الميثاق نت -
حاوره في صنعاء: صادق ناشر -
ارجع رئيس الدائرة السياسية في المؤتمر الشعبي العام أعمال الشغب والتخريب التي شهدتها بعض المحافظات إلى التحريض، الذي قال ان بعضه ظاهر وبعضه خفي، وان الهدف منه إجبار السلطة على القبول بتسويات غير ديمقراطية.
وأوضح عبدالله احمد غانم ان ذلك التحريض يهدف إلى إجبار السلطة على مشاركة الحزب الاشتراكي اليمني في السلطة أي عن طريق غير ديمقراطي، طريق المساومات والضغوط وليس عن طريق صناديق الاقتراع.
غانم أشار إلى ان المعارضة في اليمن تنجرف مع الحزب الاشتراكي دون أن تدري ما هو مرماه الأخير، وهم يعبرون بذلك عن تحالفهم مع الحزب الاشتراكي وبعض هؤلاء المعارضة يتصورن، أنه فليحدث انفصال، ولماذا؟ يجيب غانم :لأنهم لا يتمتعون بذكاء كامل عن مخاطر الانفصال على الشعب اليمني.
وأضاف رئيس الدائرة السياسية للمؤتمر:ان الاشتراكيين الذين انسلخوا عن الاشتراكي وأصبح لديهم مشروع انفصالي يرتبطون فعلاً بالخارج متهما في الوقت نفسه البعض في حزب الإصلاح بالانفصالية .
وفي الوقت الذي شدد فيه عضو اللجنة العامة للمؤتمر على موقف المؤتمر ضد كل المشاريع التي تستهدف تقسيم اليمن ،إلا انه أكد في حوار نشرته صحيفة الخليج الإماراتية ان هذا أمر غير ممكن، اليمن ملك شعبها وليست ملك حزب معين أو أشخاص معينين يقسمونها كما يشاؤون؛ فهي ليست “قطعة جاتوه” قابلة للتقسيم كما يتصور البعض.
هل لنا أن نعرف منكم ما الذي يحدث اليوم في الجنوب؟
الذي يحدث في الجنوب وكما يشاهده الجميع هو نتاج التحريض، بعضه ظاهر وبعضه خفي، تحريض الناس على طرح مطالبات غير مشروعة إلى جانب المطالبات المطلبية المشروعة والتي يقرها الجميع، والهدف من ذلك هو إجبار السلطة على القبول بتسويات غير ديمقراطية، بمعنى إجبار السلطة على مشاركة الحزب الاشتراكي اليمني في السلطة أي عن طريق غير ديمقراطي، طريق المساومات والضغوط وليس عن طريق صناديق الاقتراع.
لماذا تتحدثون عن الحزب الاشتراكي بالذات؟
لأن الحزب الاشتراكي يتصور أن فرصته للوصول إلى السلطة أو المشاركة فيها معدومة عن طريق صناديق الاقتراع.
أنتم هنا تتهمون الحزب الاشتراكي، فهل هو الوحيد الذي يواجهكم في الشارع؟
نعم.
ما هو مراده إذن، هل فقط الوصول إلى السلطة أم العودة إلى ما قبل 22 مايو/ أيار 1990؟
العودة إلى ما قبل 22 مايو ليس هدف كل الذين في الحزب الاشتراكي اليمني، صحيح أن هناك قطاعاً لا بأس به من الحزب الاشتراكي اليمني قد صرف النظر عن البقاء في الحزب وفضل الارتماء في أحضان قوى خارجية تهدف إلى عودة الأمور إلى ما قبل 22 مايو، أي إعادة الدولة الجنوبية السابقة وليس بالضرورة أن يكون الحزب الاشتراكي حاكماً، ولكن هذا البعض يستخدم الآن من قبل قيادة الحزب الاشتراكي اليمني لكي يحدث ما يمكن أن يحدثه رغبة في أن يحصل على السلطة بطريق غير ديمقراطي باعتبار أنه القادر على كبح جماح ذلك التيار الذي يريد الانفصال.
هل تفصلون بين الحزب الاشتراكي والمعارضة في شأن ما يحدث في الجنوب؟
إلى حدٍ كبير نعم.
