدي عليهم في بحارهم.. وعلى العالم أن يحدد من هو الإرهابي فعلاً، وكل من لديهم ضمير وبقايا قِيَم سيصوّبون أصابعهم إلى أمريكا وبريطانيا والناتو وكل الغرب الاستعماري.. العالم يتغير وكل محاولات أمريكا لمنع ذلك سترتد عليها إنْ لم تفهم وتغيّر في طبيعتها الإجرامية الإرهابية.
تمت طباعة الخبر في: السبت, 31-أغسطس-2024 الساعة: 10:46 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-65573.htm