الميثاق نت -

الخميس, 22-فبراير-2024
عبدالملك سام -
أمريكا تتصرف كوحش كاسر في قفص الأَسْر، كيف لا وهي تشعر بالإهانة وانعدام الحيلة؟ وأكثر ما يقلق ساستها المبهوتين اليوم هو أن تتكرر هزيمة فيتنام، بل إنهم قلقون بأن تكون التداعيات أكثر كارثية من فيتنام؛ فقد قادها ساستها عديمو البصيرة إلى فخ يكاد يزهق كل ذلك الغرور الذي تعاملت به مع المنطقة الحيوية التي تطلق عليها اسم "الشرق الأوسط"، وها هي آثار سوء التدبير تتكاثف حول المشهد الذي قادتها إليه إسرائيل.

أكثر ما يؤلم ساسة أمريكا اليوم هو أنهم تورطوا وحدهم هذه المرة، وفي ظل انعدام المبرر الذي يضمن لهم تمويل حملتهم العسكرية على اليمن، فإن هذه المعركة ستمثل عبئاً على الميزانية الأمريكية المتعبة أصلاً، وحتى لو وجدوا تمويلاً من بعض الأنظمة التي اعتادوا أستنزافها، فهذا لن يكون كافياً نظراً للفخ العسكري المعقد الذي أوقعها فيه الجيش اليمني هذه المرة، ولعل سوء هذا الوضع ناتج عن العناد الأمريكي الذي أعلن وقوفه منذ البداية مع المخطط الإسرائيلي المجنون؛ فلو أنهم قالوا "لا" لإسرائيل لما وصل الحال لما هو عليه اليوم!

محاولات الضغط على السفن التي تعبر باب المندب يومياً بسلام لتغيّر وجهتها باتجاه طريق (رأس الرجاء الصالح) ليست عملية، وستكلف شركات الشحن البحري المزيد من التكاليف الباهضة، ومَنْ ذا سيقبل أن يخسر أمواله فقط ليثبت أن أمريكا على صواب؟! وحتى لو امتثلت بعض الشركات، لذلك فإن هذا يعطي الأفضلية للشركات التابعة لدول لا تدور في الفلك الأمريكي كالصين وروسيا وغيرها من الدول التي ستستطيع أن تشحن سلعها وسلع الآخرين بسعر أقل بكثير من سعر الشركات التي ستوافق على التوجه الأمريكي!

لمحبي مصطلح "المطبخ السياسي" الأمر يشبه (العصيدة)، والتدخل العسكري الأمريكي غير مضمون من حيث مدته وتكلفته ونتائجه، والحل السياسي ليس مطروحاً على الطاولة في ظل استمرار الجرائم الإسرائيلية والحصار الذي يتعرض له الفلسطينيين، وقد تمت محاولة استقطاب اليمن ولبنان لضمان استبعادهما من الواجهة دون جدوى، والوضع معرض للتفاقم بما يضر بالمصالح الأمريكية وحلفائها أكثر فأكثر، ولكن لسنا نحن المعنيين بالقلق، وكما يقول المثل اليمني: "عصيدتكم مَتّنوها"..
ولله عاقبة الأمور.
تمت طباعة الخبر في: السبت, 27-يوليو-2024 الساعة: 12:08 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-65579.htm