لكن هناك اتهامات من قبل السلطة أن المعارضة كلها، وليس الاشتراكي هي التي تهيج الشارع في الجنوب؟
المعارضة تنجرف مع الحزب الاشتراكي دون أن تدري ما هو مرماه الأخير، وهم يعبرون بذلك عن تحالفهم مع الحزب الاشتراكي وبعض هؤلاء المعارضة يتصورن، أنه فليحدث انفصال، ولماذا؟ لأنهم لا يتمتعون بذكاء كامل عن مخاطر الانفصال على الشعب اليمني.
الإصلاح انفصالي أيضاً
لكن هؤلاء كانوا حلفاءكم في فترة من الفترات وخاضوا حرباً ضد الحزب الاشتراكي العام 1994؟
إن كنت تقصد حزب الإصلاح فأنا في جوابي السابق كنت اقصد الحزب الناصري، أما بالنسبة لحزب الإصلاح فبعضه مع الأسف الشديد أصبح انفصالياً.
بعد أن كان وحدوياً؟
نعم.
برأيكم ما هو المشروع بنظر هؤلاء؟
هؤلاء غير الاشتراكي، ليس لهم مخطط واضح المعالم، إنهم يسيرون بغباء، دون أي مخطط والاشتراكي طرف فيه.
هل تفرقون بين القادة الاشتراكيين في الداخل والخارج؟
نعم الاشتراكيون الذين انسلخوا عن الاشتراكي وأصبح لديهم مشروع انفصالي يرتبطون فعلاً بالخارج.
هل نشاط الخارج مؤثر برأيكم؟
نعم مؤثر.
كيف؟
عن طريق المال.
هل لديكم أدلة على ذلك؟
لدينا أدلة عديدة لا نريد أن نكشفها الآن.
لماذا؟
لا أريدك من أجل أن تبحث عن سبق صحافي أن تعطل قضية وطنية كبيرة.
هل تشعرون بأن لبريطانيا يداً بما يجري في الجنوب؟
كما قلت سابقاً لا أريد أن أتحدث الآن عن أحد معين وعن أطراف خارجية في هذا الوقت.
هل تشعرون بأن هناك محاولة لوضع اليمن بكامله تحت موقد يغلي سواء في صعدة بالشمال أو في الجنوب؟
هذا صحيح، فهناك مخطط خارجي لإبقاء اليمن تحت هذا الموقد.
إلى أي مدى يمكن أن ينجح هذا المخطط في إيصال اليمن إلى هذه الدرجة من الاحتقان؟
قد ينجح، لكن نجاحه الكامل غير متصور، وإنما قد ينجح إلى حد أنه يجعل الأوضاع متوترة.
ألا تخيفكم الشعارات والهتافات الانفصالية التي بدأت تبرز في الآونة الأخيرة في المظاهرات والمسيرات التي يشهدها الجنوب؟
بلى، تخيفنا.
وكيف تقرأون في القيادة العليا ذلك؟
نحن نعرف أن الانفصال مستحيل وندرك أن من يرفعون شعار الانفصال، إنما يدعون إلى اقتتال الشعب اليمني والى احتراب الشعب اليمني، ونقول إن الانفصال لن يحدث بل هو مستحيل الحدوث، ومع ذلك نحن لا نخفي خوفنا من أن تؤدي الدعوات الانفصالية إلى مشاكل كبيرة.
المخرج
هل تعترفون بوجود مشاكل في البلد يجب أن تحل؟
نحن نعرف والناس تعرف أن هناك مشاكل كثيرة، لكن دعوتك إلى أن اعترف بوجود مشكلة، أعتقد انك تقولها عن حسن نية لان هناك من يريد أن يقول لنا اعترفوا بوجود أزمة ثم تعالوا نحلها، هنا نقول لا، لا توجد مشاكل.
اقصد أن المشاكل ليس بالضرورة أن تكون في الجنوب ولكن في عموم اليمن كله، فهل لها معالجة مجزأة أم شاملة لكل البلاد؟
لكل مشكلة حل وليس ضرورياً أن يكون حلاً واحداً لكل المشاكل.
ما هي المشاكل التي ترون أن من المهم حلها في هذه الفترة بسرعة؟
أهم المشاكل التي يجب حلها في تقديري الشخصي هي مشكلة البطالة في مختلف المناطق وهي التي تجعل الشارع متوتراً، وهذا أمر طبيعي، أي أن المشكلة الاقتصادية يجب أن نجد لها حلاً في اقرب وقت ممكن، وهناك قضايا عديدة كما قلت لا بد من التحرك لحلها لكن في مقدمتها المشكلة الاقتصادية.
ما المخرج برأيكم لما يدور اليوم؟ هل هناك إمكانية للجلوس إلى مائدة حوار واحدة والتحاور بين كل الأطراف؟
لا.
لماذا يغيب مجلس النواب عن مواكبة ما يجري في البلاد، سمعنا أن هناك جلسة للبرلمان ستخصص لمناقشة أحداث الجنوب، ألا ترى أن هذا الموقف متأخر؟
هذا شأن مجلس النواب.
باعتباركم قيادياً بارزاً في الحزب الحاكم، ما هي وجهة نظر الحزب الحاكم حيال ما يجري؟
هناك هيئات المؤتمر الشعبي العام نحن نناقش هذه القضايا باستمرار.
هل هناك خلافات في ما بينكم أم أنكم على وجهة نظر واحدة؟
تجاه ما يجري هناك وجهة نظر واحدة وإن كانت هناك اختلافات، ولكن بالاتجاه العام هناك اتفاق في وجهات النظر.
ما موقفكم تجاه بعض ردود الأفعال من الخارج، سمعنا مؤخراً تصريحات للرئيس الأسبق علي ناصر محمد يطالب بضرورة العودة إلى الحكمة اليمانية في معالجة ما يدور في الجنوب؟ هل بدأت القطيعة تحدث مع علي ناصر أو ماذا؟
مع الأسف لأول مرة يتخذ الأخ علي ناصر محمد موقفاً غير متوازن كما هو عهده دائماً إزاء القضايا الداخلية، وكنت شخصياً أرجو ألا يتخذ هذا الموقف، وأن يبقى على مسافة متساوية بينه وبين المؤتمر الشعبي العام وبينه وبين أحزاب اللقاء المشترك، وربما يكون هذا موقفاً عارضاً سيعود عنه قريباً إن شاء الله.
البيض والعطاس
فيما يتعلق بعودة القياديين في الخارج، هل تعتقدون أنه إذا ما عاد علي سالم البيض وحيدر العطاس وعدد من الشخصيات الموجودة في الخارج أن يضعوا حداً لحالة الاحتقان القائمة اليوم؟
أعتقد أنهم لن يعودوا.
في حالة أنهم عادوا، هل يمكن أن يساعد ذلك على تخفيف حالة الاحتقان؟
لا أعتقد.
لماذا؟
لأسباب كثيرة، على الأقل فإن آخر حديث صحافي لحيدر العطاس قال فيه إن أكبر خطأ ارتكبه الحزب الاشتراكي هو قرار الوحدة، واعتقد أن مثل هذا التفكير لن يساعد إطلاقاً على حل أي مشكلة.
لكن هو بنفسه اعترف بان هناك تواصلاً بينه وبين الرئيس علي عبدالله صالح؟
ونحن أيضا نؤكد ذلك.
وعلى ماذا تتواصلون إذا كانت هناك قطيعة من هذا النوع؟
القطيعة من جانبهم.
رؤيتكم أن هؤلاء لا يستطيعون أن يعودوا إلى البلد، هل لأن لديهم مشروعاً آخر؟
يستطيعون العودة إلى البلد، ولكن لديهم مشروع آخر، هذا صحيح.
تقولون في الحزب الحاكم دائماً إن المعارضة هي الوجه الآخر للسلطة؛ فلماذا تستبعد الآن المعارضة من كل المعادلات السياسية القائمة؟
هي التي استبعدت نفسها برفضها للحوار.
المعارضة تتهمكم بوقف الحوار معها.
نحن لم نرفض الحوار في أي وقت من الأوقات.
اتخذت قرارات مؤخراً بشأن استئناف الحوار مع المعارضة، هل لديكم تصورات كيف يمكن أن يكون شكل هذا الحوار؟
حتى الآن الحوار يجري بصورة غير معلنة وحتى الآن لا توجد نتائج.
أين أوجه الخلاف والتقاطع بينكم وبين المعارضة فيما يتعلق بموضوع الحوار؟
هم يرفضون الحوار لأسباب كثيرة أهمها في تقديري الشخصي في الظروف الراهنة أنهم وعدوا قواعدهم وأنصارهم أنهم لن يلتقوا بالسلطة.
وانتم؟
نحن لم نقدم هذا الوعد لأحد.
هل سيتم إخراج قانون الحكم المحلي إلى النور من أجل إنهاء هذا التوتر والاحتقان القائم في الجنوب؟
طبعاً، هناك خطوات مستمرة من أجل إخراج قانون الحكم المحلي الجديد بصيغته الجديدة وأن يتم تنفيذ هذا القانون فيما يتعلق بانتخاب المحافظين في موعد أقرب من الاستفتاء على الدستور.
وفيما يتعلق بلجنة الانتخابات، إلى أين وصلتم بشأنها؟
خلال أسبوعين أو ثلاثة إذا لم يصل الحوار إلى نتيجة بهذا الشأن ؛ فسوف يتخذ مجلس النواب قراره بانتخاب اللجنة العليا للانتخابات.
الانتخابات وتقسيم اليمن
بعض الأحزاب السياسية، ومنها حزب الرابطة أعلنت مؤخراً تقسيم اليمن إلى عدة مخاليف كحل للاحتقانات القائمة في البلد، هل هذا مفيد لليمن برأيكم؟
هذا في تقديري الشخصي أمر غير ممكن، اليمن ملك شعبها وليست ملك حزب معين أو أشخاص معينين يقسمونها كما يشاؤون؛ فهي ليست “قطعة جاتوه” قابلة للتقسيم كما يتصور البعض.
يعني انتم ضد هذه المشاريع؟
نعم نحن ضدها تماماً.
هل من الحلول للوضع القائم تغيير شكل السلطة لتكون مجلساً رئاسياً عوضاً عن الشكل الحالي؟
يا أخي، يجب أن يفهم الناس جميعاً أننا في المؤتمر الشعبي العام لدينا رؤية متكاملة شاملة لحاضر ومستقبل الشعب اليمني ولن نحيد عنها، هذه الرؤية متمثلة في “الميثاق الوطني”، الدليل النظري للمؤتمر الشعبي العام ومتمثلة في دستور الجمهورية اليمنية، هذه الرؤية لا نملك أن نحيد عنها، صحيح أننا نملك أن نطورها بين وقت وآخر، لكننا غير مستعدين لأن يعلمنا احد كيف ننظر لمشاكل بلادنا.
بالنسبة للانتخابات المقبلة، هل انتم مستعدون لها؟
نعم، نحن مستعدون لها تماماً، وقد بدأنا لذلك قبل فترة وليس من الآن، بدأنا ذلك قبل ثلاثة أشهر.
هل يمكن أن تتغير الخريطة الاجتماعية والسياسية فيما إذا فاز الحزب الاشتراكي في الجنوب؟ هل هناك تخوفات من أن يعزز ذلك الانفصال على الأقل سياسياً؟
أولاً الانفصال غير موجود حتى يتعزز، ثانياً لسنا خائفين من أن يعزز الحزب الاشتراكي مواقعه في الجنوب أو في الشمال، هذه مسألة متاحة لكل الأحزاب طالما نحن مؤمنون بالديمقراطية.
هل ما زلتم تصرون على الاحتفاظ بالأغلبية البرلمانية؟
بالطبع نحن مصرون على الأغلبية المطلقة، أي النصف + واحد، وبعدها إذا ما حصلت أعداد زيادة فأهلاً وسهلاً.
هل انتم في موقع يؤهلكم لهذه الأغلبية كما كنتم في السابق؟ ألم يتغير شيء خلال هذه السنوات؟
تغيرت أشياء كثيرة، من دون أن تتغير حقيقية أن شعبنا مازال يعطي الثقة للمؤتمر الشعبي العام ولقيادته.
هل انتم في وارد مراجعة الأخطاء التي حدثت خلال الفترة الماضية؟ وهل انتم في وارد تقييم برنامج الرئيس الذي خاض بموجبه الانتخابات الرئاسية؟
لا، لسنا في وارد مراجعة برنامج الرئيس، نحن باستمرار نراجع أخطاءنا ونعترف بها، لكن أخطاءنا ليست من ذلك النوع الذي يمثل خطورة على الوطن.
*عن الخليج الإماراتية